كتب: شادي عبد العال
يتكرر المشهد فى هذا الوقت من كل عام، عاكسا معاناة الأهالي التى لاتتوقف حتى اجتياز الأبناء مرحلة وامتحانات الثانوية العامة.
انطلقت امتحانات الثانوية العامة الأحد الماضى 3 يونيو، ويؤدى الامتحانات فى الشعبة الأدبية 266 ألفًا و898 طالبًا وطالبة على مستوى الجمهورية، إضافة إلى 114 ألفًا و716 طالبا وطالبة فى شعبة العلمى رياضة و264697 طالبا وطالبة فى شعبة العلمى علوم ، يتم امتحانهم فى 1777 لجنة سير على مستوى الجمهورية، حيث يختبر قرابة 656 ألف طالبا وطالبة من مختلف المحافظات، ويستمر الطلاب فى الامتحانات لمدة 10 أيام يتخللها إجازة عيد الفطر وفروق المواد فى جدول الامتحانات وبعض الإجازات الأخرى.
فى اليوم الأول لهم فى امتحانات الثانوية العامة أدى الطلاب الامتحان فى مادة اللغة العربية، ولم تعلن الوزارة عن أى مشكلات ، وكان عنوان اليوم الثانى، فى الامتحانات، يشمل مادتي الإحصاء والاقتصاد، وأجمع الطلاب على أن الامتحان جاء في مستوى الطالب المتوسط، ولم يشمل أي أسئلة صعبة يشار إلى أن مادتي الإحصاء والاقتصاد، لا تضافان للمجموع الكلي وفي اليوم الثالث من الاكتحانات لم تتلق غرفة عمليات المديرية أية شكاوى بشأن سير عملية الامتحانات للثانوية العامة فى مادتى اللغة الأجنبية الثانية والتربية الوطنية.
وراء أسوار المدارس
يدخل الطالب الامتحان وفي رحاله خزينة من مجهود مبذول، ويوم الامتحان يكرم المرء أو يهان، أما أم المرء فتظل يدها على قلبها تدعو بالستر والنجاح والتفوق لابنها أو ابنتها.
داخل اللجان يجلس الطلاب يؤدون امتحاناتهم، وخارج اللجان أجواء خاصة وكواليس على الأرصفة لأمهات يجلسن فى كل مكان، تدور بينهن أحاديث لا يعرف تفاصيلها غيرهن، يسردن تجربتهن مع الثانوية العامة.. دموع، وضحكات، ودعوات فى كل مكان تحيط الأبناء أثناء وجودهم فى اللجان.
أمام البوابات الضخمة لبعض اللجان، وقفت العديد من الأمهات ممسكات بالأذكار والأدعية الدينية والسبحة لتعانق السماء دعواتهن للطلاب، فمن الصباح الباكر وقبل فتح اللجان بحوالى ساعة كاملة حرصت الأمهات على مرافقة أبنائهن، والوجود معهم أثناء المراجعة للمرة الأخيرة على المادة قبل الدخول للجنة.. «قلبنا معاهم، الولاد تعبوا وربنا مايضيعش تعبهم» .
لكن هناك بالفعل من يتعمد تضييع تعب الآخرين من خلال "الغش" ودولة الغش فى الثانوية العامة ، لها تاريخ طويل وميراث، وآليات وقوانين خاصة.
ومن أخطر الآليات التى استحدثت فى دولة الغش وسائل التواصل الاجتماعى، أو "السوشيال ميديا"، وخاصة "الفيسبوك" و "الواتس"
«بالغش اتجمعنا وباب السعادة»، هذه اسماء لصفحات ظهرت على الـ "الواتس".
تلقت غرفة العمليات بوزارة التربية والتعليم بلاغا حول قيام صفحة "بالغش اتجمعنا 2018" بنشر صور امتحان مادة الاقتصاد التى يؤديها الطلاب يوم الثلاثاء تم تتبع رابط صفحة الغش المذكورة وتتبع الرقم الكودى للصفحات الامتحانية المنشورة، و تم ضبط الطالب المسؤول عن نشر الامتحان وتحديد هويته، فى أحد لجان محافظة سوهاج.
و تمكن أيضا ضباط البحث الجنائي بالإدارة العامة لتكنولوجيا المعلومات، من ضبط طالب بالثانوية العامة بمحافظة البحيرة، أسس مجموعة على تطبيق (واتس اب)، لتسريب أسئلة الامتحانات فور بدئها.
