حورية عبيدة تكتب: «زومبي» على طريقتنا

حورية عبيدة تكتب: «زومبي» على طريقتناحورية عبيدة تكتب: «زومبي» على طريقتنا

* عاجل2-6-2018 | 12:41

يتوقف النَّسل البشري بفعل الحروب والأمراض والأدوية الكيميائية ، ويبقى العالم طيلة عشرين عاماً دون ولادة طفل جديد، فجأة يعثرون على فتاة إفريقية حاملاً، فيحيطونها برعايتهم محاولين تفسير هذه الظاهرة الغريبة؛ وهم يتساءلون: تُرى إفريقيا يكمن فيها حل مشاكل البشر وأن القارة السوداء مُلغزة لم تًفك رموزها بعد؟

فتاة تعاني من آثار مخدر فتغيب عن الوعي؛ يتم خلاله حقنها بفيروس مُخلّق وطفيليات معينة، تسترد الفتاة وعيها وهي مُمتلئة بمشاعر غريبة تجذبها لأماكن أشد غرابة لم تعرفها البشرية من قبل، فهل يدَّعي البشر أنهم قد سبروا أغوار الكرة الأرضية، أم مازال هناك الكثير من أسرار لم ندركها بعد؟

يقع الرجل في حب نظام التشغيل الآلي "أو إس أي" بصوته الأنثوي، ثم ما يلبث أن يعتريه الشك والريبة مُتسائلاً: هل يمكن لتلك الدمية الالكترونية أن تقع في حُب غيره؟!

يتم تخليق مصل مضاد لأحد الفيروسات القاتلة التي أودتْ بحياة الملايين؛ ويُخلط المصل بدماء بشرية، وفجاة يتحول المُنتَج إلى "زومبي" يوشك أن يُدمر الكرة الأرضية؛ فهل ينهزم الإنسان ويفنى العالم بأَسْره؟

حرب ضروس تدور أحداثها في كوكب بعيد، لكن نفايات الحروب المشتعلة تتقاذفها السماء؛ فتسّاقط على كوكبنا مُحدثة تدميرات هائلة يعقبها ظهور وحوش غريبة تود السيطرة على عالمنا، فكيف يواجهها الإنسان؟

كل ماسبق محض خيال؛ يتم تجسيده على أحدث شاشات أفلام الخيال العلمي، فالانتقال عبر الأزمان والكواكب والخوف من المجهول ونزعة السيطرة تظل هاجس الإنسان الذي يلازمه ولا ينفك عنه، والطَّرق على أبواب المستقبل بالتنبؤات لم يعد غريباً او مُستهجناً، وكثير من التوقعات حدثت بالفعل، ولن ننسى الكاتب الفرنسي "جول فيرن" ورائعته: "مِن الأرض للسماء"؛ تلك القصة التي صدرت عام 1869 وتحقق خيال المؤلف بهبوط أول إنسان على القمر بعد قَرنٍ مِن الزمان وتحديداً عام 1969.

 أفلام الخيال العلمي لم يعد التهكم والسخرية هما الوجه الذي يجب أن نقابلها به، بل لابد من أخذها على محمل الجد، خاصة لوكان مؤلفها يتمتع بثقافة عالمية متميزة، السؤال الآن: لماذا لا توجد لدينا تلك النوعية من الأفلام المثيرة للخيال المُحفِّزة للابتكارات؛ أم أنَّا اكتفينا بسينما "الزومبي" على طريقتنا والمُهلكة لمجتمعاتنا؛ والتي حصرتنا بين أفلام الدعارة والمخدرات والرشوة والفساد وسرقة ثروات البلاد؟!

 تحضرني الآن فكرة جديدة يمكن أن تصلح فيلماً من أفلام الخيال العلمي ؛ حين يقوم جهاز مخابرات عالمي باختراع نوع من الأحبار يتم بها ختم الأذرع البشرية؛ حيث ينتقون الأفذاذ والعلماء وأصحاب المواهب المتميزة، وبعد ختمهم يتسرَّبُ السائل لجهازهم العصبي فيحولونهم لتابعين تنفذ أوامرهم دونما اعتراض أو احتجاج أو ثورات ربيعية أو خريفية؛ لينشأ مجتمع "السمع والطاعة" الذي تسعى إليه القوى العالمية اليوم، وفي ذات الوقت يعكف هؤلاء "المختارون" على اختراع مصل لبقية البشر غير المرغوب فيهم؛ فيحولونهم لحفنة من الرماد فور حقنهم، وبذلك يستقيم العالم لقوى الشر ويكفُّونَ عن قرع طبول الحروب والتخريب في أنحاء العالم، فهل أجد منتجاً لفكرتي؟ إنَّا لمنتظرون.

    أضف تعليق

    خلخلة الشعوب و تفكيك الدول

    #
    مقال رئيس التحرير
    محــــــــمد أمين
    تسوق مع جوميا

    الاكثر قراءة

    إعلان آراك 2