أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أهمية تقرير القارة الأوروبية لمصيرها، وذلك خلال كلمة ألقاها بمركز الأبحاث الهولندي "نيكسوس" كشف فيها عن الخطوط العريضة لرؤيته بشأن "السيادة الأوروبية على الصعيدين الصناعي والاقتصادي".
وركزت كلمة الرئيس الفرنسي - الذي بدأ زيارة دولة ليومين في هولندا- حول السيادة الاقتصادية والصناعية لأوروبا، كما يدافع عن التعاون الأوروبي، داعيا إلى "السيادة" و"الاستقلال الاستراتيجي" للاتحاد الأوروبي بهدف تعزيز الثقل الاقتصادي الأوروبي.
وشدد ماكرون على أهمية تقرير القارة الأوروبية لمصيرها، قائلا: "يجب أن نحاول أن نكون صانعي القرار بدلا من أن نخضع للقواعد".
وفيما يتعلق برؤيته حول السياسة الصناعية الأوروبية، تساءل ماكرون: "كيف يمكن الحصول على مزيد من الاستقلالية وتنويع استقلال (أوروبا)؟"، داعيا في هذا الصدد إلى "استراتيجية جديدة لتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، من أجل إزالة الكربون من اقتصادات دول الاتحاد الأوروبي، مستعرضا رؤيته لسياسة صناعية خضراء صديقة للبيئة.
وقال "نحن بحاجة إلى حماية مصالحنا. إذا اعتبرنا أن مصالحنا الإستراتيجية قد تتعرض للخطر، فيجب علينا اتخاذ إجراء ما"، مستشهدا ب"أداة" وضعتها واشنطن "لمنع عمليات الاستحواذ الأجنبية فيما يتعلق بالشركات الوطنية.
ودعا ماكرون إلى المعاملة بالمثل في إطار الإجراءات المتخذة داخل الاتحاد الأوروبي وبين الدول السبع والعشرين وشركائها. وفيما يتعلق بالتعاون التجاري بين الاتحاد الأوروبي والدول الأخرى، دعا إلى "التجارة العادلة" في توقيع معاهدات التبادل الحر.
واختتم ماكرون كلمته بالتركيز على أهمية التعاون والتنسيق الأوروبي ووضع آليات واضحة في حالة النزاع. وأكد أن الركائز الخمس للتنافسية هي السوق الموحدة والسياسة الصناعية والحماية والمعاملة بالمثل والتعاون" قائلا: "بفضل هذا، يمكننا تطوير نهج اقتصادي جديد يسمح لنا بمواصلة خلق وظائف وتمويل نموذجنا الاجتماعي ومواجهة تغير المناخ وتحقيق مزيد من السيادة".
وكان الرئيس الفرنسي قد وصل صباح اليوم الثلاثاء إلى أمستردام في زيارة دولة لمدة يومين في هولندا، وقام الملك فيليم ألكسندر وزوجته ماكسيما باستقباله هو وزوجته بريجيت وسط مراسم عسكرية في القصر الملكي في أمستردام، قبل إقامة حفل استقبال ومأدبة غداء خاصة.
وتعد هذه أول زيارة دولة لرئيس فرنسي إلى هولندا منذ العام 2000، وتأتي بعد زيارة لملك هولندا وزوجته إلى فرنسا في 2016، وتهدف إلى التقارب بين البلدين منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ما أعاد خلط أوراق التحالفات داخل الاتحاد.
ومن المنتظر أن توقع باريس ولاهاي غدا الأربعاء "ميثاقا من أجل الابتكار" يتضمن التعاون الثنائي في مجالات مثل الموصلات والفيزياء الكمية والطاقة. وبهذه المناسبة، سيزور ماكرون مختبرات الفيزياء الكمية في جامعة أمستردام، ثم يزور معرض فيرمير في متحف "ريكميوزيوم" في أمستردام قبل العودة مساء الأربعاء إلى باريس.