الأمن المجتمعي والتحديات الإقليمية

الأمن المجتمعي والتحديات الإقليميةمحسن عليوة

الرأى26-4-2023 | 04:33

فى الأزمات التى يتعرض لها الأشقاء يظهر الدور الريادى والمكانة التاريخية ل مصر فالجنوب مشتعل و الغرب متمزق و مصر فاتحة زراعيها ، بقدرة تَحمُل تفوق قدرة مقدرات دول عظمى ، وهذا قدَرُها وقَدَرُها وتلك مكانتها ومكانة أبنائها وقادتها على مر التاريخ ، على الرغم من المشاكل الإقتصادية الطاحنة التى تدمر أعتى الدول ورغم الغلاء الذى أوجع الاغنياء قبل الفقراء محلياً ودولياً وعلى الرغم من كل ذلك وأكثر وعلى الرغم من وجود العديد من الجروح التى سببها الأشقاء ، ولكنه قدر مصر ومكانتها التاريخية .

من المؤكد أن ما يحدث بالسودان يسبب قلقاً لكل الدول العربية لا سيما مصر وذلك نتيجة طبيعية لعوامل الارتباطات التاريخية والجغرافية والاستراتيجية حيث تمثل السودان العمق الاستراتيجى الجنوبى للدولة المصرية.

و للمجتمع المصرى دوراً هاماً فى مثل هذه الأحداث ، حيث تحقيق الأمن القومى يبدأ من تحقيق الأمن المجتمعى، فعندما يكون الأمن المجتمعى قوياً متماسكاً صلباً كانت الدولة وامنها القومى قوياً راسخاً ، وهذا من خصائص المجتمع المصرى الذى دائماً ما توحده الأزمات ، ودائماً ما يمثل هذا التماسك الصخرة القوية الصُلبة التى تتحطم عليها كل أطماع الطامعين وتتهاوى أمامها كل قوى الشر ، وتصغُر أمامها كل معوقات التنمية والإستقرار.

ومفهوم الأمن القومى لا يمكن التوصل الى تحديد دقيق له وهو دائماً ما يخضع للتعديل تماشياً مع المستجدات والمتغيرات وهو ما يمثل الحماية من أى هجوم خارجياً كان أو داخلياً ، ليس دفاعاً عسكرياً مسلحاً فقط ، حيث يتضمن الأمن القومى الأمن المجتمعى والأمن الفكرى والأمن الإقتصادى والأمن الدبلوماسى وهذا ما تتمتع به قيادتنا من رؤية جادة للواقع تتعامل معها بكل حنكة واقتدار تحفظ لنا أمننا وتحقق لنا مكاسب دبلوماسية .

وبقدر حاجة اﻟﻤﺠتمعات للأمن الاجتماعى تكون فى حاجة ماسة لمقوماته الأساسية التى تعمل على حماية المجتمع ، وتُسهم فى بناؤه وتقدمه وتنميته ورُقيه ، حيث أن اﻟﻤﺠتمع الذى يُوفر لمواطنيه الأمن والأمان ينعكس ذلك على سلوكياته ومنجزاته ودرجة تقدمه ورقيه ،فذلك يبعث الطمأنينة فى النفوس ويشكل حافزاً للعمل والإبداع والاستقرار والحفاظ على الهوية الوطنية .

وهناك سر من الأسرار الهامة لطبيعة الشعب المصرى مستمدة من مخزون حضارى وذكاء فطرى ، ف مصر توحدها الأزمات دوماً لأن شعبها لديه من الوعى بأهمية الوطن ومكانته ما يمكنه من قبول التحديات بالابتسامات والإفيهات والنكات .

حفظ الله مصر قيادة وشعباً

أضف تعليق

خلخلة الشعوب و تفكيك الدول

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2