أول امرأة مصرية تقود سيارة مينى باص سياحى.. زينب عبدالله: تكريمى من الرئيس دافع كبير لمواصلة حلمي

أول امرأة مصرية تقود سيارة مينى باص سياحى.. زينب عبدالله: تكريمى من الرئيس دافع كبير لمواصلة حلميزينب عبدالله

امرأة مصرية مكافحة، لم تبالى بما سيقال عنها، اقتحمت مجال يراه البعض حكرا فقط على الرجال، لتعمل «سائقة مينى باص سياحي»، إنها زينب عبدالله عبدالمعطي، التى كرمها الرئيس عبدالفتاح السيسي، فى احتفالية «عيد العمال»؛ لأنها ضربت أروع الأمثلة فى كفاح وتحدى المرأة المصرية المُصرة على تحقيق حلمها، أيًا كان نوع التحدي، الذى سيواجهها وكان لـ «أكتوبر - بوابة دار المعارف»، هذا الحوار معها، لتسرد لنا تفاصيل تجربتها المثيرة الفريدة.

بداية، ما شعورك بتكريم الرئيس عبدالفتاح السيسي لكِ ضمن احتفالية «عيد العمال»؟

شعور بالسعادة والفخر، وكانت رؤيتى للرئيس السيسي حلما من أحلامى التى راودتنى منذ بدايتى فى هذه المهنة، وكان هناك دائمًا إحساس داخلى يؤكد لى أننى فى يوم من الأيام سوف أقابل الرئيس، لكن أين، ومتى؟ لا أدري، هو شعور انتابنى منذ فترة طويلة، وكنت واثقة أن الله سوف يهيئ الظروف المناسبة لمقابلة الرئيس، وبالفعل تحقق الحلم وقاموا بالاتصال بى لإبلاغى بتكريمى فى عيد العمال، ولحظة وقوفى أمامه كانت حلما كبيرا وتحقق، وبالفعل قلت له إن هذه المقابلة كانت حلما كبيرا من أحلامي، شعور جميل وأتمنى أن يتكرر مرة أخرى.

هل مجال دراستك له علاقة بالسيارات أو بالميكانيكا؟

أنا حاصلة على بكالوريوس تجارة جامعة القاهرة، لكن لم أحصل على شهادة البكالوريوس بعد الثانوية العامة مباشرةً، لأننى تزوجت فى سن 19 عاما، ولم أستطع الالتحاق بالجامعة فى هذه الفترة، وبعد زواجى وإنجابى أولادى الثلاثة قررت أن أكمل دراستي، والتحقت بكلية الحقوق نظام التعليم المفتوح، وبعد العام الأول من الدراسة لم أجد نفسى قادرة على استكمال دراسة الحقوق، فالتحقت بكلية التجارة جامعة القاهرة، وحصلت على البكالوريوس عام 2018، ولم أفكر فى العمل بمجال دراستى على الإطلاق، بل إننى بمجرد تخرجي، بدأت ابحث عن عمل كـ «سائقة» فى العديد من الشركات السياحية، وكان معى رخصة مهنية «ثالثة».

كيف نشأت لديك فكرة العمل كـ «سائقة»؟

الفكرة إننى أعشق مهنة قيادة السيارات منذ صغري، ولكن ازداد حماسى لخوض التجربة، من خلال تشجيع زوجى «هشام عبد اللطيف» لي، فقمت بالتدرب على قيادة السيارات، وحصلت على رخصة خاصة مثل أى شخص يرغب فى قيادة سيارة ملاكي، ثم بعد ذلك تدربت على سيارات «الربع نقل» لكى أتمكن من الحصول على رخصة مهنية «ثالثة»، وبعد مجهود حصلت عليها، ومن هُنا بدأت رحلة البحث عن العمل فى شركات السياحة، وتم رفضى من قبل أماكن عديدة بسبب إنى سيدة، ولم يزيدنى الرفض إلا إصرارًا، وازددت إصرارا عندما نجحت فى استبدال الرخصة من درجة ثالثة إلى ثانية، حتى أُحسن فرصة قبولى بالشركات، وبالفعل تم قبولى فى إحدى شركات السياحة ولكنى لم أقم بقيادة الـ «مينى باص» بل نوع من السيارات الميكروباص السياحية، وهى تختلف عن الميكروباص الأجرة، ثم جاءتنى فرصة للالتحاق بشركة أوبشن ترفال option travel للسياحة، ووجدت ترحيبا شديدا من قبل رئيس مجلس إدارة الشركة، محمد كامل، الذى كان مؤمنا بحلمى ودعمني، وأتاح لى فرصة قيادة الـ «مينى باص» ولا زلت إلى الآن أعمل بهذه الشركة.

