وزير الأوقاف يهنئ الرئيس بذكرى فتح مكة ودخول العشر الأواخر من رمضان

وزير الأوقاف يهنئ الرئيس بذكرى فتح مكة ودخول العشر الأواخر من رمضانوزير الأوقاف

الدين والحياة11-4-2023 | 05:05

وجه وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة التهنئة للرئيس عبد الفتاح السيسى والشعب المصرى بمناسبة ذكرى فتح مكة ودخول العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، سائلًا الله (عز وجل) أن يجعل أيامنا كلها أيام عز ومنعة.

جاء ذلك خلال احتفال وزارة الأوقاف، أمس الاثنين، بذكرى فتح مكة من مسجد السيدة نفيسة (رضى الله عنها) بمحافظة القاهرة عقب صلاة التراويح، بحضور الدكتور محمد عبد الرحمن الضوينى وكيل الأزهر نائبًا عن الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، ومفتى الجمهورية شوقى علام.

وحول هذه الذكرى الطيبة، فقد لخص وزير الأوقاف حديثه فى ثلاث نقاط: الأولى مع مفتتح سورة الفتح، حيث يقول الحق سبحانه وتعالى: "إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا لِّيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا وَيَنصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا"، ويكاد المفسرون يجمعون على أن الراجح فى الآية هو صلح الحديبية، وسمى صلح الحديبية فتحًا لأنه كان فتحًا عظيمًا، والصلح فتح بل خير فتح، فمن يتأمل فى القرآن الكريم يجد أنه تحدث بالتفصيل وفى مواضع متعددة عن أيام ملاقاة النبى (صلى الله عليه وسلم) ومواجهته لأعداء الله، فتحدث عن يوم بدر صراحة فقال الحق سبحانه: "وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ"، وعن يوم حنين فقال سبحانه: "لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِى مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ"، عن يوم الأحزاب، وكان الانتصار فى يوم بدر انتصارًا عظيمًا، ومع ذلك لم تسم سورة فى القرآن الكريم باسم الفتح إلا هذه السورة التى نزلت فى صلح الحديبية، ولم تنزل فى الحرب، للتأكيد على أن الإسلام ليس متشوفًا للقتال ولا للدماء، بل إن الصلح فيه هو الأصل.

وأضاف وزير الأوقاف أن النقطة الثانية تتمثل فى قوله تعالى: "لِّيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا وَيَنصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا"، فلم يقل الحق سبحانه وينصرك نصرًا عزيزًا، بل قال: "وَيَنصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا"، وهنا جاء لفظ الجلالة مظهرًا وليس مضمرًا لتعظيم النصر، لأن هذا نصر عظيم لأنه من الله (عز وجل)، وتأكيدًا على أن النصر لا يكون إلا من عند الله، وإذا ذُكر النصر فى القرآن ذُكر منسوبًا إلى الله (عز وجل)، حيث يقول سبحانه: "وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ"، ويقول سبحانه: "إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ"، فالنصر الحقيقى يكون من عند الله سبحانه.

وتابع وزير الأوقاف أن النقطة الثالثة تتمثل فى أن فتح مكة له دلالة عظيمة، فهو رمز لعظمة وسماحة الإسلام ونبى الإسلام (صلى الله عليه وسلم)، حيث أمر النبى (صلى الله عليه وسلم) أصحابه أن يدخلوا مكة سلمًا وأن لا يبدأوا أحدًا بقتال، عندما دخل مكة فاتحًا منتصرًا وهم الذين آذوه وأخرجوه وآذوا أصحابه، وقال قولته المشهورة التى سجلها التاريخ بحروف من نور: يا أهل مكة ما تظنون أنى فاعل بكم؟ قالوا: أخ كريم وابن أخ كريم، فقال (صلى الله عليه وسلم): "اذهبوا فأنتم الطلقاء، وقد دخل النبى (صلى الله عليه وسلم) مكة فى عزة وتواضع، وكانت راية الأنصار مع سعد بن عبادة (رضى الله عنه) فقال: اليوم يوم الملحمة، اليوم تستحل الحرمة، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "بل اليوم يوم المرحمة، اليوم يعظم الله الكعبة".

وأكد وزير الأوقاف أن النصر الحقيقى هو الانتصار على النفس، يقول العلماء من الصعب على الإنسان أن يجاهد عدوًا وعدوه الذى بين جنبيه - نفسه - متحكم فيه، وكنا ندعو اللهم بلغنا رمضان، فها هو قد بلغنا الله رمضان لنرى الله منا فى هذا الشهر خيرًا، تقول السيدة عائشة (رضى الله عنها): "كانَ النبى (صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ) إذَا دَخَلَ العَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وأَحْيَا لَيْلَهُ، وأَيْقَظَ أهْلَهُ"، وهذا كناية عن الاجتهاد فى العبادة.

وأوضح وزير الأوقاف أن الوزارة قد استعدت للعشر الأواخر من شهر رمضان بأكثر من 11600 مسجد مفتوحة للتهجد، ونحن على ثقة فى الله أنها ستكون عامرة، وأكثر من 6200 مسجد للاعتكاف، وأطلقنا من اليوم والأمس والغد حملة نظافة موسعة، وقلنا لكل قيادات الأوقاف: إن خدمة المعتكفين لا تقل عن ثواب الاعتكاف، وخدمة المتهجدين لا تقل عن ثواب التهجد، ونقول لكل المعتكفين: حافظوا على نظافة المسجد، وتفريغ القلب لله سبحانه بالإكثار من الصلاة والذكر وقراءة القرآن والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم).

حضر الاحتفال الشيخ عبد الهادى القصبى شيخ مشايخ الطرق الصوفية، ومحمود الشريف نقيب الأشراف، ومحمد محمود أبو هاشم وكيل اللجنة الدينية بمجلس النواب، والدكتور هشام عبد العزيز على رئيس القطاع الديني، والدكتور عبد الله حسن مساعد وزير الأوقاف لشئون المتابعة والمتحدث الرسمي، والدكتور خالد صلاح مدير مديرية أوقاف القاهرة، وعدد من القيادات الدينية والشعبية.

أضف تعليق

تدمير المجتمعات من الداخل

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين

الاكثر قراءة

تسوق مع جوميا
إعلان آراك 2