أزمة منتصف العمر.. و «خراب البيوت»

أزمة منتصف العمر.. و «خراب البيوت»صورة تعبيرية

منوعات28-5-2023 | 19:36

تعد أزمة منتصف العمر من أصعب المراحل التى يمر بها الإنسان، وتبدأ هذه المرحلة فى سن الأربعين وهى مرحلة انتقالية تتغير فيها ميول ورغبات الشخص عما سبق، ويحدث فيها تغير شامل للشخصية من حيث الفكر وعلاقته بالآخرين، وهناك علامات لأزمة منتصف العمر منها الاكتئاب الشديد والميول إلى العزلة وعدم الرغبة فى المسؤولية، وينتج عن كل هذه المعتقدات الإحساس المفرط بالندم على بعض القرارات القديمة.. نتعرف فيما يلى على أسباب أزمة منتصف العمر وأعراضها وأسبابها وكيفية التغلب عليها.

فى البداية قالت د. سوسن فايد، أستاذ علم الاجتماع إن أزمة منتصف العمر هى المرحلة التى يصل فيها الشخص إلى سن الأربعين أو الخمسين وتختلف نظرته للأمور بشكل مخالف لحياته السابقة. كما أن هذا الشعور فى هذه المرحلة يؤدى لحدوث تغير مفاجئ فى الشخصية وفى الأمور التى تتعلق باتخاذ القرارات.

وتوضح أنه يصاحب هذه المرحلة الشعور بالاكتئاب والإحباط وعدم الرغبة فى المسؤولية والشعور الدائم بالتوتر والانطواء ويزداد مع ذلك الرغبة فى العيش حياة المراهق التى تخلو من المسؤولية، فى ظل تزايد المسؤولية والضغوط التى يواجهها الرجل فى الحياة، سواء فى العمل أو فى الحياة الأسرية.

وتضيف د.سوسن أن الرجل يبحث فى هذه المرحلة عن الثقة بالنفس، وقد يرجع ذلك إلى زوجته التى تقلل من شأنه، فيبحث عن هذه الثقة فى امرأة أخرى تشعره برجولته واحتياجها إليه.

وأوضحت أن البرود العاطفى الذى يعانى منه الرجل بسبب انشغال الزوجة بأبنائها وإهمالها فى نفسها وعدم تقدير مشاعر واحتياجات الرجل.

وتشير إلى أن أزمة منتصف العمر عند الرجال أشبه بمرحلة المراهقة، حيث يرتفع لدى الرجل الإحساس بالاكتئاب والشعور بخيبة الأمل والندم على الحياة السابقة ويتخذ الرجال قراراتهم بدون التفكير فى خطوات القرار أو ما سوف ينتج عن هذا القرار سواء من مخاطر وخسائر، وذلك يرجع للشعور بالمراهقة والرغبة فى التحرر من قيود الحياة.

وأضافت أن الرجل فى أزمة منتصف العمر يشعر بالبرود العاطفى تجاه زوجته ويرجع هذا الشعور لزيادة مسؤولية الأبناء من تعليم ومتطلبات الحياة وتكوين مستقبل يضمن لهم حياة كريمة، ويشعر بحاجة للتغيير فى المظهر لأنه غير متقبل التغيرات التى حدثت نتيجة تقدم العمر، والرغبة الملحة فى البحث عن زوجة أخرى تجدد له شبابه.

أما من الناحية الدينية، تقول الدكتورة سعاد صالح، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر إن «فترة منتصف العمر، من أخطر الفترات التى تحدث فيها الخيانة الزوجية، لأن الرجل والمرأة كلاهما يحاول استرداد الحياة، كأنها المحطة العاطفية الأخيرة». وأوضحت د. سعاد صالح أن هناك 4 مستويات للإنسان، هي «الجسدي، والعقلي، والعاطفي، والروحي»، موضحة أن علاقة الزوجين السوية، هى أن يشبع كل طرف المستويات الأربعة، رغم أن الأمر لا يحدث فى الواقع بشكل عام، إذ نجد نقصا فى مستوى أو اثنين.

وعن طريقة التعامل فى هذه الفترة، تقول، «لازم الاثنين يرضوا بالنقص ده ويحبوه، وبالنسبة للرجل عليه أن يركز مع زوجته ولا يقوم بتعويض النقص، سواء مع زميلته فى العمل أو عبر مواقع التواصل الاجتماعى والسوشيال ميديا، وعلى الزوجة محاولة استعادة الزوج لها من جديد، وإنقاذ أسرتها وأطفالها».

