تراجعت أسعار الأسهم الأمريكية قبيل صدور تقرير هام حول مستوى التضخم، بينما تأثرت ثقة المستثمرين سلبا بسبب أزمة سقف الديون، وارتفع الدولار.
أغلق مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" تعاملات الثلاثاء منخفضاً بنسبة 0.5%، مع تحقيق أسهم شركة "باي بال هولدينجز" (PayPal Holdings) أسوأ أداء على المؤشر بعد توقعات مستقبلية مخيبة للآمال.
هبط مؤشر "ناسداك 100" بنسبة 0.7%، وتحركت مؤشرات الأسهم في نطاق ضيق بسبب موازنة المستثمرين بين احتمال نهاية جولة الاحتياطي الفيدرالي في رفع أسعار الفائدة وإمكانية حدوث تباطؤ اقتصادي.
تراجعت أسهم شركة "إير بي إن بي" (Airbnb) بعد إغلاق السوق، بسبب أن توقعات مبيعاتها للربع الثاني لم ترق إلى مستوى تقديرات بعض المحللين، في إشارة إلى أن زيادة الأسعار ربما تضعف الإقبال على السفر.
قفزت أسهم "ريفيان أوتوموتوف" (Rivian Automotive) بعد أن أكدت شركة صناعة السيارات الكهربائية على خطط الإنتاج السنوي.
يتابع المستثمرون الجهود المبذولة في واشنطن لإنهاء المواجهة بشأن سقف الديون الأمريكية ، مع جلوس الرئيس جو بايدن مع رئيس مجلس النواب كيفن مكارثي يوم الثلاثاء، إذ يواجه الاثنان ضغوطا للتوصل إلى اتفاق.
رفض الرجلان فكرة تمديد سقف الديون على المدى القصير قبل الاجتماع. وحذرت وزيرة الخزانة جانيت يلين من إمكانية اختراق سقف الدين قريبا جداً في أول يونيو.
كتب آرت هوجان، رئيس استراتيجية السوق في شركة "بي رايلي ويلث مانجمنت" (B. Riley Wealth Management): "لا نرجح أن يحقق الاجتماع تقدما مهماً بشأن مأزق سقف الديون، رغم أنه قد يوجه مزيداً من الاهتمام إلى هذه القضية، والسيناريو الأرجح أن الكونجرس سيمرر تمديدا حتى 30 سبتمبر، عندما تنتهي السنة المالية. وهذا من شأنه أن يؤسس لمعركة أكبر على موازنة 2024 وسقف الديون دفعة واحدة".
تداعي الأسهم
تحرك مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" داخل نطاق ضيق هذا العام، وظل عالقا بين مستوى دعم 3800 نقطة، ومقاومة 4200 نقطة. وقال توم إساي، مؤسس النشرة الإخبارية "ذا سفنس ريبورت" (The Sevens Report): إن الأسهم ربما تخرج من هذا النطاق وتتحرك صعودا إذا "أشارت بيانات نشاط الاقتصاد بشكل مقنع نحو هبوط سلس، وتوقفت أزمة إفلاس البنوك الإقليمية، وإذا انخفض التضخم الأساسي بوتيرة أسرع من المتوقعة، وأكد بنك الاحتياطي الفيدرالي على وقفة مؤقتة في رفع الفائدة، وتم التوصل إلى اتفاق حول سقف الديون".
المتشائمون، وفقا لجوناثان كرينسكي، رئيس التحليل الفني للسوق في شركة "بي تي آي جي" (BTIG)، يتطلعون إلى تراجع المؤشر القياسي دون مستوى 3800 نقطة.
كتب كرينسكي: "إن حجة المتفائلين بصعود الأسهم هي أن السوق شديدة المرونة والقوة ولا يمكن أن تتصدع رغم جميع المشكلات المعروفة على نطاق واسع". ومن ناحية أخرى، أضاف: "إذا كانت السوق قوية إلى هذه الدرجة، فلماذا لم تمتلك القدرة على اختراق مستوى 4200 نقطة رغم بقائها فترة طويلة من الوقت تحته مباشرة، ورغم مؤشر التقلب (VIX) الذي هبط إلى أقل من 16 نقطة، وارتفاع أسهم العديد من شركات التكنولوجيا أكثر من 20% منذ بداية العام؟ إن السبب هو اتساع السوق ومشكلة الائتمان".
أزمة ائتمان
تشدد شروط الائتمان ظهر جلياً في استطلاع أجراه بنك الاحتياطي الفيدرالي لآراء مسؤولي القروض في البنوك يوم الإثنين. وأظهر مسح الربع الأول ضعف الطلب على القروض، مما زاد من مخاوف الركود.
يراقب مسؤولو البنك المركزي الأميركي، بمن فيهم رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك جون ويليامز، ظهور علامات دالة على أزمة ائتمانية. وقال ويليامز في لقاء يوم الثلاثاء إنه لم يدرج خفض سعر الفائدة في توقعاته لهذا العام. وقد ترك المجال مفتوحاً على احتمالات توقف بنك الاحتياطي الفيدرالي عن رفع الفائدة مؤقتا. وتشير عقود المقايضة المرتبطة بمواعيد اجتماعات السياسة النقدية إلى أن المتعاملين يتوقعون تخفيضا بمقدار 50 نقطة أساس على الأقل بحلول نهاية عام 2023.
تأثرت ثقة المستثمرين أيضا بتقرير يظهر انخفاضا حادا في الواردات الصينية الشهر الماضي، وهي علامة على أن تعافي الاقتصاد من الإغلاق المرتبط بمواجهة فيروس "كوفيد" ليس قوياً كما كان يأمل الكثيرون. ودارت أسعار النفط الأميركي حول مستوى 73.47 دولار للبرميل.
ينتظر المستثمرون تقرير التضخم الشهري في الولايات المتحدة، الذي يصدر اليوم الأربعاء. ويتوقع الاقتصاديون أن يرتفع مؤشر أسعار المستهلكين العام بنسبة 5% على أساس سنوي، مما يدل على أن ضغوط الأسعار لا تزال مرتفعة بشكل غير مريح بالنسبة للاحتياطي الفيدرالي.
ارتفع العائد على سندات الخزانة لأجل عامين، التي تتسم بحساسية خاصة تجاه السياسة النقدية، إلى 4.0% بينما بلغ العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات 3.5%. وصعد مؤشر على قوة الدولار الأميركي، كما تقدمت أسعار الذهب.
أنهى سهم مصرف "باك ويست بانكورب" (PacWest Bancorp) تعاملات الثلاثاء مرتفعاً بنسبة 2.3%، مما أدى إلى ارتفاع أسهم أقرانه من مؤسسات الإقراض على مؤشر "كيه بي دبليو" (KBW) لأسهم البنوك الإقليمية.