الإمام والقطة !

الإمام والقطة !بهاء زيتون

الرأى15-4-2023 | 08:18

استوقفنى بشدة المشهد المتداول على مواقع التواصل الاجتماعى بصعود قطة على كتف إمام مسجد بالجزائر أثناء تأديته لصلاة التراويح.. وصعودها فى خشوع شديد وطبعها «قبلة» على وجه الإمام، ثم نزولها فى وقار عندما أدركت لحظة ركوع الإمام.

والحقيقة أنها واقعة بألف كلمة ومعنى، بدءًا من طلاقة قدرة الله إلى لين قلب ورفق بالحيوان، وثبات وخشوع حقيقى.. فهى واقعة نستجلى فيها عظمة الله.. فحتى الحيوان يستجلى عظمة الله هو الآخر.. وكأن القطة بهذه الواقعة تريد أن تشكرالإمام وتظهر حبها له على حلاوة صوته أثناء تلاوته للقرآن فى الصلاة.. فقد جذبها هذا الخشوع للإمام والمصلين وعذوبة صوت الإمام أثناء تلاوته للقرآن فى الصلاة مما جعلها تشعر بالطمأنينة.. (أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) صدق الله العظيم.

فأهم ما يميز هذه الواقعة أنها جاءت تلقائية وغير مدبرة أو مرتبة.. ولا نملك أمامها إلا أن نقول سبحان الله العظيم.

وقد ذكرنى هذا المشهد (للإمام والقطة) وخشوعها الشديد بالآية القرآنية الكريمة: (لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) صدق الله العظيم.

فهذا المشهد تفوق على دراما رمضان وبرامج المقالب التافهة.. وإننى اعتبره أجمل لقطة فى رمضان.. والدليل أنه حاز على إعجاب العالم بأسره مسلمين وغير مسلمين، حيث حصد مليار مشاهدة فى 48 ساعة فقط.

وحتى قناة الـ «سى . إن . إن» الأمريكية قد نشرت على موقعها فى «الانستجرام» فيديو لهذه الواقعة وأشادت فيه بالإمام وبلطفه ورفقه فى تعامله مع الحيوان ومعلقة بأن الإسلام دين سماحة ورحمة.. كما حملت تعليقات الكثير من غير ال مسلمين الإشادة بهذه الواقعة، حيث قالت إحدى المسيحيات: إنها معجبة بالإسلام بالرغم من أنها كاثوليكية.

وهذا يوضح إذا كنت تريد أن تعطى انطباعًا حسنًا عن دينك فإنه يكون بفعلك قبل لسانك.. والالتزام بالفعل الطيب والقول الحسن.. وحسن الخلق.

فالواقعة قد أحدثت تغييرًا حول ما ترسخ من مفاهيم مغلوطة حول الإسلام والمسلمين.. والعجيب أن هذا جاء على يد قطة.

ولا نملك إلا أن نقول سبحان الله.

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء (2)

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2