تدخل الحملات الدعائية للانتخابات الموريتانية أسبوعها الأخير، حيث يكثف المرشحون نشاطهم قبل الاقتراع المقرر يوم السبت المقبل، حيث يتنافس 25 حزبا في الانتخابات البرلمانية والبلدية والإقليمية ما بين أحزاب مؤيدة للرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني وأحزاب معارضة.
هذا وقد كثف الحزب الموريتاني الحاكم من نشاطاته الدعائية حيث أنه الحزب الوحيد دون منافسيه الذي قدم مرشحين في كل البلديات البالغ تعدادها 237 بلدية، حيث قدم 4500 مرشح مستشار، و 176 مرشحا للبرلمان و13 مجلسا للمحافظات.
ويسعى حزب الإنصاف الحاكم لتأكيد هيمنته على أغلبية البرلمان، فيما يواجه منافسة من أحزاب المعارضة إضافة إلى أخرى داخل الأغلبية، حيث وصل التنافسُ أشده بين الحزب الحاكم وبقية أحزاب الأغلبية، خلال الأيام الأخيرة، خاصة حين ظهر بعضُ أعضاء الحكومة في الحملات الدعائية في مشهد غير مسبوق وطالبوا الناخبين بالتصويت لحزب الإنصاف الحاكم، محذرين "مناضلي الحزب" من أي توجهات لا تخدم الحزب.
من جانبه قال رئيس الوزراء الموريتاني المهندس محمد ولد بلال "خلال زيارته لمدينة ألاك" إن من ينافس الحزب الحاكم تخلى عن علاقته بالحكومة مؤكدا وجود لجنة مكلفة بتقييد أسماء الأحزاب والشخصيات التي تعارض خيارات الحزب الحاكم.. ودعا أنصار الرئيس الغزواني في أحزاب الموالاة التي تنافس الحزب الحاكم في بعض الدوائر الانتخابية إلى تجميد لوائحها.
وفي مدينة نواذيبو شمال البلاد وصل التنافس أشده بين مرشح الحزب الحاكم أحمد ولد خطري والعمدة المنتهية ولايته القاسم ولد بلالي مرشح حزب الكرامة الداعم للرئيس الغزواني، وقال القيادي في حزب الإنصاف محمد محمود ولد أمات إن "من يساند رئيس الجمهورية عليه أن يكون داعمًا لخيارات حزب الإنصاف"، مضيفا "أن أي حديث عن الأغلبية هو مخادعة سياسية".
من جانبها كثفت المعارضة الموريتانية من حملاتها خلال الأسبوع الأول من الحملات الدعائية.. وقال الدكتور محمد الأمين ولد الناتي عضو المكتب التنفيذي لحزب التحالف الشعبي التقدمي "نتوقع أن يكون التنافس قويا مع الحزب الحاكم في نواكشوط وفي اللوائح الوطنية والبراكنة وفي نواذيبو وزاويرات".
وأضاف أن حزبه يتوقع تشكيل كتلة برلمانية قوية، معربا عن مخاوفه من خطورة المال العام والضغوط التي تمارس على الناخبين، وقال "إنهم لاحظوا خلال هذه الحملات الدعائية تراجعا للخط الديني" مؤكدا أن الشعب الموريتاني بطبعه التسامح وأن عمليات الاقتراع ستجري في هدوء، مشيرا إلى أن حزب التحالف الشعبي التقدمي يركز على المستضعفين وهو نصير الفقراء ويركز عليهم وأن ناخبيه لا يخافون الإغراء والمال السياسي.
ويرى أحمد ولد داداه الزعيم التاريخي للمعارضة الموريتانية رئيس حزب تكتل القوى الديمقراطية الموريتاني، أن الانتخابات تجري في ظروف جيدة، مؤكدا أن حزبه يسعى لتحقيق كتلة برلمانية قوية.
فيما يتوقع شيخنا ولد حجب رئيس حزب الكرامة الداعم للرئيس الغزواني أن يحقق حزبه نتائج معتبرة، وأن حزبه لديه تجربة من خلال الانتخابات في عام 2013 وكذا انتخابات 2018.
وقال عبد السلام ولد حرمة رئيس حزب الصواب الموريتاني المعارض إن انتخابات الثالث عشر مايو ستكون فاصلة.. وأكد المسؤول الحزبي أن الحملات الدعائية تتسم بالهدوء والمسؤولية وأن حزبه يسعى لتشكيل كتلة برلمانية قوية وهو متفائل في هذه الانتخابات.