قال الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، إن علماء التاريخ أفردوا ترجمات عديدة للظاهر بيبرس وخصصوا له مساحات واسعة لانتصارته الخالدة، وفي مقدمتهم المؤرخ ابن الوردي، ومنهم شيخ المؤرخين وأستاذ علم الاجتماع الأشهر عبد الرحمن ابن خلدون، في كتابه ديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر.
وأوضح شيخ الأزهر أن الظاهر بيبرس تولى سلطنة مصر والشام سنة658 من الهجرة وكان شجاعا جبارا يباشر الحروب بنفسه، وله وقائع هائلة مع التتار ومع الصليبيين، وله الفتوحات العظيمة، ومنها بلاد النوبة وانتقلت الخلافة إلى الديار المصرية، وأثاره وعمائره وأخباره كثيرة جدا توفي في دمشق ومرقده فيها معروف وأقيمت حوله المكتبة الظاهرية التي نسبت إليه
وأكد أن الظاهر بيبرس يعد المؤسس الحقيقي لدولة المماليك في مصر والشام، وإليه يرجع الفضل في ابتكار الكثير من نظم تلك الدول ووضع القواعد التي سارت عليها، بعد ذلك عدة قرون، 17 عاما وهي مدة طويلة لم يبلغها أحد من سلاطين دولة المماليك البحرية، باستثناء السلطان الناصر محمد ابن قلاون وفي بقاء السلطان الظاهر ببرز مدة طويلة في سدة الحكم دليل على قوته ونجاح سياسته في الحكم من ناحية، وهو أيضا دليل على استقرار المجتمع واستتباب الأمن في عهده من ناحية أخرى.
وأشار إلى أنه أكبر مؤسس للنظام الإداري وهو من وضع أصوله وقواعده في مصر والشام في العهد المملوكي، وهو رائد الاصلاحات المتنوعة في شتى المجالات في ذلك العصر.
وتابع: ومن خدماته العظمى التي يسجلها التاريخ ومن إسهامات الكبرى في القيام بواجب الأخوة الإنسانية التي توجبها الشريعة الإسلامية وقد مثل موقفه البطولي في مواجهة التتار والصليبيين موقف دفاع شامل عن بني الإنسان ممن عاشوا على أرض الحضارة الإسلامية.
وأضاف: حسنا فعلت دولى كازاخستان بقيادة رئيسها عندما تعاونت مع الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي من أجل تعريف الأجيال الحالية، بهذا القائد العظيم الذي ينبغي على الشباب أن يعلموا سيرته ويتمثلوا تاريخه ويتدبروا أخباره وأحواله بحسبانه نموذجا أمثلا في القيادة والريادة وفي التحلي بالفضائل والتخلي عن الرذائل والتمسك بقيم البطولة والمروءة وشيم الرجولة.