هل صدم فوز اردوغان واشنطن؟

هل صدم فوز اردوغان واشنطن؟اردوغان

عرب وعالم29-5-2023 | 19:57

بعد مرور أكثر من 3 ساعات، أصدر الرئيس جو بايدن بيانا هنأ فيه الرئيس أردوغان، وعبر فيه عن تطلعه إلى مواصلة العمل المشترك كحلفاء في حلف شمال الأطلسي (ناتو) بشأن القضايا الثنائية والتحديات العالمية.

وتعامل المسؤولون الأميركيون بحذر خلال الجولة الانتخابية الأولى، واستمر الحذر موقفا رسميا لإدارة الرئيس جو بايدن حتى انتهاء المرحلة الانتخابية الثانية بفوز الرئيس رجب طيب أروغان.

ورسميا، لم تؤيد واشنطن أيا من المرشحين في الانتخابات التركية، لأنها لا تريد التدخل في الشؤون الداخلية لتركيا، ولأنها بحاجة إلى التعايش مع الفائز على أي حال.

في هذا السياق، أشار خبير الشؤون الدولية ولفغانغ بوستزتاي إلى أنه "على الرغم من أن مصالح السياسة الخارجية التركية ستبقى على الأرجح كما هي، فإن كمال كليجدار أوغلو كان المرشح المفضل بشكل غير رسمي للأميركيين، إذ توقعوا أن يتبنى أسلوبا سياسيا أكثر تعاونا وكان سيحاول تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة وأوروبا".

كذلك اعتبر الخبير في الشؤون التركية بمعهد الشرق الأوسط بواشنطن هاورد أيزنشتات أن "واشنطن بذلت قصارى جهدها للبقاء على الحياد، ولكن من الناحية العملية، أعتقد أنها تفضل فوز كليجدار أوغلو، وهذا ليس لأن واشنطن ترى أردوغان استبداديا بقدر ما ترى أنه لا يمكن توقع مواقفه".

من جهته، أكد مساعد وزير الخارجية السابق لشؤون الشرق الأوسط والخبير حاليا بالمجلس الأطلسي السفير ديفيد ماك على أن "إدارة بايدن تجنبت دائما الانحياز إلى أي طرف في الانتخابات التركية".

وفى حين اعتبر المحلل السياسى جورجيو كافييرو رغم أن هناك كثيرا من التوتر في التحالف التركي الأميركي، ومع ذلك، في فترة ولاية أردوغان الجديدة التي تمتد لـ5 سنوات، ستوفر فرص للبلدين لإعادة ضبط العلاقات وتحريك التحالف في اتجاه أكثر إيجابية.

على النقيض، اعتبر خبير الشؤون الدولية ولفغانغ بوستزتاي أن السنوات الخمس القادمة ستشهد توتر العلاقات بين أنقرة وواشنطن.

وقال بوستزتاي "لم يعد أردوغان مضطرا إلى أخذ خصومه السياسيين المحليين في الاعتبار. وسيكون أردوغان أكثر استعدادا للمخاطرة بمغامرات عسكرية في الخارج، وخاصة في سوريا، لأنه لا يحتاج إلى الخوف من عواقب وقوع ضحايا أتراك. وفي حين أنه سيبقى مثيرا للمشاكل داخل الناتو، فمن المحتمل أن يقبل السويد عضوا في الحلف في مقايضة لبعض طائرات إف-16 الأميركية ونقل التكنولوجيا العسكرية".

وأضاف المتحدث أن "أردوغان سيسعى إلى تعزيز علاقته مع روسيا ليس فقط سياسيا واقتصاديا، ولكن أيضا في مجال صناعة الأسلحة، مما يثير استياء الولايات المتحدة، خاصة في ضوء الحرب المستمرة في أوكرانيا".

وأوضح أنه إذا تطورت علاقاته مع الغرب بطريقة سلبية، "فقد يصبح حتى مثل حصان طروادة الروسي داخل الناتو"، متابعا "ومع ذلك، فإن أسلوب أردوغان السياسي سيسهل على خصوم تركيا في الغرب استبعاد البلاد من بعض الأنشطة ومجالات التعاون".

من ناحية أخرى، أشار الخبير في الشؤون التركية بمعهد الشرق الأوسط بواشنطن هاورد أيزنشتات إلى اعتقاد الدوائر الأميركية أن أردوغان سيحاول إعادة ضبط العلاقات مع الولايات المتحدة، والمنطق يقول إنه يحتاج إلى بعض الاستقرار لاستعادة السيطرة على الاقتصاد وجذب الاستثمار.

لكن أيزنشتات يتوقع أن تبقى تحديات العلاقة إلى حد كبير من دون حل، مضيفا " لا أتوقع انفصالا دراماتيكيا، لكنني أظن أن العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا ستظل مشحونة في المستقبل المنظور".

من جانبها، نشرت مجلة "فورين بوليسي" تقريرا مشتركا لنصيحة الخبراء الأميركيين بالتحلي بالموضوعية عند نظرهم للشأن التركي، وكتب التقرير كل من خبير الشؤون التركية بمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات سنان سيدي، وخبير الشؤون التركية بمجلس العلاقات الخارجية ستيفين كوك.

وذكر التقرير أن "الآمال ليست تحليلا، ومثل عديد من المعلقين الذين قالوا إن دونالد ترامب لا يمكن أن يفوز، فإن المحللين الذين اعتقدوا أن كليجدار أوغلو سيفوز كانوا يسمحون لتحيزاتهم ومعتقداتهم بتشكيل تحليلاتهم".

أضف تعليق

رسائل الرئيس للمصريين

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2