أكد وزير النقل والأشغال اللبناني، علي حميه أهمية التكامل والترابط بين الموانىء المرافئ العربية وذلك من منطلق رؤية واقعية لقطاع النقل البحري علي مستوي العالم.
وقال "حميه": " أننا نعيش في منطقة تعدُّ معبراً وممراً تجاريا وازنا جدا على صعيد عبور التجارة العالمية إليها وعبرها على حد سواء ، الأمر الذي يفرض علينا كمسؤولين بأن تكون خطواتنا واستراتيجياتنا في هذا المجال ، تخضع لما نستشرفه للحاضر والمستقبل من متغيرات متسارعة على الصعيدين السياسي والجيوسياسي الإقليمي والدولي على حد سواء" .
جاء ذلك في كلمته خلال ورشة العمل الذي التي انعقدت اليوم الأحد بفرع الأكاديمية العربية للعلوم و التكنولوجيا والنقل البحري في القرية الذكية لمناقشة آلية إعداد دراسة تحليل وضعية واقع قطاع الموانىء البحرية العربية .
وأضاف وزير النقل والأشغال اللبناني أن قطاع النقل، وخصوصا البحري منه ، يقبع بين عولمة قد لا ترحم من لا يكون مستعداً لمواجهتها من جهة ، وبين عالمية منشودة ومرغوبة، قد لا تحتضن من يبقى على هامشها من جهة أخرى .
وقال "حميه" انه لأجل ذلك ، اقترحنا على اجتماع مجلس وزراء النقل العرب في دورته الـ 35 في نوفمبر من العام الماضي، بإعداد دراسة تتشارك فيها الدول العربية جمعاء تحليل وضعية قطاعي الموانئ والمرافئ العربية ، لاسيما لناحية حجمها وسعتها وقدراتها الاستيعابية وربطها ببعضها البعض ، الأمر الذي يجعل انفتاح دولنا العربية بعضها على بعض في إطار من التعاون والتنسيق واحترام الخصوصية فيما بيننا.
من جانبه أكد رئيس قطاع النقل البحري اللواء رضا إسماعيل في كلمة ألقاها نيابة عن وزير النقل أن الموانئ البحرية تلعب اليوم دوراً هاماً في التنمية الاقتصادية وزيادة الدخل القومى، كما أصبح عدد الموانىء ومدى كفاءتها وحجم الصادرات والواردات المتداولة بها أحد مؤشرات ازدهار اقتصاد الدولة، وفي عصرنا الحالى يعتبر مدى تقدم الخدمات والنظم اللوجستية والبنية الأساسية داخل الموانى البحرية أحد العوامل الرئيسية في مواجهة التنافسية العالمية
واضاف" إسماعيل" :" تعتمد فعالية وكفاءة الموانى البحرية على نماذج الطاقة الجديدة والتي تقوم على الآثار البيئية المنخفضة ودفع الابتكارات في كل من العمليات والتقنيات والاستثمار في التكنولوجيا الجديدة الذي يهدف إلى وجود أنظمة نقل صديقة للبيئة وتوفير خدمات النقل الذكية، فضلاً عن تحسين الخدمات للركاب، وتعزيز السلامة وتسهيل حركة تدفق المرور وهذا ما يطلق عليه الموانئ الذكية".
وقال رئيس قطاع النقل البحري: "وحتى تتمكن من تطوير موانئنا العربية لكي تأخذ المكان الذي تستحقه على الخريطة العالمية لا بد أولاً أن نقف على واقع الموانئ الحالي وأن نضع أيدينا على مواطن القصور وعلى التحديات التي تواجهها سواء على المستوى الداخلي أو العالمي. وهذا هو بالتحديد الهدف من تنظيم ورشة العمل هذه.
وأشار إلي أن الموانئ البحرية تواجه تحديات عالمية عديدة تتمثل في وجود قوى اقتصادية جديدة منافسة في صناعة النقل البحري ممثلة في قارة آسيا مثلاً (الصين وكوريا الجنوبية وهونغ كونغ والهند وما حققته من ازدهار وتطور في صناعة السفن العملاقة وبخاصة سفن الحاويات الضخمة، وظهور الموانئ المحورية التي تتمتع بالمعايير الإنشائية الحديثة التي تنطبق عليها الشروط والمواصفات المطلوبة من قبل شركات الشحن لخدمة السفن الضخمة ذات الغاطس العميق والسطح العريض لافتاً إلي أن هذه الموانئ قادرة على سرعة تفريغ وتخزين وإعادة شحن البضائع بسرعة وكفاءة عالية
وبدوره قال مدير إدارة النقل والسياحة بجامعة الدول العربية الدكتور بهجت ابو النصر ، أن النقل البحري يستحوذ علي 90% من حجم التجارة بإيرادات تتخطي 11 تريليون سنوياً من هذا القطاع
وأفاد " ابو النصر" أن إقامة ورشة العمل تأتي تنفيذاً للقرار رقم 527 الصادر عن مجلس وزراء النقل العرب في دورته 35 -دورة نوفمبر 2022.
وتوجه الدكتور بهجت ابو النصر بالشكر للأكاديمية برئاسة الدكتور إسماعيل عبد الغفار على دعم العمل العربي المشترك مشيراً إلي أن التعاون مع الأكاديمية علي أعلي مستوي.
من ناحيته أكد رئيس الأكاديمية العربية للعلوم و التكنولوجيا و النقل البحري الاستاذ الدكتور إسماعيل عبد الغفار إسماعيل فرج أهمية ورشة العمل وما يتم فيها من مناقشة وتبادل الخبرات والمعلومات الحديثة عن الموانئ البحرية وعملها، بمشاركة عدد كبير من المهتمين بالقطاع البحري واللوجستيات والشحن والتخزين وغيرها من المهن المرتبطة بصناعة النقل البحري واللوجيستيات.
كما شدد "عبد الغفار" علي أهمية الأخذ بالعلم فيما يتعلق بـ دور الموانئ البحرية في الاقتصاد ،عملية إدارة وتشغيل الموانئ البحرية وتطويرها ، السلامة والأمن في الموانئ البحرية ، استخدام التكنولوجيا في إدارة الموانئ البحرية وتحدياتها.
وتحدث سيف المزروعي، الرئيس التنفيذي لقطاع الموانئ - مجموعة موانئ أبوظبي عن تجربة الموانىء الإماراتية ، والدكتور صالح بن محسن فطيس وكيل الوزارة المساعد لشؤون النقل البحري بوزارة المواصلات الذي تحدث عن تطور الموانئ القطرية.
من جانبه أستعرض عميد كلية النقل الدولي و اللوجيستيات بالأكاديمية -فرع القاهرة- الدكتور خالد السقطي المحاور والأهداف ووالنتائج الأولية التي خلصت إليها الدراسة التي قامت بها الأكاديمية حول وضعية واقع قطاع الموانىء البحرية العربية.
حضر ورشة العمل لفيف من الخبراء والمتخصصين في قطاع النقل البحري والموانىء في مصر والمنطقة العربية .