واشنطن بوست: أوروبا تستعد لحرب طويلة المدى في أوكرانيا

واشنطن بوست: أوروبا تستعد لحرب طويلة المدى في أوكرانياالحرب في أوكرانيا

عرب وعالم20-5-2023 | 12:56

أكد مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن الدعم العسكري الضخم الذي تلقاه الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي خلال جولته الأوروبية الأسبوع الماضي والذي تصل قيمته إلى مليارات الدولارات يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الدول الأوروبية تتأهب لمساندة أوكرانيا في حرب طويلة المدى.

وأشار المقال، الذي شارك في كتابته كل من كاثرين بيلتون وإميلي راوهالا، إلى أن الرئيس الأوكراني قام خلال الأسبوع الماضي بجولة أوروبية شملت بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا حيث حصل خلال تلك الجولة على تعهدات بتزويد بلاده بأسلحة متطورة بمليارات الدولارات.

ويضيف المقال أن زيلينسكي أعلن بكل وضوح أن الهجمة العسكرية المضادة التي تعتزم بلاده القيام بها ضد القوات الروسية لن تبدأ قبل حصول كييف على الأسلحة والذخيرة التي تضمن نجاح تلك العملية والتي تهدف إلى استرداد الأراضي التي استولت عليها القوات الروسية منذ بداية الحرب بين الطرفين في أواخر فبراير من العام الماضي.

ويشير المقال إلى تقديرات الخبراء أنه على الرغم من أن صواريخ "ستورم شادو" البريطانية، التي حصلت عليها أوكرانيا مؤخرا، قد تسهم في تعزيز قدرات القوات الأوكرانية القتالية مما يشجعها على البدء في الهجوم المضاد، إلا أن المساعدات العسكرية التي تعهدت الدول الأوروبية الأخرى بتقديمها لكييف خلال الأسبوع الحالي سوف تستغرق بعض الوقت حتى تصل إلى أوكرانيا والتي لن تحصل عليها قبل بداية الهجوم المضاد المتوقع خلال فصل الربيع الحالي، موضحا في نفس الوقت أن قدرة الدول الأوروبية على الاستمرار في تقديم الدعم العسكري اللازم ل أوكرانيا مازالت محل شك.

ويوضح المقال، طبقا لآراء الخبراء العسكريين في هذا الصدد، أن الدول الغربية وخاصة الأوروبية منها لم تتمكن حتى الآن من الإسراع بمعدلات إنتاجها من الأسلحة والذخيرة حتى تنجح في الوفاء بتعهداتها ل أوكرانيا من المساعدات العسكرية وتلبية احتياجاتها في ساحة القتال مع القوات الروسية.

ويضيف المقال أن مخازن السلاح السوفيتي التي لدى أوكرانيا بدأت في النفاد في الوقت الذي بدأ فيه المخزون الغربي من الأسلحة ينفد أيضا وهو ما يثير الكثير من المخاوف بشأن وجود عجز كبير في توريدات السلاح الغربي ل أوكرانيا والذي سوف يتسبب في عرقلة أي هجوم مضاد متوقع من جانب القوات الأوكرانية على المواقع الروسية.

ويسلط المقال الضوء في هذا الخصوص على تقديرات الباحث العسكري البريطاني جاك واتلنج أنه يجب على الدول الغربية استثمار المزيد في مجال التصنيع العسكري إذا أرادت حقا استمرار المساعدات العسكرية لأوكرانيا.

ويوضح المقال كذلك أن الوضع الراهن أدى إلى إدراك العواصم الغربية أن المعدلات الحالية لتزويد أوكرانيا بالسلاح ليست كافية لتحقيق أي تقدم في ساحة القتال واختراق صفوف القوات الروسية على خط المواجهة الذي يمتد لما يقرب من 900 ميل، ولاسيما أن القوات الروسية قامت على مدار شهور بتعزيز تحصيناتها على طول خط المواجهة.

ويضيف المقال أن كلا من الطرفين الروسي والغربي يسابقان الزمن في الوقت الحالي من أجل توفير السلاح اللازم لتلك الحرب التي من المتوقع أنها سوف تستمر لوقت طويل، ففي الوقت الذي أعلنت فيها المفوضية الأوروبية الشهر الماضي تخصيص 500 مليون يورو لتعزيز صناعة السلاح في القارة الأوروبية لتوفير احتياجات أوكرانيا في ساحة القتال، تقوم روسيا في المقابل بتعزيز إنتاجها من السلاح على الرغم من العقوبات الغربية عليها.

ويشير المقال في الختام إلى أنه وفقا للبيانات التي أعلنتها موسكو مؤخرا فقد بلغت ميزانية الدفاع خلال شهري يناير وفبراير فقط ما يقرب من 26 مليار دولار وهو ما يمثل زيادة في ميزانية الدفاع بنسبة 282 في المئة مقارنة بنفس الفترة عام 2021.

أضف تعليق