كتب: عاطف عبد الغنى
فى الحوار الذى أجرته "دار المعارف" مع الدكتور عبد المنعم سعيد، سألناه: ألا ترى أنه بعد ثورة 30 يونيو مشروع الليبرالية الجديدة فى مصر انهزم مع انحصار اليمين الدينى؟! فأجاب أحد أهم منظرى الفكر الليبرالى فى مصر والمنطقة العربية:
" الليبرالية فى العالم كله تواجه أزمة، وكم الكتابات المنشورة فى العالم عن الفكرة الليبرالية، ومعها الفكرة الديمقراطية هائل.
وأضاف د. سعيد قائلا: "فى رأيىّ الشخصى أن الليبرالية والديموقراطية ما زالتا هى المرجعية فى الفكر العالمى كله، والفكر السياسى، وهى المقياس الذى يقيس عليه العالم مسافة الاقتراب أو الابتعاد عنها، وفى وقت من الأوقات، كان أمامها الاشتراكية، ونظام الحزب الواحد والنظام التعبوى، وهذا انزاح مع الحرب الباردة، وصعدت نماذج جديدة مؤخراً لها علاقة بالدين، وهذه يكاد العالم يتوافق على رفضها، ونحن أيضا رفضناها فى 30 يونيو.
إنما البديل الليبرالى لا يستطيع أن يتعامل مع الواقع الحالى.
صحيح أن النموذج الليبرالى أصابه الضعف بالطبع، بعد أن وجهت له ضربات ليست قليلة، لكننى لا أرى نموذج أخر نجعله كمقياس نقرب منه أو نبتعد عنه، وبعض الناس تحاول أن تخرج النموذج الصينى كنموذج بديل، وهذا معناه أن يكون هناك حزبا شيوعيا نلتف حوله، ونقول سوف نهتم بالتنمية، ألخ، ولم أر طوال الـ 30 عاما الماضية أحدا حوّل هذا النموذج للتطبيق العملى، وما زال رغم كل هذا الكلام النموذج الليبرالى الذى تقيس عليه التقدم والتأخر.."
هجمات الإعلام
وسألناه: ألا ترى أن الهجمات على مصر فى الإعلام الغربى ؟ مرتبطة إلى حد كبير بهذا النموذج، أو التوجه، حيث هناك من يريد فرض مشروع العولمة علينا بشتى الطرق؟! فأجاب:
"الناس فى مصر مش عارفة كويس بره.. أولا هذا الكلام يقال هنا فى مصر؟
إذا هذا موقفهم ولا تتصور أن الليبراليين المصريين سوف يبقى عندهم موقف مختلف من الليبراليين الأمريكان، إنما مصر ما لا تقول هذا الكلام.
فى الحزب الجمهورى مثلا فى كل الولايات الجنوبية صورة مصر هى الفراعنة، وفى ناس بتحب الرئيس السيسى، وترامب نحن نعرف موقفه، فهى أجنحة.
إنما واشنطن العاصمة بما فيها من مراكز بحوث، ونيويورك والجرائد، والمؤسسات، بما فيها "هيومن رايتس ووتش"، وهذه التجمعات، فالموقف مختلف لأن أمريكا بتنحاز أو تذهب يمينا، وأصبحت أكثر محافظة بفعل ترامب، وهناك فى أوروبا، هذا التيار موجود فى بولندا، وموجود فى المجر، والانتختابات الأخيرة فى ألمانيا منحت قوة لهذا التيار ، وفى بريطانيا تريزا ماى أيضا تمثل الجماعات اليمينية المحافظة."