منذ متى تقودين سيارة «مينى باص»؟

أقوم بالعمل على «المينى باص السياحي» منذ ثلاث سنوات، وخلال هذه المدة كان هناك دائمًا إحساس يؤكد لى أننى سوف أقابل الرئيس فى يوم من الأيام، وسيقوم بتشجيعى لمواصلة حلمي، كما يفعل الرئيس دائما مع المميزين فى أى مجال، وهو الحلم الذى تحقق فعلا بمقابلة الرئيس فى احتفالية عيد العمال وتكريمه لي.

موقف أسرتك من هذه التجربة؟

زوجى كان مؤمنا جدًا بحلمي، وهو خير داعم وسند لي وأشعر فى بعض الأحيان أنه والدى وليس زوجى فقط، فالأب دائمًا خير داعم ومعين لابنته، وهذا ما فعله زوجى معى بالفعل، فهو شخص لديه رؤية مستقبلية جيدة، قام بإرشادى لاتخاذ أولى خطواتى لخوض التجربة، وبالفعل كل نصيحة قدمها لى كانت بمثابة خطوة جديدة تقربنى من تحقيق هدفى، وهو أول من تنبأ لى أننى سأكون مميزة بمجالى وسيعرف الجميع من هى زينب عبدالله.

وبالنسبة لأولادى فهم فخورون ومؤمنون بما أقوم به، ودائمًا سعداء بما أفعله، ويقومون بالتباهى بى أمام زملائهم ويخبروهم أن والدتهم تعمل سائقة دون خجل فهم سعداء أننى خارجة عن المألوف، وأتمنى أن أظل مصدر فخر وسعادة دائمًا لهم.

أما والدتى فقد عارضت الفكرة فى البداية، فهى أم وتخشى أن أتعرض لأى مشكلة كانت بسبب هذه المهنة، ولكن بعد التكريم أصبحت سعيدة فخورة بعملي، و أخبرتنى أنها تُشعر أنها أنجبت رجلا وقادرا أن يفعل ما يريد.

من أول شخص أخبرتيه بنبأ التكريم؟

بالطبع كان زوجى «هشام» هو أول شخص فكرت فى الاتصال به لأخبره بهذا الخبر العظيم، فهو صاحب فضل فى وصولى لما حققته، ثم والدتى وأولادى وأخواتى وإدارة الشركة، وكان لكل أحد منهم رد فعل رهيب يوحى بسعادة وفخر شديد، أتمنى أسير على نفس الخطى؛ لأثبت أن كل سيدة تستطيع أن تعمل بأى مهنة أيًا كانت، فليس هناك مهن للرجال ومهن للنساء، وأثبت أن من لديه هدف سيستطيع أن يحققه، ما دام هناك إرادة وإيمان، ومن يعمل لن يضيع أجره عند الله.

إصرارك على العمل بهذه المهنة، كانت بالنسبة لكِ تحدٍ، أم بحث عن شهرة؟

فى بداية الأمر كان تحد، وكنت مُصرة على خوض التجربة بأى شكل، ولم أشعر بالتراجع أو الخوف من حوض التجربة، وبالفعل دخلت المجال واستقريت به، وعندما شُعرت إننى حققت ما كنت أتمنى أصبح الأمر بالنسبة لى بحث عن رزق وشهرة، لأن لدى بيت وأولاد، وزوجى كان موظفا بمجلس النواب، ثم قام بتسوية معاش مبكر، ومن هنا فكرة التحدى بداخلى تحولت إلى مسئولية الحفاظ على المهنة لاستقرار وضع الأسرة.

تحدثتى أن الفكرة تحولت بالنسبة لكِ إلى بحث عن شهرة، هل تريدى أن تصبحى ترندا؟ أم شهرة بمعنى التميز بمجالك؟

بالفعل أبحث عن الشهرة، وأيضًا قمت بإنشاء صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، لتعليم فنون القيادة، ولكن لأصبح «براند مميزا، وليس مجرد» ترند تتحدث عنه الناس ثم تنتهى مدة صلاحيته.

إذا عُرض عليكِ فكرة العمل كمدربة قيادة أو مديرة خط تشغيل، هل تقبلى وتتخلى عن عملك كسائقة؟

لا لن أقبل التخلى تمامًا عن عملى كسائقة لأن هذا هو حلمى الذى راودنى سنوات عديدة إلى أن أصبح واقعًا، لكن ليس لدى ما يمنعنى من العمل كمدربة قيادة بجانب عملي، وأتمنى أن يأتى بالشركة التى أعمل بها سيدات وفتيات يردن التدريب فى هذا المجال، وسأقوم على الفور بتولى هذه المهمة وانا فى غاية السعادة، بأنى سوف أنقل ما تعلمته إلى فتاة أو سيدة أخرى، لكن دون التخلى عن عملى كسائقة.

