محمد السباعى يكتب: من الذى يريد سرقة ذكريات طفولتى؟

محمد السباعى يكتب: من الذى يريد سرقة ذكريات طفولتى؟محمد السباعى يكتب: من الذى يريد سرقة ذكريات طفولتى؟

*سلايد رئيسى7-6-2018 | 17:14

مرت الأربع وعشرون ساعة الفائتة وقد خاصم النوم عينى وشعور بالقلق ومرارة فى الحلق منذ أن أشيع عن نية الحكومة بيع حديقة الحيوان بالجيزة وتلك جريمة كبرى فى حق التاريخ مقترنة بجريمة صغرى يجمعهما ارتباط حتمى هو سرقة ذكريات طفولتى بالإكراه المادى ، نعم سيسرقون آخر ماتبقى لىً من رصيد ذكريات الضحكات البريئة أنا وزملائى فى مدرسة جمال عبد الناصر الابتدائية عندما ضحكنا من قلوبنا من سيد قشطة وهو يقفز فى الماء ليضحكنا ويفعلها كلب البحر ليفوز بسمكة السردين من يد حارسه كان يفعلها باحتراف مهنى وكأنه يعرف أن هذه مهمته أن نضحك عليه ومن بعده نتوجه إلى القرد جمعة والنسانيس وجبلاية القرود وأمهم العجوز التى تبحث عن القمل فى رؤوس صغارها والزرافة والفيل أبو زلومة والأسد عنتر والنمر شهاب وأخوه سامح ، نعم كان يناديه الحارس تعالى هنا ياشهاب وسمعهم صوتك القوى وكان يستجيب فى وسط دهشتنا أنه يسمع أوامر حارسه النحيف ونعود بعدها إلى المدرسة ونكتب أجمل موضوع تعبيرعن زيارة حديقة الحيوان بالجيزة .

‏نكتب أن حديقة‏ ‏الحيوان‏ ‏بالجيزة‏ ‏هي‏ ‏أولى ‏وأعرق‏ ‏حدائق‏ ‏الحيوان‏ ‏بأفريقيا‏ ‏والشرق‏ ‏الأوسط‏, ‏وأطلق‏ ‏عليها‏ ‏جوهرة‏ ‏التاج‏ ‏لحدائق‏ ‏الحيوان‏ ‏في‏ ‏أفريقيا‏.‏

ويرجع‏ ‏تاريخ‏ ‏إنشاء‏ ‏الحديقة‏ ‏إلي‏ ‏سنة‏ 1890 ‏في‏ ‏عهد‏ ‏الخديو‏ ‏توفيق‏,‏ وافتتحت‏ ‏للجمهور‏ ‏سنة‏ 1891‏.‏

أما‏ ‏مجموعتها‏ ‏الحيوانية‏ ‏فقامت‏ ‏في‏ ‏الأصل‏ ‏علي‏ ‏مجموعة‏ ‏خاصة‏ ‏يحتفظ‏ ‏بها‏ ‏الخديو‏ ‏إسماعيل‏ ‏في‏ ‏حدائقه‏ ‏الملحقة‏ ‏بقصره‏ ‏بسراي‏ ‏الجزيرة‏ ‏المطلة‏ ‏على‏ ‏النيل‏ ‏حي‏ ‏الزمالك‏ ‏حاليا‏ ، ‏وكانت‏ ‏حديقته‏ ‏هذه‏ ‏لا‏ ‏يدخلها‏ ‏إلا‏ ‏إسماعيل‏ ‏وأسرته‏ ‏وزواره‏ ‏فقط‏ , ‏ثم‏ ‏نقلت‏ ‏لحديقة‏ ‏الحيوان‏ ‏بالجيزة‏ ‏عند‏ ‏إنشائها على مساحة ٥٠ فدانًا ووصلت‏ ‏تكلفة‏ ‏إنشاء‏ ‏الحديقة‏ ‏‏ ‏حوالي‏ 1900 ‏جنيه‏ ‏مصري‏,‏ منها‏ ‏ألف‏ ‏جنيه‏ ‏كمنحة‏ ‏حكومية‏ ‏والباقي‏ ‏تم‏ ‏توفيره‏ ‏من‏ ‏التبرعات‏ ‏الخاصة‏.‏

