الحوار الوطني يؤسس لمسار فكري يتيح لمصر استكمال الطريق نحو الجمهورية الجديدة بما يضمن استكمال البناء والمضي نحو تعزيز المكتسبات التي تحققت عقب ثورة ٣٠ يونيو والمضي بها نحو آفاق أرحب.
مرحلة جديدة من البناء السياسي للدولة المصرية تضع قواعد الاختلاف البنّاء والنقاش الهادف والمعارضة الوطنية، بما يضيف للحياة السياسية المصرية ويعزز البناء الديمقراطي للدولة، فما نشهده من تحاور بين مختلف أطياف المجتمع المصري تحت مظلة الدولة الوطنية يؤكد أننا دولة صاحبة وعي تنعم بتحضر نتاج حضارة عريقة استحضرنا قيمها لمواجهة تحديات الحاضر وبناء المستقبل، ليشكل الحوار الوطني عقدا اجتماعيا جديدا يرتكز على المشاركة والحوار والمساهمة في بناء الوطن، ولهذا دلالة واضحة أن الجمهورية الجديدة ليست شواهد من المعمار الجميل كما كان يتحدث البعض بل هي جمهورية بناء الإنسان القادر على بناء مصر الحديثة التي تمتلك القوة والقدرة على صياغة الواقع والمضي نحو المستقبل بثبات، ولعل وجود المحور الاجتماعي داخل أجندة الحوار يؤكد أن المواطن هو محور الاهتمام، فهو عماد بناء الجمهورية الجديدة.
أبناء الوطن في حالة حوار يتابعه القاصي والداني في انتظار ما ستسفر عنه النقاشات من حلول وأفكار غير نمطية لتحديات تقليدية وأخرى مستجدة، فهي فرصة لكل المشاركين من أحزاب ونخب سياسية واقتصادية واجتماعية لتقديم أنفسهم للشارع المصري من جديد كصناع للأفكار التي تصنع القرار، كما يعد الحوار الوطني فرصة مهمة للمواطن المصري فمن خلال المتابعة للجلسات سيتمكن من تكوين وعي كامل بكل التحديات التي تواجه الوطن وسبل ومسارات الحل بما يعزز الوعي الجمعي المصري.