احتفظت جوهانسبرج العاصمة التجارية لدولة جنوب إفريقيا، بصدارتها في قائمة المدن الإفريقية الأكثر ثراءً في العام الجاري 2023، باحتضانها 14 ألفا و600 من المليونيرات وأصحاب الثروات، كما أنها تسهم بنحو 40 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي لدولة جنوب إفريقيا، التي تصدرت حسب دراسة نشرت أخيراً، قائمة "الخمس الكبار" في "سوق الثروة" في القارة السمراء.
وكشفت الدراسة التي أعدتها مؤسستا "هانلي & بارتنرز" و"نيو وورلد ويلث" الرائدتان في مجال الاستثمارات والثروات العالمية، أن جوهانسبرج، التي يطلق عليها "مدينة الذهب"، احتضنت أكبر عدد من الأثرياء أصحاب الثروات المليونية والمليارية المقومة بالدولار، مؤكدة أن المدينة تمكنت من تجاوز الأوقات الصعبة التي عايشها اقتصاد جنوب إفريقيا بسبب المصاعب الأخيرة الناجمة عن أزمة الطاقة وتصاعد معدلات التضخم.
وتقول دورية "كوارتز- أفريكا" إن ما حققته مدينة جوهانسبرج تجاوز أيضاً إشكالات أخرى تتعلق بخضوع دولة جنوب إفريقيا لمزيد من التدقيق والفحص من جانب منظمة "فاينانشيال أكشن تاسك فورس" المعنية بمراقبة أنشطة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب، وقد أدرجت المنظمة دولة جنوب إفريقيا ضمن "القائمة الرمادية" في مطلع العام الجاري، وهو ما يستلزم خضوعها للمزيد من التحري والتدقيق من جانب المستثمرين والمؤسسات المالية الكبرى عالمياً.
وبيّنت دراسة المدن الأكثر ثراءً، أن جوهانسبرج، الأكثر اكتظاظاً بالسكان في جنوب إفريقيا حيث يقطنها 6.2 مليون شخص، تحتضن 14 ألفا و600 شخصية ثرية من أصحاب الملايين الدولارية، من بينهم 30 مليونيراً تصل استثماراتهم وأصولهم إلى أكثر من 100 مليون دولار، علاوة على شخصيتين من أصحاب المليارات.
المعروف أن تصنيف الشخصية الثرية المليونير، وفق أدبيات أسواق الثروة، يضم أولئك الأفراد الذين يمتلكون أصولاً مالية وسيولة تزيد على مليون دولار أميركي. أما الـ"سنت- مليونير"، فتعني أولئك الأشخاص ممن تزيد ثرواتهم وأصولهم المستثمرة عن 100 مليون دولار أميركي.
وتشير الدراسة إلى أن جوهانسبرج تصدرت قائمة المدن الإفريقية الأكثر ثراءً رغم أن أعداد أثريائها تراجعت عن العام الماضي.
واعتلت مدينة جوهانسبرج، التي شُيدت في أعقاب اكتشاف كميات هائلة من احتياطيات الذهب في مناجمها والمناطق المجاورة في عام 1886، قائمة المدن الأكثر ثراءً في إفريقيا بثروات تراكمية تصل إلى 235 مليار دولار.
وتضم ضاحية "ساندتون"، واحدة من بين أكثر أربع مناطق ثرية في العاصمة التجارية، مقر "بورصة جوهانسبرج للأوراق المالية" JSE، الأكبر على مستوى قارة إفريقيا، كما أن بها العديد من المؤسسات المصرفية الرائدة في البلاد.
وأكدت دورية "كوراتز- أفريقيا" أن تلك المقومات، علاوة على ما تتمتع به جوهانسبرج بموقع فريد باعتبارها "عاصمة الذهب والألماس" في إفريقيا، ساهمت في إغراء الأثرياء وأصحاب الثروات في الاستقرار فيها، فضلاً عن أن موقعها المحوري وتمتعها بشبكات واسعة من البنية التحتية الأساسية الحديثة، شكل عناصر إضافية ساعدت في جذب أصحاب الثروات والاستثمارات إليها.
وتُصنّف جوهانسبرج، التي تقع ضمن إقليم جواتينج، من بين أكبر 50 تجمعًا حضريًا على مستوى العالم، وتساهم بما يقرب من 40 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي لجنوب إفريقيا، الذي يتوقع وصوله إلى 28ر420 مليار دولار بحلول نهاية العام الجاري 2023.
وانتقلت دراسة مؤسستي "هانلي & بارتنرز" و"نيو وورلد ويلث" إلى استعراض الثروات على مستوى إفريقيا، حيث جاءت بعد جنوب إفريقيا، كل من نيجيريا وكينيا والمغرب، مشيرة إلى أن تلك المجموعة تضم 56 في المائة من أعداد المليونيرات، وأكثر من 90 في المائة من مليارديرات قارة إفريقيا.
وأشارت إلى أن هناك دولاً مثل موريشيوس ورواندا وناميبيا تسعى جاهدة للحاق بتلك القائمة، أما على مستوى العالم، فقد أشارت الدراسة إلى اعتلاء مدينة نيويورك قائمة المدن العشر الأكثر ثراءً في العالم لاحتوائها على أكبر عدد من المليونيرات والشخصيات الثرية، تلتها العاصمة اليابانية طوكيو، ثم "باي إيريا" (منطقة خليج سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا)، ولندن، وسنغافورة، ولوس أنجلوس، وهونج كونج، وبكين، وشنغهاي، وسيدني.