وكالات
تحت شعار “بناء اقتصاد الثقة”، تنطلق اليوم فعاليات منتدى “بطرسبورج” الاقتصادي الدولي في دورته الـ 22 والذي يعقد في روسيا ويستمر ثلاثة أيام بمشاركة نحو 15 ألف شخص من أكثر من 70 دولة مختلفة لمناقشة التحديات الاقتصادية التي تواجه روسيا والعالم، وبحث كيفية التغلب على التناقضات القائمة من أجل زيادة النمو العالمي.
ويحل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ضيفا شرفيا علي المنتدى هذا العام ، حيث من المقرر أن يشارك في الجلسة العامة للمنتدى مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي ورئيسة صندوق النقد الدولي كريستين لاجارد.
ويطلق على منتدى “بطرسبورج” الاقتصادي اسم “منتدى دافوس الروسي” نظرا لضخامة عدد الحاضرين وثقل مستوى المدعوين له حيث يشارك فيه رؤساء كبرى الشركات الروسية والأجنبية، بالإضافة إلى شخصيات سياسية بارزة من رؤساء دول وحكومات ووزراء.
ويحمل المنتدى هذا العام شعار “بناء اقتصاد الثقة” والذي يعكس سعي قطاع الأعمال إلى النمو دون قيود مصطنعة، ويعد ذلك واحدا من أبرز الأهداف الاقتصادية التي أعلن عنها الرئيس بوتين والمتمثلة في” دفع نمو الاقتصاد الروسي إلى مستوى أعلى من المتوسط العالمي، وهو ما يتطلب بلوغ نسبة الاستثمارات 25 إلى 27 بالمئة من الناتج الإجمالي المحلي، الأمر الذي يتطلب تنمية البنى التحتية والقدرات التصديرية بالنظام ككل وإنشاء أدوات جديدة ومريحة للتمويل والتبسيط الملموس في الإجراءات الإدارية وتوفير ظروف قابلة للتنبؤ في الاقتصاد الكلي” وذلك وفقا لما صرح به وزير التنمية الروسي مكسيم أوريشكين.
ومن المنتظر أن يتناول المنتدى أربعة موضوعات رئيسية، أولها “الاقتصاد العالمي في عصر التغيرات”، والذي يتناول مختلف مجالات العلاقات الاقتصادية في هذا العالم المتغير، والتي من بينها حل مشاكل التفاوت الاجتماعي ونمو قطاع الطاقة واستخدام التكنولوجيا الجديدة في القطاع الزراعي.
أما ثاني الموضوعات التي يتناولها المنتدى فهي “روسيا: استخدام إمكانيات النمو”. ويركز هذا الجزء على مناقشة التحديات الرئيسية التي يواجهها الاقتصاد الروسي وقدرة الصناعات الإبداعية في روسيا على التصدير، فضلا عن تناول سبل الوصول إلى المراكز القيادية في مجالي التكنولوجيا والطاقة العالميين.
ثالث الموضوعات هي “تكنولوجيا من أجل القيادة” والذي يتمحور حول بحث تأثير أنواع التكنولوجيا الجديدة على جميع نواحي الحياة، ومن بينها دمج الذكاء الاصطناعي في الاقتصاد الحقيقي واستخدام تكنولوجيا “بلوكشين” في قطاعي الإدارة والأعمال وبناء البنية التحتية الرقمية والعلاج الجيني والتكنولوجيات المبتكرة في الطب.
وأخيرا سيتناول المنتدى “رأس المال البشري في الاقتصاد الرقمي” والذي يناقش تغيرات سوق العمل العالمية ودور التعليم في الاقتصاد الرقمي والقدرة التنافسية في ظروف اقتصاد المعرفة.
وتركز هذه الموضوعات بصفة عامة على تنمية الاقتصاد الروسي وتعزيز قدراته في مواجهة الأزمات الاقتصادية المحلية والدولية، وكيفية التغلب على التناقضات القائمة التي تحد من إمكانيات النمو العالمي بالإضافة إلى تطوير عدد من المجالات التكنولوجية من خلال الاستخدام الأفضل لإمكانيات النمو.
ومن المتوقع أن يشهد المنتدى توقيع عدد من الاتفاقات من بينها اتفاقات بين شركة روساتوم الروسية للطاقة وبين مفوضية الطاقة النووية والمتجددة في فرنسا.
ويمثل المنتدى هذا العام منصة لجذب الاستثمارات الأجنبية إلى الاقتصاد الروسي، حيث ستشمل أعماله أكثر من 90 فعالية، كما سيعقد على هامشه المجلس الاستشاري الإقليمي لمجموعة العشرين ومنتدى للأعمال الحرة الصغيرة والمتوسطة ودورة جديدة لمنتدى القطب الشمالي الدولي، فضلا عن تنظيم منتدى اقتصادي شبابي للمساهمة في دعم الاتصال بين رجال الأعمال الشباب حول العالم وتطوير أساليب التفاعل في دوائر الأعمال الدولية.
ويعتبر المنتدى حدثا دوليا غاية في الأهمية في عالم الاقتصاد والأعمال حيث ينظم سنويا في مدينة سان بطرسبرج بروسيا منذ عام 1997. وعلى مدار السنوات العشرين الماضية، نجح المنتدى في أن يلعب دورا رائدا للتواصل بين قادة القوى الاقتصادية على مستوى العالم، ومثَل منصة دولية لمناقشة التحديات الاقتصادية الرئيسية التي تواجه روسيا والأسواق الناشئة والعالم بشكل عام. بالإضافة إلى المشاركة السياسية رفيعة المستوى التي تتجسد في حضور رؤساء دُوَل وحكومات من أوروبا وآسيا والشرق الأوسط، الأمر الذي يُعطي المنتدى بعدًا جيو-سياسيًا هاما في المرحلة الراهنة.
واكتسب المنتدى زخما ملحوظا خلال الأعوام الماضية، فخلال الدورة السابقة للمنتدى التي عقدت في يونيو 2017 تم توقيع نحو 475 اتفاقا اقصاديا ومذكرة تفاهم بين الجانب الروسي والشركاء الدوليين بإجمالي مبلغ 1818 مليار روبل روسي أي ما يعادل 25 مليار يورو، وكان من أبرز تلك الاتفاقات اتفاق بين روسيا والهند خاص ببناء المرحلة الثالثة من محطة “كودانكولام” النووية بالهند.