يبدو أن الصراع الدائر بين روسيا وأوكرانيا بدأ في أخذ منحنى جديد، إذ شهدت الآونة الأخيرة تصعيد في عمليات الاغتيال كان أبرزها محاولة استهداف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين داخل الكرملين.
ففي الـ 2 من أبريل الماضي، قتل شخص وأصيب أكثر من 20 آخرين في انفجار بمقهى وسط مدينة سان بطرسبورج، وذكرت خدمة الطوارئ أن الانفجار ناجم عن عبوة ناسفة تزن 200 جرام زرعت في مقهى "ستريت بار".
وذكرت الطوارئ أن موقع الانفجار كان في مقهى "ستريت بار" الكائن في بناء رقم 25 بشارع أونيفيرستيتسكايا نابيريجنايا وسط المدينة.
وتوفي في هذا الانفجار الصحفي المراسل العسكري- التابع لفاجنر- فلادلين تاتارسكي، وأصيب معه 20 آخرون، وأدى الانفجار إلى انهيار زجاج واجهة المقهى البالغة 15 مترا مربعا، وبلغ وزن العبوة المتفجرة أكثر من 200 جرام من مادة "تي إن تي" شديدة الانفجار.
ووصل المدعي العام في سان بطرسبورج، فيكتور ملنيك، إلى مكان وقوع الانفجار.
يُشار إلى فلادلين تاتارسكي هو الاسم المستعار لمكسيم فومين. وقد اكتسب هذه التسمية "تاتارسكي" منذ بداية العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا.
واتهمت موسكو، كييف بأنها رتبت بالتواطؤ مع أنصار للمعارض الأبرز للكرملين المسجون أليكسي نافالني، الهجوم الذي أودى بالمدون العسكري الشهير المناصر لحرب أوكرانيا فلادلين تاتارسكي، في مدينة سان بطرسبورج.
وأعلنت لجنة مكافحة الإرهاب الروسية: "ثبت أن العمل الإرهابي الذي ارتكب في سان بطرسبورج، خططت له الأجهزة الخاصة الأوكرانية التي جندت عملاء من المتعاونين مع صندوق نافالني المزعوم لمكافحة الفساد" ذاكرة اسم المشتبه بها الرئيسية داريا تريبوفا.
محاولة اغتيال بوتين
وفي الـ 3 من مايو الجاري، اتهمت الرئاسة الروسية، أوكرانيا بأنها حاولت اغتيال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عبر هجوم بمسيرات على الكرملين.
وأكد السفير الروسي في واشنطن أناتولي أنطونوف أن بلاده سترد على محاولة مهاجمة الكرملين بطائرتين مسيرتين في الوقت المناسب وفقا لتقييم التهديد الذي أوجدته كييف للقيادة الروسية.
فيما أعلن رئيس كتلة “روسيا الموحدة” في مجلس الدوما الروسي فلاديمير فاسيليف، أن هجوم مسيّرتين على الكرملين وتخريب السكك الحديدية ومنشآت البنية التحتية من مظاهر الإرهاب من جانب كييف.
وقال فاسيليف- في قناته على “تيلجرام”- إن “جميع هذه المظاهر الإرهابية تحتاج إلى أقصى حد من اللُحمة لمواجهتها”.
وأضاف “الهجوم على الكرملين، ومحاولات اغتيال القادة السياسيين، وعمليات تخريب السكك الحديدية، وخطوط الطاقة الكهربائية، ومنشآت البنية التحتية، بما في ذلك تفجير جسر القرم، وتفجير أنابيب الغاز، كل هذه حقائق عن الأنشطة الإرهابية لنظام كييف والقائمين على نظامه”.
تفجير سيارة الكاتب والسياسي الروسي زاخار بريليبين
وفي الـ 6 من مايو الجاري، أعلنت وزارة الداخلية الروسية، إصابة الكاتب والسياسي، زاخار بريليبين، ومقتل شخص آخر بانفجار سيارة في مقاطعة نيجني نوفغورود شرق موسكو.
ويعد بريليبين من الروائيين والكتاب السياسيين الروس المؤيدين للكرملين في سياساته.
وكانت وسائل إعلام روسية أفادت في وقت سابق بإصابة بريليبين ومقتل سائقه في تفجير تعرضت له سيارته في الطريق السريع على بعد نحو 70 كم من مدينة بنيجني نوفغورود، غربي البلاد.
وحملت وزارة الخارجية الروسية، الولايات المتحدة المسؤولية عن انفجار سيارة تسبب بمقتل شخص وإصابة الكاتب القومي الروسي زاخار بريليبين المؤيد لغزو أوكرانيا.
وقالت الوزارة في بيان: "المسؤولية عن هذا العمل الإرهابي وغيره لا تقع على عاتق أوكرانيا فحسب، بل على عاتق رعاتها الغربيين وعلى رأسهم الولايات المتحدة".
وأضافت الوزارة: "إحجام واشنطن عن الإدانة بعد هجوم إرهابي آخر يتحدث عن نفسه"، مشيرة إلى أن "صمت المنظمات الدولية المعنية أمر غير مقبول".
ووصف البيان الهجوم على بريليبين بأنه يعكس "مقاربة كييف المنهجية في القضاء على المعارضين الأيديولوجيين".