قالت الدكتورة رشا أبو شقرة عضو مجلس النواب أمين سر لجنة الشئون الإفريقية إن إفريقيا أصلا غير متجانسة ثقافيا أو عرقيا ولا يجب أن يعبر عن إفريقيا كلها بعنصر بشرى واحد إنها العنصرية الإفريقية الجديدة التى تسعى لتزييف التاريخ وحصر إفريقيا فى إفريقيا السوداء فقط وجعل مصر مركزا لها مستندين على كتب شيخ انتا ديوب المغلوطة وغير المثبتة علميا.
وأشارت عضو مجلس النواب إلى أن لدينا متخصصين بالآثار وعلوم المصريات قادرين على التحدث عن تاريخنا بعيدا عن الفذلكة والسطحية التي يحاول البعض المشاركة فيها بجهل لكى يثبت اننا طيبين متسامحين ومتقبلين وملوك الفراعنة كلهم كانوا ينتمون لهذا العرق.
وأردفت: «الموضوع مش تطيب خواطر لا بد من الحذر والانتباه لأن ده اسمه تزييف تاريخ ووعى أجيال قادمة سوف تشعر فى المستقبل مع هذا التيار أن التاريخ الفرعونى بعيدا عنا وليس منا ولا يشبه ملامحنا. وهو تزييف ممنهج ضدنا لصالح المركزية الإفريقية الأكثر عنصرية والتى بالمعنى الحرفى لاتقبل التنوع الثقافى ولا العرقى
وعلى الرغم من كتابات علماء الانثروبولوجيا منذ قديم الأزل على وجود عناصر بشرية كثيرة تنتمى لسلالات وأجناس مختلفة من زنج وقوفاز وأقزام.. إلى آخره وهذا من ناحية علمية.
وعلى الرغم من الاختلاط وذوبان السلالات بعضها البعض ولم يعد هناك حدود فاصلة تميز سلالة عن الأخرى إلا انهم يحاولون حصرنا فى سلالة بشرية واحدة ويذهبون للفراعنة ليرسخوا أفكارهم بتاريخ
لا ينتمى لهم لتزييف وعى أجيال قادمة كثيرا
فلا بد من الانتباه إلى العنصرية الإفريقية المدعومة من الخارج لتزييف الوعى ومصر على مدى تارخها الكبير حاضنة لكافة الثقافات والأجناس والعرقيات وكلنا فى النهاية واحد والتنوع الهائل لدينا فى الآخر يمزج ليذوب فى الثقافة المصرية.
فنحن ضد المركزية الإفريقية الناشئة بالأساس بفكر عنصرى مضاد للمركزية الأوروبية المعتمدة على اللون والشكل، فنحن مصريون وأفارقة هويتنا التى نعتز ونفخر بها ولن يستطيع إرهابكم الفكرى انتزاعها منا ووضع شروط على الإفريقانية باللون والشكل، إفريقيا قارة التنوع وستظل.
ونفت النائبة رشا أبو شقرة ما يتردد أن سبب هذه الدعوات العنصرية هو تراجع الدور المصرى فى عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك قائلة إن مصر تنخرط مع باقى الدول الإفريقية فى علاقات وتفاعل معتدل وبناء وما نحتاجه فعليا هو مزيد من التعاون المثمر لبناء أوطاننا والبعد عن الأفكار
العنصرية الهدامة.
وحول كون الفيلم ليس من إنتاج أحد الدول الإفريقية حتي يمثل وجهة نظر كل إفريقيا، علقت عضو مجلس النواب قائلة لا يهمنى أمر الفيلم أو صناعة بقدر ما يهمنى بشدة الحركة العنصرية التى يقودها شباب إفريقي تعود بنا لعصور الظلمات يأخذون من الغرب مثال يحتذى حتى فى أخطائه التى يتنكر لها اليوم وهى العنصرية اللونية التى لن تأتى بجديد ولن تؤدى إلى وحدة افريقيا بل بالعكس تأخذنا للهلاك كما فعلت بنموذجهم المثالى.
وحول المزاعم التى تتردد بين بعض الأصوات الإفريقية والتى تعتقد أن الفراعنة لهم ثقافتهم الخاصة ولغتهم والمصريين الآن هم عرب لغة وثقافة وبالتالى يثير البعض جدلًا حول هل المصريين الآن فعلا من سلالة الفراعنة أم شعب عربي هاجر إلى هذه الارض بعد حقبة الفراعنة؟ قالت أمين سر اللجنة الإفريقية بالبرلمان سبق وأن أوضحت أن مصر عبارة عن مزيج ثقافى وحضارى وتاريخى مختلف عبر العصور آنتج لنا الشخصية المصرية التى تحوى ألوانا وأشكال مختلفة، فهل عندما أجد مصريا لونه أشقر أنكر عليه مصريته لأنه ليس بلون آخر وبشره غامقة هل نتوقف الاستيعاب والتفهم والعيش المشترك ونحاول بكل الطرق أن نثبت أن إفريقيا هى إفريقيا السوداء فقط وننكر على الآخرين أفريقيتهم هل تحصر إفريقيا فقط فى اللون؟
وأشارت الدكتورة رشا إلى أن الأفلام السينيمائية وخاصة الغربية ليست وثيقة تاريخية يعتد بها فى تكوين الحقائق العلمية ولكن أنا هنا أتحدث عن الحركة أو التيار العنصرى وليس الفيلم.