خبير فلك: الانشغال بتحديد ليلة القدر يدخل تحت باب علم لا ينفع

خبير فلك: الانشغال بتحديد ليلة القدر يدخل تحت باب علم لا ينفعليلة القدر

الدين والحياة17-4-2023 | 13:01

نشهد دائما العديد من المحاولات لتحديد ليلة القدر، وحتى الآن لا يمكن لأحد أن يجزم بليلة بعينها أنها ليلة القدر، حيث لم يخبر النبي بها، وهناك العديد من المحاولات والكتابات والآراء التي تحاول تحرى وتحديد ليلة القدر في كل عام وهناك من يذهب أبعد من ذلك ويقول إن العلم الآن بمعدته وأجهزته وإمكانياته قادر على تحديد ليلة القدر من قبل شهر رمضان كما يحدث مع بدايات شهر رمضان والعيد وذلك عن طريق الحسابات الفلكية.

وحول إمكانية تحديد مواعيد ليلة القدر عن طريق علم الفلك والظواهر الفلكية، يقول الدكتور ياسر عبد الهادي أستاذ بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية قسم أبحاث الشمس والفضاء - والمتحدث الإعلامي بالمعهد - ، إن دائما ما يدور سؤال عن هل رأيت ليلة القدر أو عن هل استطاع العلم والعلماء من تحديد موعد ليلة القدر، وهذا التساؤل يأتي لنا بصفتنا باحثين منشغلين بعلوم الفلك نتابع الأجهزة و نقوم برصد مستمر للسماء، ومن خلال هذا فإننا ربما نكون قد تمكنا من تحديد مواعيد تلك الليلة المباركة استنادا إلى العلامات الفلكية ليلة القدر التي أخبرنا عنها رسول الله الاستدلال عليها.

وأكد عبد الهادي، أن هناك إشكاليتين في أمر تحديد ليلة القدر، واحدة تتعلق بالإجراء التجريبي والعلمي والثانية تتعلق بالتأثير النفسي، حيث إنه لا يمكن تحديد تلك الليلة حتي نقوم بإجراء قياس العوامل المذكورة في الأحاديث النبوية والأثر والظواهر المشاهدة في كل ليالي العشر الأواخر من رمضان حتى تسهل المقارنة بينها لاستنتاج في أيها كانت)ليلة القدر، ولكن حتى نقوم بهذا الأمر فسوف يكون قد مرت الليلة قبل أن يتم التأكد منها وتضيع علينا ولن نكون قد أدركنها، أنه حتى على مستوى التجرية في ليلة واحدة لا يستطيع المرء الجزم بأنها هذه الليلة أو تلك حتى يرى العلامات كلها ثم ينتظر حتى شروق الشمس كل يوم ليختم بها تأكده منها.

وأضاف أستاذ الفلك، أن الإشكالية الثانية التي تتعلق في تحديد ليلة القدر والتي تتعلق بالتأثير النفسي، أننا إذا استطعنا تحديد - فرضا - تحديد تلك وأصبح لدينا اليقين أو شبه اليقين أنها الليلة السابعة أو الخامسة، فإن إذا تم إعلان الأمر سيكون تأثير هذا الأمر على نفوس المسلمين الذين لم يوفقهم الله تعالى إلى الاجتهاد في هذه الليلة فبالتأكيد سوف يعانون من الإحباط ولربما يصيبهم فتور العبادة والطاعة خلال الإيام الباقية من شهر رمضان - ولعل هذا الأمر عائد على من أدرك ليلة القدر وعلى من لم يدركها.

وأشار عبد الهادي إلى أن بسبب تلك الإشكاليتين التي ذكرنهما فقد ذهب كثير من العلماء إلى أن من يدرك ليلة القدر يستحب له أن يكتم ذلك ولا يذيعه بين الناس وأن هذا من أخلاق الإسلام الرفيعة التي تحرص على سلامة نفوس أعضاء المجتمع الواحد ومنعا لتسلل الشيطان إليها سواء لحسد الغير أو لبث الإحباط أو الفتور في الطاعة والعبادة.

والفت إلى أنه حتى ولو تم تحديد ليلة القدر ل شهر رمضان في سنة ما فهذا لا يعني أنها ستكون ثابتة وتأتي في نفس موعدها في رمضان التالي ولا الذي بعده، وهو ما يعني أن هذه التجربة يجب إجراؤها والانشغال بها في الليالى العشر الأواخر من رمضان لكل عام على حدة، وأن قد يأخذك بعيد عن معايشة روحانية ليالي رمضان وقد يوقع المرء في إثم أن يكون السبب في صد بعض المسلمين عن الطاعة.

ويرى عبد الهادي أن فكر تحديد ليلة القدر علميا يقع في بند ما هو علم لا ينفع، وانه قد يدخل في باب العلم الضار أحيانا، وأن في إخفاء موعدها حكمة من الله الخالق الواهب ولو كانت إرادة الله أن نعرفها بشكل قاطع لم انسها النبي محمد و لأعلمنا إياها وانقضى الأمر، ولكن أخفاها لحكمة بالغة وهى الاستمرارية فى العبادة أثناء الليالى العشر الأواخر من رمضان.

أضف تعليق

رسائل الرئيس للمصريين

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2