أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، أهمية حماية المدنيين من آثار الصراعات والتغيرات المناخية، مشيرا إلى أن الحرب تعني الجوع، والصراع المسلح عامل رئيس لانعدام الأمن الغذائي في العالم.
وقال الأمين العام خلال جلسة مجلس الأمن الدولي، حول حماية المدنيين أثناء الصراعات، بحسب مركز إعلام الأمم المتحدة "أقل من 6 أسابيع مرت منذ اندلاع الحرب في السودان، خلال هذا الوقت قُتل مئات المدنيين منهم أفراد في أسرة الأمم المتحدة وفر 250 ألف شخص من البلد. واحتلت المستشفيات وهوجمت، وارتفعت أسعار السلع بمقدار 4 أضعاف، وتعرضت مخازن الإغاثة للنهب على مستوى هائل، وكان 94% من ضحايا الحروب في المناطق المأهولة بالسكان، العام الماضي، من المدنيين. ووصلت أعداد من تمكنوا من الفرار من القتال إلى مستويات قياسية غير مسبوقة".
وأضاف أن "إجمالي عدد من أجبروا على مغادرة بيوتهم بسبب الصراع والعنف وانتهاكات حقوق الإنسان والاضطهاد وصل إلى 100 مليون لاجئ، كما قوض العنف والسياسة والبيروقراطية جهود عمال الإغاثة وأعاقتها العقوبات المفرطة في اتساعها وتدابير مكافحة الإرهاب".
وتابع الأمين العام أن "الصراع المسلح عامل رئيس لانعدام الأمن الغذائي في العالم"، لافتا إلى أن "أكثر من 117 مليون شخص عانوا من الجوع الحاد العام الماضي بسبب الحرب وانعدام الأمن في المقام الأول. ووصف ذلك بالأمر الشائن".
وأردف أن "تدمير البنية الأساسية الحيوية يقوض إنتاج الغذاء ويعيق توزيعه ويحرم الناس من المياه النظيفة. وضرب الأمين العام مثالا على ذلك بسوريا التي تقلصت مياه الشرب فيها بنسبة 40% مقارنة بما قبل الصراع".
وأشار جوتيريش إلى "الدمار الذي يلحقه المقاتلون بالمحاصيل والماشية، وتلوث الحقول الخصبة بالمتفجرات"، مبينا أن "غزو روسيا لأوكرانيا أسهم في ارتفاع أسعار الغذاء والوقود والسماد على مستوى العالم، بما أدى إلى آثار مروعة على أفقر سكان العالم".
وأوضح أنه "بعد سنوات من الحرب، يمر الصوماليون بأسوأ جفاف يشهدونه منذ عقود. نحو 43 ألف شخص لقوا حتفهم بهذا السبب عام 2022 وحده، نصفهم من الأطفال. كما أجبر الملايين على ترك ديارهم".
وفي ظل كل هذه التحديات، تحدث جوتيريش عن التدابير التي اتخذت خلال العام المنصرم لتخفيف آثار الصراعات على المدنيين.. قائلًا: إن بعض أطراف الصراعات اتخذوا خطوات لحماية الأطفال والسماح لعمال الإغاثة بالوصول إلى المحتاجين.
وأضاف جوتيريش أن المنسق الأممي – المُعين حديثا – لمنع المجاعة يقود استجابة على مستوى منظومة الأمم المتحدة بشأن زيادة انعدام الأمن الغذائي، كما تحدد أجندة العمل الخاصة بالنزوح الداخلي، خطة للاستجابة للأعداد القياسية للنازحين ومنع حدوث مزيد من الأزمات.