تلقى اللواء علاء الدين عبد الفتاح مدير أمن البحيرة، معلومات بقيام أحد الأشخاص بتدشين مجموعة على تطبيق (واتس اب)، باسم (باب السعادة) ينشر من خلالها أسئلة وأجوبة امتحانات الثانوية العامة أثناء أداء الطلاب للامتحانات.
كما توصلت تحريات ضباط الإدارة العامة لتكنولوجيا المعلومات بغرب الدلتا أن وراء الواقعة "ع.ع.س"، (19 عاما)، طالب بمدرسة وادى النطرون الثانوية، وتم ضبطه وبحوزته الهاتف المحمول والشريحة المستخدمة فى الواقعة، وتم إبلاغ النيابة العامة للتحقيق.
«الهروب»
أيضًا شهدت لجنة مدرسة أم المؤمنين الثانوية بنات ببنها، واقعة هروب طالبة بورقة إجابة مادة الإحصاء وخروجها بها من اللجنة دون تسليمها الأمر الذي اكتشفه مسئولو اللجنة وخرجوا ورائها لمطاردتها واسترداد الورقة ليفاجأ الجميع بعودتها مرة أخرى لتسليمها بحجة نسيانها معها، حيث جرى التحفظ عليها باللجنة وفتح تحقيق معها وجارٍ تحرير محضر لها.
وكشفت التحقيقات أن الملاحظين اكتشفوا أن ورقة الإجابة غير موجودة عند حصر الأوراق بعد انتهاء مدة الامتحان، فقاموا على الفور بالخروج وراء الطالبة لاسترداد الورقة، وبعد مدة من الوقت فوجئوا بعودتها مرة أخرى بالورقة بحجة نسيانها معها فتم التحفظ عليها وتحرير محضر لها باللجنة وإخطار الأجهزة الأمنية لاتخاذ الإجراءات اللازمة.
«الانتحار»
فتاة الإسكندرية ألقت بنفسها من الطابق الخامس لعدم قدرتها على تأدية امتحانات الثانوية العامة التي انطلقت يوم الأحد الماضي .
تلقت مديرية أمن الإسكندرية بلاغا بانتحار طالبة في الثانوية العامة، بالسقوط من الطابق الخامس في العقار الذي تقيم فيه، قبل ساعتين من بدء امتحان اليوم الأول، وذلك خشية الرسوب لعدم استعدادها للامتحانات.
وتبيّن أن الفتاة، كانت تعاني من ضغوط عصبية ونفسية بسبب قرب امتحانات الثانوية العامة، وكانت تخشى من الرسوب، فألقت بنفسها من الطابق الخامس من منزلها، الكائن في شارع الخلفاء بمنطقة الهانوفيل غرب الإسكندرية.
.
وذكرت والدة الفتاة أن ابنتها ألقت بنفسها من نافذة الشقة، نظرا لضعف مستواها الدراسي وعدم قدرتها خلال الأيام الأخيرة على استذكار دروسها، ولم تتهم أحداً بالتسبب في وفاة ابنتها.
حالات إغماء
شهد أيضا عدد من لجان الثانوية العامة بمحافظة كفر الشيخ، وقوع حالات إغماء بين الطلاب داخل اللجان، ما أدى لاستدعاء سيارات الإسعاف لتقديم الدعم الطبى لهم ونقلهم للمستشفيات، وذكر مصدر طبى ، أن سيارات الإسعاف نقلت 8طلاب من لجان مراكز فوة ودسوق وكفر الشيخ وبلطيم ، بالاضافة إلى مراقب، مصابون بحالات إغماء وسط حراسة أمنية مشددة.
إلا أنه تم نقل هؤلاء للمستشفى ، كما شهدت عدد من اللجان حالة من القلق ، إثر نقل طالب من مدرسة الإعدادية الحديثة بمدينة كفر الشيخ، فى سيارة إسعاف من داخل اللجنة وتردد أنه مصاب بارتفاع فى نبضات القلب وضغط الدم .
إيجابيات وسلبيات
وعلى الجانب الآخر فقد عمت حالة من الفرحة بين طلاب كثيرون أدوا الامتحانات التى مضت من الثانوية العامة، وخرجوا يشيدون ويشهدون أنها فى مستوى، مستوى الطالب المتوسط، لكنها لا تمنع المتفوق من إظهار تفوقه.
