اندلعت مواجهات بين المواطنين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي، الليلة، في مخيم العروب شمال الخليل، جنوب الضفة الغربية، ما تسبب في إصابة عدد من سكان المخيم بالاختناق.
واندلعت المواجهات بين سكان المخيم العزّل وقوات الاحتلال التي اقتحمت مخيمهم واطلقت قنابل الصوت والغاز السام المسيل للدموع، ما تسبب في إصابة عدد من السكان بحالات اختناق جراء استنشاق الغاز السام.
وذكرت مصادر طبية فلسطينية أنه تم علاج المصابين ميدانيا.
ومخيم العروب وبلدة "بيت أمر" هما أكثر المناطق اضطرابا في جنوب الضفة الغربية المحتلة، إذ تقع الاشتباكات فيهما بصورة شبه يومية، ما يتسبب في إصابات في صفوف الفلسطينيين وارتقاء شهداء برصاص جنود الاحتلال.
وفي الساق ذاته أصيب شاب فلسطيني بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط وعشرات آخرون بالاختناق، السبت، عقب اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي بلدة بيت أمر شمال الخليل جنوب الضفة الغربية.
وقال شهود عيان إن قوات الاحتلال أطلقت الرصاص المعدني المغلف بالمطاط بشكل متعمد ومن مسافة قريبة، صوب شاب (19 عاما) كان يعمل أمام بقالة والده، ما أدى إلى إصابته برصاصة في قدمه اليسرى، ونقل إلى العيادة الطبية في البلدة.
وأشار الشهود إلى أن مواجهات اندلعت عقب اقتحام قوات الاحتلال منطقة "عصيدة" في البلدة، أطلق خلالها جنود الاحتلال الرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الصوت والغاز السام المسيل للدموع صوب المواطنين ومنازلهم ومحالهم التجارية، ما أدى إلى إصابة عدد من المواطنين الفلسطينيين بالاختناق جراء استنشاق الغاز، وتحطيم واجهة زجاجية لمحل تجاري ما تسبب بخسائر مادية.
كما أغلقت قوات الاحتلال مدخل البلدة بالبوابة الحديدية لمدة ساعتين تقريبا، ومنعوا المواطنين الفلسطينيين من الدخول والخروج منها.
وكان تظاهر عشرات الآلاف من الإسرائيليين، السبت ضد حكومة بنيامين نتنياهو في تل أبيب وحيفا وبئر السبع والخضيرة وغيرها من المدن والبلدات ومفترقات الطرق.
وبهذا تدخل الاحتجاجات ضد حكومة نتنياهو وخطتها لإضعاف جهاز القضاء، الأسبوع الحادي والعشرين، حيث أعلن نتنياهو بعد إقرار حكومته الموازنة المثيرة للجدل الأسبوع الماضي، أنه سيمضي قدما في إقرار خطته رغم المعارضة غير المسبوقة لها في الشارع الإسرائيلي.
وأعاد منظمو الاحتجاجات التركيز هذا الأسبوع على خطة إضعاف القضاء، بعد أن وسعوا احتجاجاتهم في الأسابيع الأخيرة لتشمل إقرار "موازنة الدولة"، وذلك في أعقاب تمرير حكومة نتنياهو للموازنة، الأربعاء الماضي.
وانطلقت تظاهرات من عدة مواقع وسط إسرائيل إلى موقع الاحتجاج الرئيسي في شارع "كابلان" في تل أبيب تحت شعار "حراس الديمقراطية".
ورفع المشاركون يافطات كتب عليها شعارات من ضمنها: "نتنياهو، سموتريتش، بن جفير، تهديد للسلام في العالم"، و"حان وقت إسقاط الديكتاتور" و"حكومة العار"، و"بيبي (نتنياهو) فاقد للأهلية".
وأغلقت الشرطة الإسرائيلية شارع "أيالون" الحيوي أمام حركة المركبات، وانتشرت في مكان التظاهرة.
وفي حيفا، انطلق الآلاف في تظاهرة ضد حكومة نتنياهو، قبل أن يتجمعوا في مفترق "حوريف"، حيث رفع عدد من المشاركين العلم الفلسطيني، ويافطات تطالب بإنهاء الاحتلال. كما نظمت تظاهرة حاشدة عند مفترق "كركور" قرب الخضيرة.
وتسعى حكومة نتنياهو إلى إجراء تعديلات جذرية على الأنظمة القانونية والقضائية، لتقضي بشكل كامل تقريبًا على سلطة المحكمة العليا للمراجعة القضائية، وتعطي الحكومة أغلبية تلقائية في لجنة اختيار القضاة، الأمر الذي تراه شريحة واسعة من الإسرائيليين "استهدافا للديمقراطية وتقويضا لمنظومة القضاء".
ومنذ الإعلان عن الخطة في مطلع يناير، يتظاهر عشرات آلاف الإسرائيليين أسبوعيا للتنديد بالنص والحكومة التي شكّلها نتنياهو في ديسمبر. وأعلن الأخير في 27 مارس "تعليق" الخطة لإعطاء "فرصة للحوار"، بعد اشتداد الاحتجاج وبدء إضراب عام ونشوء توترات داخل الائتلاف الحاكم، إلا أن منظمي التظاهرات الاحتجاجية رأوا في هذا الإعلان محاولة من الحكومة لاحتواء الاحتجاجات، وطالبوا بإلغاء الخطة كليا.