«حرب الشاشات».. مجددا «بى بى سى» تمنحنا درسا فى التزوير باحترافية عالية أشبه بالموضوعية

«حرب الشاشات».. مجددا «بى بى سى» تمنحنا درسا فى التزوير باحترافية عالية أشبه بالموضوعية«حرب الشاشات».. مجددا «بى بى سى» تمنحنا درسا فى التزوير باحترافية عالية أشبه بالموضوعية

* عاجل15-5-2018 | 22:18

كتب: عاطف عبد الغنى

بثت "بى بى سى" عربى قبل قليل من مساء اليوم الثلاثاء شريطا لتحقيق تسجيليا تسميه فيلما وثائقيا حمل عنوان: "حرب الشاشات" ووصفته فى موقعها الإخبارى بأنه " تحقيق عن ترسانة الأسلحة الإعلامية التي تستخدمها دول الشرق الأوسط لتضليل صناعة القرار في السياسات العامة للدول والتأثير على الرأي العام في العالم.

وفى تقدمتها للشريط قال التقرير الخبرى على الموقع الأليكترونى إنه : "بعد مضي عام تقريبا على المواجهة الدبلوماسية والاقتصادية بين قطر وكل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، يتساءل فيلم 'حرب الشاشات' عن أسلحة التضليل الشامل هذه وما اذا كان الجمهور يستطيع فعلا معرفة ما يجري في الواقع في عصر الأخبار الزائفة وخداع 'بوتات تويتر'؟ (البوتات: برمجيات تقوم بمهام مراقبة التفاعل على الإنترنت والبحث والتصنيف وحتى الاحتيال وسرقة البيانات).

وأضاف التقرير أنه: " منذ الرابع والعشرين من مايو/ أيار 2017، يطفح الخليج العربي بحرب زادها الكلمات والصور، في أعقاب تفاقم الأزمة الخليجية التي تجسدت بقطع السعودية وحلفائها كل علاقاتها مع قطر، متهمة إياها بدعم الإرهاب وزعزعة استقرار المنطقة، ويكشف تحقيق بي بي سي عربي كيف أن جوهر النزاع الجاري هو حرب إعلامية تهدف إلى السيطرة على الرأي العام العربي والتأثير على سياسة الولايات المتحدة الخارجية.

ويكشف هذا الفيلم الوثائقي، الذي سيُعرض أيضا باللغة الانجليزية ضمن سلسلة 'عالمنا' في خدمة بي بي سي العالمية، تجربة استخدام معلومات خاطئة أو معلومات مُضللة : تترواح من الأخبار الزائفة وهجمات القرصنة الإلكترونية إلى المال الأسود (التمويل المقدم للمنظمات والجمعيات والنقابات غير الربحية بغرض التأثير في الانتخابات) وتضليل وسائل التواصل الاجتماعي في واشنطن ولندن.

ويواصل التقرير : " يبتدأ الفيلم بما ادعته قطر بشأن قرصنة إلكترونية مدعومة من حكومة طالت قناتها التليفزيونية الرسمية، وأدت إلى بث خبر زائف من خلالها عن أميرها تميم بن حمد آل ثاني، وبعد أيام، تعرض البريد الإلكتروني لسفير دولة الإمارات العربية المتحدة في واشنطن، يوسف العتيبة، إلى عملية قرصنة، وسُربت رسائله إلى صحف تتسم تغطياتها بالمبالغة والإثارة، وكانت تلك المشاهد الافتتاحية في معركة لكسب العقول والتأثير على الرأي اندلعت في كل أشكال المنصات الإعلامية، إقليميا وعالميا."

يقول التقرير المنشور على موقع "بى بى سى" عربى - أيضا - إن قناة العربية قالت في بيان مكتوب: 'منذ تأسيس قناة العربية في مارس/آذار 2003، ثمة حالة استقطاب ثنائي للمشاهدين بينها و(قناة الجزيرة)، يكاد يشمل كل واقعة مفردة تم التعامل معها أو معالجتها و/ أو تغطيتها. بوضوح نقول : سياساتنا التحريرية مختلفة'.

فيما ينقل التقرير عن جمال الشيال، من قناة الجزيرة المملوكة لقطر : " إنه لم يتلق أبدا أي أمر تحريري أو تعليمات إرشادية من الحكومة القطرية في أي وقت، سواء كان ذلك كتابيا أو شفهيا، أو بأي طريقة أو شكل آخر".

وعند هذه الكذبة الأخيرة، لابد أن نتوقف، ونفهم أن التقرير التليفزيونى المصنوع باحترافية ومهنية عليتين، يميل بشكل واضح إلى تبرئة قطر حتى على حساب إدانة الرئيس الأمريكى ترامب، هذا شىء لا يهم ترامب شخصيا ولن يؤثر ألف تقرير مثل هذا فى حاضره أو مستقبله السياسى أما أموال قطر فبالتأكيد سوف تؤثر كثيرا فى منح ضمير «بى بى سى» راحة إجبارية، فى قضية أو حرب كما تسميها لن يصيبها منها ولا رذاذ ماء.

ويكشف لنا أهل السحر بعضا من أسرار الألعاب التى علموها لنا وهو أحسن ما فى شريط "حرب الشاشات" حيث يتطرق الفيلم إلى سر من أسرار تزييف وسائل التواصل الاجتماعي لمدى الانتشار والترويج "الرانكج" ويكشف كيف هيمنت الحسابات الزائفة أو (البوتات)- التي تراقب وتجمع وتصنف التفاعلات آليا في هذه الوسائل وتحاول التأثير عليها- على المحادثات في وسائل التواصل الاجتماعي.

وقال الفيلم إن كلا الطرفين المنخرطان فى حرب الشاشات تستخدم "جيوشا إلكترونية" من هذه البرمجيات لدفع أجندته وتسليط الضوء عليها في موقع تويتر.

وعلى طريقة "رمتنى بدائها وانسلت" ينتهى فيلم الـ "بى بى سى" إلى التساؤل: كيف نعرف ما هو أهل للثقة في عالم يتيح لنا ،على ما يبدو، مدخلا غير محدود للحصول على المعلومات ونواجه فيه سيلا غير متناه منها؟.

هذه الـ "بى بى سى" تمنحنا نحن العرب درسا جديدا مشوقا فى التزوير باحترافية أشبه بالموضوعية، وفى المهنية المزعومة.

    أضف تعليق

    تدمير المجتمعات من الداخل

    #
    مقال رئيس التحرير
    محــــــــمد أمين
    إعلان آراك 2