وفى تصريحات خاصة لـ "دار المعارف" قالت الدكتورة رحاب العوضي أستاذ مساعد علم النفس السلوكي، «لدار المعارف» إن ما يحدث من بين صفوف طلاب الثانوية العامة من غش جماعي هو سلوك غير اخلاقي.
وأعربت العوضى عن دهشتها لهذه الظاهرة التي تسئ لكل المجتمع ، مضيفة أن الأهل عليهم مسئولية كبيرة، فالطالب الذي لم يبلغ من العمر السابعة عشر لم يقوم بهذه العملية بمفرده فالأب والأم يقومون بمساعدته بتوفير جميع الوسائل التي تساعده علي ذلك فيقوموا بالاتفاق مع بعض المدرسين لحل الامتحان ثم بعد ذلك إرساله له عن طريق الواتس أو ما شابه.
وشددت العوضى علي أن الدولة لاتبني بالغش ولا بالتدليس وأشادت بتجربة التربية والتعليم، مضيفة أن الدولة استطاعت أن تعالج هذه المشكلة وتتصدى لها بقوة وبشدة فلا يوجد طبيب بالغش ولامهندس بالغش بل بالمجهود والتعب والمعاناة وعلي الأهل أن يدركوا أن كل طالب له قدرة والدولة قائمة بواجباتها علي أكمل وجه.
وبالنسبة لحالة الانتحار التي حدثت، قالت العوضى إنها حادث مفجع وعندما يقبل الطالب علي الانتحار فإنه يكون علي أرضية من نفسية مريضة وأن الطالب في مرحلة المراهقة يكون عنده اضطراب هرموني يؤدي به أحيانا إلى سوء في التفكير بجانب الضغط الاسري وان فكرة اقبال المراهق علي الانتحار يكون نوع من انواع التهديد لاسرتة وانه لا يريد تنفيذ الانتحار ولكن امر الله قد أتي وقدر الله قد نفذ وأنه في البداية كان لا يريد الانتحار بل هو نوع من انواع التهديد خوفا من أهله لتقصيرة في المذاكرة
وشددت الوضى على أن بعض خبراء التربية نصحوا بضرورة الوقوف بجانب ابنائنا وتدريبهم نفسيا علي كسر حاجز الرهبة والخوف فبمجرد اقتراب دقات الساعة لموعد امتحان الثانوية العامة وقبل دخول اللجنة ترتفع نسبة التوتر والعرق بالرغم من أن الطالب يكون مذاكر جيدًا وخلال السطور التالية
الامتحان والغش
وقال الخبير التربوي الدكتور محمد سلامه «لدار المعارف» وتحدث عن انتشار حالات الغش بين طلاب مصر وقال، الامتحان والغش وجهان لعملة واحده، ويرجع ذلك لكثرة الغش في الامتحانات في معظم المراحل السنيه وخاصة الابتدائية والإعدادية في ظل تنافس بعض المدارس الخاصة لحصول طلابها علي المراكز الاولي علي مستوي الادارات التعليمية لجذب المزيد من الطلاب في العام الجديد فليس غريب ان تنتشر ظاهرة الغش بشدة في الثانوية العامة لذلك فالتخلص من تلك الظاهرة يجب ان تبدا من بداية التعليم لان من شب علي شئ شاب عليه.
ويقدم سلامة بعض النصائح التى تقلل من رهبة الامتحان والتوتر لدي الطالب.
1- تقوم الأسرة بدور أساسى فى تهدئة الطالب، وألا تضغط عليه وهو ذاهب الامتحان وترهيبه، خاصة أن معظم الأسر تتعامل مع الثانوية العامة على أنها سنة الحصول على رقم عالٍ.
2- لابد أن يتعود الطالب على حل نماذج مشابهة للامتحانات، ويمكن الاستعانة بالامتحانات السابقة، لمعرفة طريقة الأسئلة وكيفية حلها بشكل جيد، فدخول الطالب وهو يعلم ما سيجده يقلل من التوتر.
3- على طالب الثانوية العامة أن يقرأ ورقة الأسئلة جيدًا ثم يبدأ بالسهل حتى لا يزيد توتره، ثم التفكير فى الأسئلة الصعبة.
4- غرس النزعة الدينية داخل قلوب ابنائنا ودفهم الي التقرب اللي الله ونذكرهم دائما ،بان الله لايضيع أجر من احسن عملا ،وانه من عمل منكم عمل فليتقنه.