احتوت‏ ‏الحديقة‏ ‏على‏ ‏بعض‏ ‏منشآت‏ ‏قصور‏ ‏الجيزة‏ ‏التي‏ ‏أسسها‏ ‏الخديو‏ ‏إسماعيل‏ ‏وهي‏: ‏الباجودا‏ ‏الياباني‏ ‏واشتهرت‏ ‏في‏ ‏مصر‏ ‏باسم‏ ‏الكشك‏ ‏الياباني‏,‏ بمناسبة‏ ‏زيارة‏ ‏الأمير‏ ‏هيروهيتو‏ ‏الذي‏ ‏أصبح‏ ‏إمبراطور‏ ‏اليابان‏.

وعَرفت لما كبرت أن إدارة الحديقة كانت إنجليزية فرنسية مستر‏ ‏براملي‏ ‏الإنجليزى ثم مستر‏ ‏دي‏ ‏ونتر‏ ‏فيويليه‏ ‏الفرنسي ثم مستر‏ ‏برانس‏ ‏‏الفرنسي وأعقبه‏ ‏مستر‏ ‏فلور‏ الذى كان من‏ ‏كبار‏ ‏علماء‏ ‏الحيوان‏ ‏في‏ ‏العالم‏ ‏في‏ ‏أوائل‏ ‏القرن‏ ‏العشرين‏ ‏واستمر‏ ‏مديرا‏ ‏للحديقة‏ ‏حتي‏ 1925, ‏ثم‏ ‏آخر‏ ‏مدير‏ ‏إنجليزي‏ ‏لها‏ ‏كان مستر بورمان‏ ‏في‏ ‏عام‏ 1927هـ ‏.

وتعرضت الحديقة فى عهده لانخفاض إيرداتها لقلة الزوار فأطلق الخواجة بورمان شائعة بين الكمسرية فى محطة القطار بباب الحديد أن حديقة الحيوان ستستقبل ريا وسكينة قبل إعدامهما وسيتم التحفظ عليهما داخل القفص المواجه لقفص الأسد سلطان ونجحت خطته وأبلغ الكمسرية الركاب فى خط بحرى وقلبى فتوافد الى الحديقه مئات الزوار من كافة ربوع مصر لمشاهدة السفاحتين ريا وسكنيه واكتشفوا بعد ذلك انها كانت أشاعه أطلقها الخواجه بورمان ليتمكن من شراء واستيراد الزرافة محاسن لتتزوج من الذكر الأرمل بيومى وأنجبا بعدها ابنتهم البكر فتحية .

ومن الطرائف التى تدونها دفاتر الحديقة ‏هروب‏ ‏أحد‏ ‏أبناء‏ ‏القرد‏ ‏جمعة‏ ‏ملك‏ ‏جبلاية‏ ‏القرود‏ حيث‏ ‏اضطرته‏ ‏قسوة‏ ‏أبيه‏ ‏إلي‏ ‏القفز‏ ‏قفزة‏ ‏هائلة‏ ‏خرج‏ ‏بها‏ ‏من‏ ‏الجبلاية‏ ‏وظل‏ ‏حراس‏ ‏الحديقة‏ ‏يطاردونه‏ ‏لكنه‏ ‏خرج‏ ‏من‏ ‏الحديقة‏ ‏كلها‏,‏ وتمكنت‏ ‏الشرطة‏ ‏من‏ ‏القبض‏ ‏عليه‏ ‏من فوق سقف أتوبيس ١٩ خط الجيزة - أم المصريين .

ومن بين ما حفظته أنا وأقرانى عن ظهر قلب أحداث فيلم إسماعيل ياسين فى حديقة الحيوان والغوريلا وياريت الحكومة تفتكر أن الفنان القدير زكىً طليمات كان أحد مديرى الحديقة وكتب فى مذكراته أن الفضل فى ثراء فكره المسرحى. يرجع إلى جبلاية القرود التى تعلم منها الكثير من طباع البشر .

ياترى بكم ستبيع الحكومة ذكريات الطفولة ؟

أضف تعليق

الاكثر قراءة

تسوق مع جوميا