عبد الله ورانيا.. قصة حب ملكية على ضفاف نهر الأردن و«تل الرمان»

عبد الله ورانيا.. قصة حب ملكية على ضفاف نهر الأردن و«تل الرمان»الملك عبد الله والملكة رانيا

قصة حب ولدت من أول نظرة.. والقصة لا يمكن أن احكيها عن لساني ولكن بطل القصة هو الذي حكاها في كتابه بنفسه. هي قصة حب الملك عبد الله الثاني بن الحسين، ملك الأردن، وزوجته الملكة رانيا.

القصة كتبها الملك عبد الله في كتابه "فرصتنا الأخيرة" والذي حكى به تفاصيل لقاؤه الأول مع الملكة رانيا ال عبد الله وطلبه الزواج منها.

وقبل أي شىء لا بد أن نعرف أن الملكة رانيا لم تكن امرأة عادية فهي جميلة ومثقفة وذكية وكل هذا جعل الملك عبد الله يقع في حبها أو على الأقل ينجذب إليها من أول لقاء.

يحكي الملك عبد الله في كتابه أن أول لقاء بينهم كان في شهر أغسطس عام 1992 وكان وقتها قائد لكتيبة المدرعات الثانية و كان يظل هناك شهرين متصلين دون انقطاع، وبعد انتهاء فترة التدريب بنجاح صرح له القائد بإجازة يوم واحد فقط.

وبالطبع وقتها خلع الزي العسكري وارتدى ملابس بسيطة ورجع منزله، وعندما وصل أتصلت بيه شقيقته الأميرة عائشة، وقالت له إنها عرفت أنه لديه إجازة وعزمته على العشاء، لكن هو قال لها أنه يحتاج للراحة، فوعدته أن العشاء قصير وغير مطول فوافق.

تابع الملك حكايته عن هذا اليوم وقال إنه ذهب إلى دعوة العشاء، وكان وجهه متأثر بأشعة الشمس التي كان يتعرض لها أثناء تدريباته لمدة شهرين كاملين، ووقتها رأى أصدقاء شقيقته والتي كانت من بينهما " رانيا الياسين" وعندما نظر إليها لفتت انتباهه كثيرا، بجمالها وذكائها، وكانت وقتها 21 سنة وعلى وشك اتمامها عامها الـ22، ولم تقض وقت كبير في الأردن لأنها ولدت في الكويت وغادرتها واتجهت إلى الأردن خلال حرب الخليج وهي من أصول فلسطينية.

وفي العشاء لم يتحدثوا مع بعض بشكل شخصي، لكن كان حديثا عابرا على مائدة العشاء، ويقول الملك عبد الله أنه أكثر شىء لفت انتباهه بها: ثقتها في نفسها، وأناقتها وذكائها، وقتها شعر أنه يتمنى رؤيتها مرة أخرى.

وتابع الملك عبدالله في مذكراته: فات بعض الوقت وهو يفكر في وسيلة من خلالها يقابلها مرة أخرى، لكنه قرر ان يكلمها أثناء عملها، وقدم نفسه إليها وطلب منها أن يقابلها، فكان رد رانيا غير متوقع فهي لم توافق على الفور، وقالت له "سمعت عنك أقاويل تجعلني أتردد أن أقابلك" ولكنه أكد لها أن ما سمعته من أقاويل غير حقيقي، فطلبت منه أن يتركها للتفكير.

الأميرعبدالله لم يفقد الأمل، وكانت في باله طوال الوقت فطلب من صديق مشترك بينهما أخبارها بأنه يريد أن يزورها في مكتبها، لكنها أيضا رفضت.

صديقة قال له على سر واردف له "على فكرة هي بتحب الشيكولاته".

فأرسل الأمير عبد الله وقتها لها علبة شوكلاته بلجيكية، وطلب دعوتها على الشاي وهذا كان في نوفمبر 1992 فقبلت.

وبعدها بدأوا يتحدثون معا مرات عديدة وفي 30 يناير عام 1993 دعا العاهل الأردني الملكة رانيا على العشاء بمناسبة عيد ميلاده، ووقتها تعرف والده الملك حسين رحمه الله، ووالدته، على الملكة رانيا التي أبهرتهم بذكائها وجمالها وسحرها، وبعد ذهابها . عبر والد الملك عن موافقته بزواج ابنه منها وطلب منه تحديد موعد لمقابلة والدها.

تل الرمان


وقرر الامير عبدالله فى ذلك الوقت أن يطلب يد الملكة رانيا في أحد الأماكن المقربة لقلبه وهو جبل عند أطراف عمان يطلق عليه "تل الرمان"، وقال لها بالنص "أرى علاقتنا تتخذ منحى جدياً ويبدو لي أن زواجنا فكرة جيدة، فابتسمت، وصمتت".

وقال في كتابه إنه اعتبر صمتها موافقة، وقال لوالده ووالدته وبالفعل قاموا بزيارة رسمية لعائلتها بعد أسبوعين.

القهوة بعد الموافقة


ويحكي الملك عبد الله أيضا عن تفاصيل الزيارة الأولى لعائلة الملكة رانيا، قائلا : إن والدتها قدمت القهوة والحلوى للملك الحسين بن طلال وزوجته، لكن الملك لم يشرب من القهوة وفقا للتقاليد الأردنيه، التي تقول أن كبير الجاه لا يتناول القهوة الا بعد إعلان عائلة العروس موافقتها، وفي حالة الرفض لا يشربها كطريقة للرد، لكن عائلة الملكة رانيا أبدت موافقتها بالزواج وشرب الملك القهوة وتحدثوا عن تفاصيل الزواج.

وأقيم حفل زفاف ملكي أسطوري في 10 يونيو 1993 وكانت فرحة لجميع الشعب الأردني، ووقف العروسان في سيارة مكشوفة وألقوا التحية على الشعب، وكان فستان زفاف الملكة رانيا حديث العالم أجمع حيث كان باللون الأبيض ومزين بالذهب وكان من تصميم البريطاني بروس أولدفيلد.

وكانت هذه القصة من أجمل وأرقى قصص الحب الخالدة، التي توجت بالزواج. وأنجبت الملكة رانيا له أربع أبناء هما الأمير الحسين ولي العهد، والأميرة إيمان، والأميرة سلمى، والأمير هاشم.

أضف تعليق

الله يسعدهم الأربعاء 31 مايو 2023 - 10:37 ص

أسرة راقية وعظيمة .

حكايات لم تنشر من سيناء (2)

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2