تواجه أوروبا خطرا جديدا بعد أن فقدت محطة الطاقة النووية زابوريجيا، الواقعة في أوكرانيا، والتي استولت عليها القوات الروسية منذ بداية الحرب الأوكرانية، إمدادات الكهرباء الخارجية مرة أخرى وتحذر السلطات من الحاجة إلى رعاية أكبر محطة فى أوروبا، حيث أنها المرة السابعة التي يتم انقطاع التيار الكهربائى للمحطة وهو ما يعكس الضعف الأمني الشديد.
وأوضحت صحيفة "كرونيستا" الإسبانية في تقرير لها على موقعها الإلكتروني أنها المرة السابعة التى يحدث فيها منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية، ويحذر الخبراء من أن هذا الوضع يعرض الملايين لخطر احتمال وقوع حدث نووي بسبب عدم السيطرة على المحطة.
في غضون ذلك، يحذر الخبراء من أن وقوع المحطة في خضم الصراع قد يؤدى إلى وقوع حادث نووي مشابه للحادث الذى وقع في فوكوشيما باليابان فى عام 2011.
وحذر المسؤول الأرجنتينى المسؤول عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسى، من بداية فقدان الحطة للطاقة وذلك بعد انقطاع الكهرباء عن المحطة النووية، قائلا "وضع السلامة النووية فى المحطة ضعيف للغاية"، ولهذا حث أطراف النزاع المختلفة على التوصل إلى اتفاق "لحماية المحطة" فى أسرع وقت ممكن، لأن "هذا الوضع لا يمكن أن يستمر على هذا النحو".
وقال جروسى إنه يهدف إلى حماية محطة الطاقة النووية الأوكرانية فى زابوريجيا، متأملا التوصل إلى اتفاق قبل هجوم مضاد محتمل لكييف مع التخطيط لاطلاع مجلس الامن الدولى على وضع السلامة النووية خلال اجتماع 30 مايو.
وتعتبر زابوريجيا هى أكبر محطة للطاقة النووية فى جميع أنحاء أوروبا، مع ستة مفاعلات إجمالاً: استولت عليها روسيا فى بداية الصراع، فى فبراير 2021، وظلت تحت سيطرتها منذ ذلك الحين.
ومن بين المفاعلات الستة، تم إيقاف خمسة مفاعلات باردة، بينما يوفر المفاعل المتبقى الطاقة فقط لاحتياجات المحطة، وتعنى حالات انقطاع التيار الكهربائى "فصل خط الجهد العالى بقدرة 750 كيلووات" الذى توفره أوكرانيا، لذلك يجب دعم زابوريزهيا بمعدات احتياطية من مولدات الديزل.
ويرى الخبراء أنه كلما زاد عدد الصواريخ التى تطلق فى اتجاه محطة للطاقة النووية، زادت مخاطر وقوع حادث نووى كارثى، حيث فى حالة تلف امدادات الكهرباء والمولدات الاحتياطية معا فان وقوع حادث مرتفع للغاية، فقد تسبب حادث فوكوشيما فى انتشار النشاط الإشعاعى على مدى مئات الكيلومترات، لذلك يمكن أن يحدث الشيء نفسه فى زابوريجيا.
و حذرت الامم المتحدة بشأن محطة للطاقة النووية الأوكرانية وقالت فى بيان "إنه أمر غير متوقع وخطير".
كما أعربت مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى الجمعة عن دعمها لـ"جهود الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتعزيز السلامة النووية وتطبيق الضمانات على المواد والمرافق النووية فى أوكرانيا، ولا سيما فيما يتعلق بمحطة زابوريجيا، وقال بيان قمة الدول السبع بشأن أوكرانيا "نعرب عن قلقنا البالغ إزاء استيلاء روسيا على محطة الطاقة النووية زابوريجيا وعسكرتها بشكل غير مسؤول".
وجددت قمة هيروشيما "التأكيد على دعم الركائز السبع التى لا غنى عنها للأمان النووى والسلامة النووية، التى وضعها المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية وشددت على أهمية ضمان وتعزيز سلامة وأمن المنشآت النووية تحت جميع الظروف".
وقال البروفيسور جيرى توماس، الأستاذ السابق في علم الأمراض الجزيئى في إمبريال كوليدج بلندن، إن التسرب الإشعاعي في زابوريجيا من شأنه أن يشكل مخاطر صحية لأولئك القريبين من المكان، مشيرا إلى أن القلق الصحى الوحيد سيكون لمن هم داخل محطة الطاقة نفسها، وبدرجة أقل، أولئك الذين ما زالوا يعيشون فى البلدات والقرى المجاورة".