ومن الناحية النفسية، قال د.محمد الشامى، استشارى الطب النفسي، إن أزمة منتصف العمر للرجال، كلها عوامل عديدة على حسب الشخص والظروف الحياتية والمجتمع، ذكر منها شدة اللوم لذاته، الشعور بالاختيار الخاطئ فى كل خطوات الحياة، شعوره بأنه يوجد الكثير من الأشياء التى يجب فعلها، شعور الرجل أنها نهاية حياته وأن حياته غير جيدة اجتماعيًا.

وأوضح د. محمد الشامى أن علاج أزمة منتصف العمر يكمن فى استغلال الأزمة وعلاجها، إذ يكون الحل إشارة إفاقة لإصلاح الخلل، ويبدأ العلاج بتقبل الذات من جديد، الملاحظة على الأشياء الواجب إصلاحها، حدوث تغيير بسيط فيما يتم فعله على مستوى الحياة، الحد من الانتقاد للنفس، البدء فى تعلم أشياء جديدة، إدراك أهمية الذات ووجود بصمة فى الحياة، اكتساب مهارات جديدة مثل القراءة التى تشغل البال عن الكثير من الأشياء الخاطئة، عدم تأثير الرؤية فى الحياة، التحدث مع الأهل والأصدقاء.

بدورها قالت الدكتورة أشجان نبيل، استشارى التطوير المجتمعي، وخبيرة العلاقات الأسرية: يجب على الزوجين مساعدة كل منهما الآخر ليتجاوزا هذه المرحلة، حتى تستقر حياتهما الزوجية ولا يضطرا للانفصال.

ولكى تتغلب النساء على هذه المرحلة يجب أن تكون علاقاتهن الاجتماعية ناجحة، وأن يحققن نجاحا فى العمل وفى تربية الأبناء كما تقول د.أشجان: يجب أن يتفهم الزوج أعراض ومخاطر هذه المرحلة، لكى يساعد زوجته فى التغلب عليها، تأثير منتصف العمر لدى السيدات هى تأثر فى خلل بالهرمونات وشعور بأنها قد تفقد أنوثتها، ولذلك لابد أن يحتويها الزوج ويزيد من ثقتها بالنفس.

وتقول بالنسبة للرجال فى هذه المرحلة يبدأ الرجل فى قياس نجاحاته التى حققها فى حياته على المستوى العملى والأسري، فيجب عليكِ دعمه وعدم إحباطه. ويجب على المرأة فى هذه المرحلة أن تتحلى بالصبر، وهناك نصائح لتجاوز الخلافات بين الأزواج، فالرجل فى هذه المرحلة يشعر بالفراغ العاطفى وعدم الشعور بالأمان، ودور الزوجة أن تشعره بالاحتواء بأن تستمع له وتكون صديقة وليس زوجة متسلطة، وعليها تقبل التغير الذى يحدث فى مظهره وتدعيمه فى الأمور التى يرغب فى تغيرها.

كما يجب على الزوجين فى هذه المرحلة أن يتحلى كل منهما بالصبر وتجديد حبه وتغيير حياته النمطية، وأن يعيشا حياة الشباب مع بعضهم وليس الحل بأن يبحث الزوج عن امرأة أخرى لكى يجدد شبابه معها ويتفهم كل منهما أعراض هذه المرحلة لدى الآخر.

وتقول معتزة الشناوى زوجة أربعينية أنها مرت بأزمة منتصف العمر مع زوجها حيث كانت تشعر بتغييرات مفاجئة فى الحياة المهنية أو نمط الحياة مع زوجها، مثل ترك الوظيفة أو الانتقال من المنزل، تغيرات فى السلوك، بما فى ذلك أن أصبح معاديًا للمجتمع أو غير عقلاني.

كما قالت إن الذكريات والتفكير فى الماضى مع التركيز على مرحلة الشباب شغلت كل تفكيره وهذه من علامات أزمة منتصف العمر، بالإضافة إلى الاكتئاب أو تغيرات مزاجية كبيرة.

وتقول أميرة محمد زوجة فى نهاية الثلاثينيات من العمر أنها مرت بتجربة أزمة منتصف العمر مع زوجها الأربعيني، حيث حدث تغييرات فى حياته الخاصة والمهنية كتغيير وظيفته أو الحصول على دائرة جديدة من الأصدقاء الأصغر سناً بالإضافة إلى هذه الأعراض تغيرت شخصيته مع محيطه المقرب وكانت غريبة، كان أكثر جموداً مع أحبائه ومن السهولة انتقادهم والتصرف بطريقة غير عقلانية.

أضف تعليق

تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2