برغم الهجمة الشرسة على الشعب الفلسطيني، المتمثلة فى توحش آلة تدمير منازل الفلسطينيين، وتدنيس المسجد الأقصي، وإطلاق قطيع المستوطنين لاقتحامه، يتعالى الحديث عن مخاوف إسرائيلية من الأوضاع الأمنية داخل إسرائيل، ويذكر جنرالان إسرائيليان عشرة تحديات أمام تل أبيب فى مقال لهما نشره موقع القناة 12 الإسرائيلية، يوافق نشر المقال الذكرى 75 على تأسيس دولة الاحتلال الإسرائيلي. تناول الجنرالان "عاموس يادلين"، و"أودي أبيتال"، عدة أزمات داخلية تنذر بتهديد صمود إسرائيل واستمرار إنجازاتها، يوضح التحدي الأول تراجع قوة أمريكا بشكل كبير وتفوق الصين، لتصبح شريكا فى ميزان القوة الدولية، يظهر الضعف الأمريكي حاليا فى تدخل أطراف دولية فى السودان دون موافقتها.
بينما يرى معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي أن التهديد الأكبر والأكثر إلحاحا على أمن إسرائيل، هو التصعيد الدؤوب من الجانب الفلسطيني، وقابليته للانفجار فى أي وقت، وحذر معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي من تنامي وصعود فصائل المقاومة الحديثة مثل عرين الأسود، ويتواصل نشر فزاعات الجهات البحثية الإسرائيلية عن مصير دولتهم وقدرتها على المواجهة، ويعلن استطلاع إسرائيلي أن نصف سكان إسرائيل يشعرون بالخوف على مستقبل دولتهم. وأفاد به موقع "آى 24 نيوز" الإسرائيلي، وفى نفس السياق علق عضو الكنيست "غادي إيزنكوت" ورئيس الأركان الأسبق قائلا: إن الواقع الأمني فى إسرائيل اليوم يعد الأخطر منذ نهاية حرب يوم الغفران أو حرب 73.
ويتضح من بين قائمة التحديات العشرة قلق خبراء إسرائيليين من تراجع احتفاظ إسرائيل بدرجة التميز العسكري الخاص بالتقنيات الحساسة فى تكنولوجيا الأنظمة الدفاعية، وما يلحقه من ضرر على استثمارات وأرباح هذه الصناعة، ويشتد تخوفهم من تقدم أعداء إسرائيل فى مجالات تصنيع الصواريخ الدقيقة والطائرات بدون طيار وإستفادتهم من نقاط ضعف إسرائيل، وقبل نهاية القائمة يرصد التحدي التاسع انهيار نموذج الجيش الشعبي الإسرائيلي، ويعني ارتفاع نسبة تهرب المواطنيين الإسرائيليين من الخدمة العسكرية، وفى الخاتمة تعرض التحدي العاشر عن حالة الاستقطاب المتزايدة داخل المجتمع الإسرائيلي، التي تتأرجح بين اليمين واليسار والأغنياء والفقراء والعلمانية والتدين، وبدورها قد تؤدي إلى تفكيك البنية التحتية الاجتماعية.
لكن الجانب الإيجابي فى هذه التحديات والفزاعات السالفة الصادرة من جهات بحثية وخبراء أنها تلفت نظر القائمين على الدولة الإسرائيلية إلى مكمن خطورتها على مستقبل البلاد، وتجعلهم يبادرون بطرح حلول بعيدة الأجل لأستقرار الوضع الداخلي، وتحديد أساليب لمواجهة أثارها الآنية، والسيطرة على أتساع دائرة الاحتجاج خوفا من تداعيات أمنية مختلفة، والحد من تعاظم المقاومة الفلسطينية.