هل شعرتى فى لحظة أن عملك أثر على واجبك تجاه بيتك وأولادك؟

بالفعل حدث بعض التقصير تجاه بيتي، ولكن لأسباب خارجة عن إرادتي، فعندما ترقيت فى عملى تطلب منى وقت ومجهود أكثر، فأصبحت متابعة العديد من الأشياء التى تخص العمل التى لم تكن تحت مسئوليتى قبل الترقية، على عكس بداية عمل كسائقة عادية فكنت أقضى يوم عملى بساعات محددة وأعود للمنزل فى موعد محدد، لكن منذ أن ترقيت يحدث ويقوم أحد الزملاء بإبلاغى عن وجود مشكلة محددة ويتوجب عليّ إبلاغ الإدارة، ومتابعة المشكلة إلى أن يتم الحل، كل هذا أثناء وجودى مع أولادي، فأحيانًا يمر اليوم دون أن أقضى مع أولادى وقت كافعى.

هل انعسكت طبيعة عملك كسائقة بتعاملاتك مع أولادك؟

أحاول بقدر الأماكن الفصل بين حياتى المهنية والأسرية، والشركة التى أعمل بها العديد من المزايا، التى لم تجعل سلوك العاملين على قوتها ينحضر، فهى شركة سياحية تحافظ على مظهر وجوهر جميع المنتمين إليها، هناك ضوابط وسلوك محددة يحب ألا يخل بها أحد، فجميع تعاملاتنا بدايةً من الملابس إلى السير على الطريق هى تعاملات رسمية، حتى إذا تعرضت إحدى سيارتها لحادث بسيط أو خلاف بين سائق السيارة مع أحد الأشخاص على الطريق، لا يجوز للسائق أن يخوض فى خلاف أو يفعل مشكلة أثناء عمله.

هل مارستى أى نوع من الرياضة حتى تسهل عليك العمل فى هذه المهنة؟

لا لم أمارس رياضة فى حياتي، لكن مهنة «السواقة» تتطلب تحكم فى الأعصاب، والفكر، وكل حواس الجسد، لأن من حق العميل الذى يصعد معي، أن يشعر بالراحة أثناء وجوده فسلامة العميل هى أمانة يجب المحافظة عليها، والحمد لله كل من يركب معى يشعر بالراحة، ويفرح عندما يرآنى مرة أخرى.

ما الأهداف أو الأحلام التى تريدن الوصول إليها بعدما عملتى بشركة سياحية كما تمنيتي؟

أتمنى أن استخرج رخصة مهنية درجة أولى، وأقوم بقيادة أتوبيس سياحى كبير، مثل الموجود فى الصين وتركيا ومعظم الدول، فلما لا أخوض هذه التجربة التى ستكون الأولى فى مصر، فكرة قيادة سيدة باص سياحى ينقل الأفواج السياحية خارج نطاق القاهرة الكبرى، وبالفعل بعثت طلب لوزير القوى العاملة للتدريب بهيئة النقل العام على قيادة الأتوبيس السياحى، حتى عندما استخرج الرخصة المهنية درجة أولى أكون جاهزة لقيادته الباص دون انتظار فترة تدريب.

هل لديك أى نشاط نقابي؟

بالطبع حيث انضميت للعمل النقابى منذ فترة، وبدأت فى بداية انضمامى اقرأ عن أنشطة النقابة، وساعدنى فى هذا النشاط القيادى النقابى محمد أبو العباس، رئيس نقابة النقل والمواصلات وخدماتها بالقاهرة ودعمنى بشكل كبير، إلى أن أصبحت عضوا وممثلا للمرأة باللجنة النقابية للعاملين فى النقل والمواصلات بالقاهرة، ومثلت المرأة بمؤتمر الاتحاد الدولى لعمال النقل ITF بالجزائر.

حدثينا عن تجربتك لتمثيل المرأة لنقابة النقل والمواصلات فى الجزائر؟

كانت تجربة جميلة ومشوقة جعلتنى فخورة أكثر بما أقوم به، وتعلمت دروسا عديدة من التجربة؛ أولها كثر رهبة التحدث أمام الجمهور، رأيت أشخاصا من جميع الدول، سمعت وجهة نظرهم، أصبح لدى دراية بالتحديات التى تواجهها النقابات، ليس بمصر فقط، بل فى معظم دول المنطقة.

ما النصيحة التى تحبين توجهيها للسيدات والفتيات اللاتى يردن العمل بمجال مخصص للرجال، ويخشن اتخاذ الخطوة؟

كلمة السر هى «حب المهنة»، فمن يعمل بمجال يحبه سوف يبدع ويصبح متميزا فيما يقوم به، ولابد أن تكون لديها القوة والقدرة على المواجهة لتخوض تجربة جديدة، دون الالتفات إلى الكلمات السلبية، وعند النجاح تتحول الكلمات السلبية إلى تعبيرات إيجابية مشجعة.

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2