قواعد اللعبة

قواعد اللعبةسعيد صلاح

الرأى4-6-2023 | 22:50

"لا عداء دائم ولا صداقة دائمة "بل مصلحة دائمة".. هذه قاعدة - كما يقال- من أهم قواعد اللعبة السياسية وإن كانت صياغة أن "لا عداء مطلق ولا صداقة مطلقة"، "بل مصالح دائمة "، هى الأقرب إلى المنطق الذى تتحرر منه السياسة منحازة باستمرار إلى المطلق فى كل قواعده دون قيد أو تقيد بقاعدة واحدة، واقع واحد، معطى واحد، أو استنتاج واحد.

هذه الفرضية من وجهة نظرى تتسق، ربما مع القول المأثور السائد "ما حك جلدك مثل ظفرك " وهو ما جرى معه، اتساقًا كبيرًا على نحو داخلى يتعلق بعلاقة مصر مع بعض الدول التى تشترك معها بملفات شائكة إلى حد بعيد، وعلى نحو إقليمى يتسق مع تحركات بعض الدول مع بعضها سعيًا وراء حلحلة بعض الملفات وإنهاء الخلافات التى طال بها الزمن.

واستكمالا لما سبق، أتصور أن التقارب المصرى التركى يتزامن مع التغيرات التى تمر بها المنطقة متمثلة فى التقارب السعودى الإيرانى – من خلال منافس آسيوى كبير- وعودة سوريا لجامعة الدول العربية - والوجود الروسى بها - وهي تحركات - فى ظل الاستهلال السابق- تبدو منطقية، فقد رأت المنطقة، ومنها بطبيعة الحال، مصر والسعودية ودول أخرى أن ثلاث إدارات أمريكية متعاقبة لم تجد فيها الأزمات العربية طريقا للحل، فقد كانت هناك إدارة للأزمات دون حلها، مما أدى إلى تأجيل هذه الأزمات إلى المستقبل، وبالتالى إلى المزيد من التعقد، وهو الأمر الذى زاد من معاناة المنطقة وفتح الباب أمام دخول دول جديدة على الخط السياسى، كالصين التى رعت - كما سبق الإشارة إليه - مصالحة بين السعودية وإيران، وروسيا التى دعمت الموقف السورى بقوة كبيرة.

وزاد هذا التوجه لدى دول المنطقة بعدما وجدوا أن أمريكا منشغلة بالحرب الأوكرانية، وبعيدة تمامًا عن مشكلات المنطقة، فانفتحت مسارات جديدة بين دول المنطقة، وسوف تشهد الأيام القادمة تطورات ربما تشير إلى إعادة تشكيل للمنطقة، ففى الأفق هناك تطورات فى العلاقات السعودية الإيرانية والسورية، وأيضًا تطورات فى العلاقات المصرية التركية.

ولا شك أنه فى ظل هذه المعطيات الجديدة، أصبح التعاون بين مصر وتركيا حتميًا من أجل حلحلة الملفات الشائكة، وحل المشكلات التى تعانى منها المنطقة، ومن أجل صالح الدولتين والشعبين، الذى يصب فى النهاية فى سياق التهدئة الإقليمى الذى أصبح السمة الغالبة فى المنطقة حاليًا.

ولقد شاهدنا فى الآونة الأخيرة تحركات كبيرة من قبل الدولتين - التى قد تشهد تطورًا على المستوى الرئاسى فى الفترة القصيرة المقبلة - خاصة بعد قرار الدولتين بالبدء الفورى فى ترفيع العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين وتبادل السفراء، فمصر لا تترك أمرها بيد أحد غيرها، وتولى سياستها الخارجية وعلاقتها بدول الجوار ودول المنطقة اهتمامًا خاصًا، مرسخة لعقيدة السيادة المطلقة والقرار المستقل ومصلحة الوطن، وإيمانًا منها بأنه "ما حك جلدك مثل ظفرك".

حفظ الله الجيش.. حفظ الله الوطن

أضف تعليق