أكدت وزيرة الثقافة التونسية حياة القرمازى، عمق العلاقات الثقافية التاريخية بين بلادها ومصر، مضيفة "أن مصر هى مهد الحضارة الإنسانية وصاحبة ثقافة عظيمة أسهمت فى بناء صرح الإنسانية للبشرية جمعاء، ويظل دورها محوريا فى الأمة العربية".
وأعربت وزيرة الثقافة التونسية ـ فى تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط على هامش افتتاح الدورة 37 لمعرض تونس الدولى للكتاب، عن حبها الشديد للثقافة العربية والكتاب العربى، وإعطاء الأولوية دائما لمتابعة كافة العروض العربية، منوهة إلى أن اللغة العربية لها مكانتها ورونقها الخاص فى وجداننا لأنها ثقافتنا الأصيلة، مشيرة إلى أنه بالرغم من متابعتها وانفتاحها على كل اللغات وكافة الثقافات المختلفة لكونها وزيرة للثقافة، إلا أنها تعشق الثقافة العربية.
وقالت الوزيرة التونسية: "نحاول خلال النسخة الحالية من معرض الكتاب تقديم أنواع مختلفة من التقدم التكنولوجى والكتاب الإلكترونى وهو ما يعد إنجازا ثقافيا ومسارا للتطور البشرى، ولكن بالرغم من كل هذا التطور التكنولوجى والإلكترونى، إلا أننا نظل من جيل العاشق والمحب للورق".
وأوضحت القرمازى، أنه على الرغم من ضرورة استغلال التكنولوجيا الحديثة بشكل مثالى، إلا أنه علينا أيضا أن نحبب أبناءنا فى استخدام ومتابعة الكتب الورقية ولابد من إيجاد طريقة لذلك لكى لا تصبح هناك قطيعة بينهم وبين الكتاب الورقى وحتى لا نقع مع مرور الوقت تحت وطأة تحكم الآلات فى الجنس البشرى وفقد الروح الإنسانية، وهو ما نسعى إليه هذا العام من خلال ما نقدمه بمعرض الكتاب.
وأكدت وزيرة الثقافة التونسية، السعى الدائم وراء تحفيز الأطفال والشباب وبذل المزيد من العمل والجهد من أجل ترغيبهم وتشجيعهم على حب القراءة، مشيرة إلى أنه خلال هذا العام من معرض الكتاب تم تخصيص قسم خاص للأطفال يتضمن أكثر من 300 كتاب.
وأضافت القرمازى، أنه سيتم خلال النسخة الحالية من معرض الكتاب تنظيم عروض مختلفة من قبل الوفود المشاركة سعيا لبناء جيل جديد منفتح على كل الثقافات والحضارات الأخرى حتى يتسنى للطفل امتلاك حرية الاختيار ويتحرر تفكيره ويتعلم قيم الجمال والأخلاق والإنسانية الراقية، وهو ما يسهم فى الحفاظ على أبنائنا من الوقوع تحت تأثير الهواتف الذكية والتكنولوجيا الحديثة، ولكن تبقى فقط مجرد وسيلة لتحقيق هدف للرقى بالإنسان الذى اخترع الآلة وألا يكون أسيرا لها، وهذا لن يحدث إلا إذا أشبعنا رغبة أنبائنا وحببناهم فى عشق القراءة والتطلع والبحث الدائم عن المعلومة بأنفسهم من خلال التعلم والتثقيف، وألا يستسهلوا ويعتمدوا دوما على أن تأتيهم عن طريق الشاشة وهذه هى الرؤية التى تتبناها وزارة الثقافة خاصة فى هذه النسخة من المعرض.
وعن مشاركة الدول العربية فى تلك النسخة من المعرض واختيار العراق كضيف شرف لها، أكدت وزيرة الثقافة التونسية، أن "العراق صاحب فضل على كل الدول العربية وهو بلاد المتنبى ومهد حضارة بلاد الرافدين، وظهرت الخطوط الأولى للسامرية بها، وأنا شخصيا كتونسية درست فى مسيرتى المهنية عددا من الكتب التى كانت تأتى من العراق".
وعن دور الثقافة فى مواجهة التطرف والإرهاب، قالت الوزيرة التونسية، إننا نستطيع بناء جيل واع ومحصن من كافة الفتن والأفكار المتطرفة الهدامة، من خلال تنوير العقول بالقراءة والحوار والتعرف على الثقافات الأخرى وقيم الجمال، والعمل دوما على الانفتاح على كل ما هو نافع ومفيد، مؤكدة أن الإرهاب والتطرف لا ينموان إلا فى البيئة الجاهلة المتخلفة فكريا وثقافيا التى فقدت معنى إنسانيتها وتجردت من قيمها، وهى البيئات التى نسعى دوما ونبذل قصارى جهدنا من أجل محاربتها بالفكر والثقافة والعلم والتنوير.