للعام السابع عشر على التوالي، وبمشاركة مئات المبدعين والفنانيين وأصحاب الصناعات اليدوية، ينطلق (سوق جارا)، الذي تنظمه جمعية سكان حي جبل عُمان القديم، بشراكة أمانة عُمان الكبرى، وبعض الشركات الخاصة، بداية يونيو المقبل.
ويأتي (سوق جارا) في إطار سعي دائم لتعزيز الحركات الثقافية والفنية والسياحية في العاصمة عُمان، ومن خلال تبني المشاريع والمبادرات الهادفة لخدمة المجتمع المحلي وتحسين حياة الأفراد، فيما تقوم أمانة عمان بتهيئة موقع السوق من بنية تحتية وصيانة للأرصفة وأعمال الإنارة والنظافة.
وتطرح جمعية سكان حي جبل عُمان القديم الموقع للمبدعين والفنانيين وأصحاب الحرف اليدوية الذين يعملون للحفاظ على التراث الشعبي الأردني رغم حداثة العهد، فيما تسعى الجمعية على توفير كافة وسائل الراحة سواء للمشاركين أو الزائرين خلال فترة تنظيم السوق والتي تستمر لمدة أشهر الصيف كاملة.
ويقول أمين صندوق جمعية سكان حي جبل عُمان القديم "هيثم القسوس"، في تصريح خلال جولة بمقر الجمعية، إن الهدف الأساسي من إقامة (سوق جارا) هو توفير منفذ سنوي لعرض التراث الثقافي والفني والسياحي للأردن وشعبه، مؤكداً أن الجمعية لا تهدف إلى الربح من هذا السوق ولكنها تسهم في الحفاظ على التراث والعادات والتقاليد الأردنية.
وأضاف "القسوس" أن (سوق جارا) أصبح أحد أهم الأسواق التي يرتادها المواطنون والسياح في الأردن خلال عطلة الصيف واكتظاظ الأردن بالزائرين، مؤكداً أن الجمعية لديها التزام مجتمعي وأخلاقي لدعم المجتمع المحلي وخصوصاً قطاع الحرف اليدوية والتقليدية الذي يعمل على الحفاظ على القيم التراثية والفنية التي ترتبط بالموروث الثقافي الأردني والهوية الوطنية.
وأشار إلى أن (سوق جارا) هو الوجهة الأهم لتسويق وعرض منتجات أصحاب المشروعات الريادية الحرفية واليدوية والمنزلية، ومركزاً بوسط العاصمة ليكون متاحاً للمشاركين والزائرين والسياح وللمواطن الأردني نفسه، موضحاً أن الهدف الأساسي للسوق هو تمكين ودعم أصحاب الحرف والشباب لتسويق منتجات مشاريعهم وبيعها.
وكشف "القسوس" أن العمل داخل جمعية سكان حي جبل عُمان القديم تطوعي في المقام الأول ولا يهدف إلى الربح، موضحاً أن والده ومعه أصدقاء قاموا بتأسيس الجمعية في عام 2004 وتوسعوا في خدماتها للمواطنين دون أن يحملوا الجهات الرسمية أي أعباء وإنما تقوم الخدمات على التبرعات والتطوع والدعم عبر شركات الرعاية من باب المسؤولية الاجتماعية تجاه الأردن وشعبه.
وخلال الجولة، تم رصد مجموعة كبيرة من العروض التي يتم بيعها بأسعار رمزية وتصنيعها من خلال أصحاب الحرف اليدوية وكذلك الشباب من أجل تشجيعهم على المنتجات التي تعكس تراث وثقافة وتقاليد الشعب الأردني، فيما تم رصد مجموعة من الصور القديمة والتي قد تعود إلى مئات السنين لعائلات ومسؤولين أردنيين أسهموا في تاريخ الأردن ونهضته الواعدة بقيادة العائلة الهاشمية.
ويعد (سوق جارا) التابع للجمعية، حدث سنوي يفتح أبوابه للعامة يوم الجمعة، وسيكون هذا العام من 2 يونيو المقبل وحتى نهاية شهر سبتمبر القادم، ويقع في نهاية شارع «الرينبو» في جبل عُمان، ويقدم للزوار مجموعة مختارة من الحرف اليدوية المحلية، إذ تتنوع معروضاته ما بين الأدوات المنزلية، والمجوهرات، والفخار، والملابس، وغيرها الكثير من القطع الفريدة والمتميزة، ترتكز أهميته على الفلكلور والفن الشعبي المحلي والعربي والفن التشكيلي إذ يعرض عدة فنانين إبداعاتهم من لوحات ومنحوتات وتحف ونحاسيات.
وأصبح هذا السوق الحر حدثاً مبتكراً تتطلع إليه عُمان كل عام، لما يمنح للزوار من فرصة للاستمتاع بالمنتجات الرائعة التي تباع في الهواء الطلق ولشراء المنتجات اليدوية الأصيلة والفريدة من نوعها ذات الجودة العالية.
وتأسست جمعية سكان حي جبل عُمان القديم بمبادرة من وزير السياحة الأسبق رئيس الجمعية الحالي "زيد القسوس" وعدد من سكان المنطقة بهدف الحفاظ على تراث وطابع حي جبل عُمان القديم، حيث تتلخص رؤية الجمعية في التعريف بالحي وعلاقته الوطيدة بالمنشأ التاريخي والثقافي والاجتماعي للمملكة الأردنية الهاشمية والحفاظ على الإرث الحضاري، إلى جانب تعزيز روح الانتماء للمنطقة وتعزيز الترابط في النسيج الاجتماعي الذي يجمع أبناءها كما تسعى لدعم أبناء المنطقة من خلال تنظيم العديد من المشاريع الطموحة الهادفة إلى خدمة منطقة جبل عمان مثل مركز جبل عمان الجغرافي ومشرع كتاب تاريخ جبل عمان، بالإضافة إلى التعاون مع جهات تنموية مثل برنامج تمويلكم في توفير وزيادة الفرص الاقتصادية لأبناء وسكان جبل عمان خاصة الأقل حظا منهم إلى جانب (سوق جارا) وما يقدمه من خدمة اقتصادية واجتماعية وترفيهية للمنطقة ككل.