اليوم.. نعرض شيئًا جديدًا ومبهجًا، فمنذ فترة يقوم أحد المراكز المتخصصة وبجدية شديدة بتحليل الطلب على الوظائف فى السوق المحلي، وتوضع النتائج فى "لوحة بيانات" سهلة الاستخدام، ويتم تحديثها كل أربعة أشهر.
ومؤخرًا.. كشفت "تحليلات" الربع الثاني من العام المالي استمرار التراجع فى الوظائف المتاحة فى جميع المناطق الجغرافية، وفى جميع القطاعات – باستثناء السياحة والبنوك – وخاصة الصناعة بجميع تخصصاتها.
ومن هنا.. رأى المسئولون عن المركز المصري للدراسات الاقتصادية أن يخرجوا من المحلية إلى السوق العالمي، ودراسة (العرض والطلب) عالميا فيما يسمى بسوق العمل الحر (من بعد)!
واختاروا مجال البرمجيات – كحالة دراسة – مع إجراء مقارنة تفصيلية بين مصر و الهند للوقوف على "نصيب" كل منهما فى هذا المجال، وأسباب التفوق أو القصور!
وكشفت النتائج؛ أولاً عن تزايد فى الطلب على هذا النوع من العمل منذ عام 2019 بسبب الكورونا، فضلا عن سهولة الوصول للأكثر كفاءة مع تجاوز قيود سوق العمل التقليدى.
كما وجد، أن هناك منافسة شديدة فى مجال العمل الحُر عالميًا، وأنه خلال الربع الأول من العام الحالي تمت إتاحة أكثر من 40 ألف فرصة بقيمة 60 مليون دولار فى مجال "البرمجيات"، 35% من هذه الإتاحة خرجت من أمريكا، تليها الدول الأوروبية، ثم الهند بنسبة 15%.
الطريف.. أن مصر تحقق من هذا النوع من العمل الحُر فى البرمجيات 11 مليون دولار سنويا، فيما يحقق الأشقاء الهنود 466 مليون دولار!
والأكثر طرافة.. أنه من بين العشرة الأكثر دخلا من هذا العمل، سبعة منهم من الأقاليم، أي من خارج القاهرة الكبرى!
والآن هل يمكن زيادة "حصة مصر" من هذا السوق سريع النمو، وهل يتمكن الشباب المصري من المنافسة فى هذا المجال؟
الدراسة التي أجرتها وحدة المعلومات بالمركز المصري للدراسات والتي عرضها الباحث الواعد أحمد داوود أوضحت أن مصر لديها إمكانيات واعدة وكبيرة للتوسع فى هذا المجال، وأن الشباب المصرى يتميز بالجدية والصبر ومواصلة العمل لفترات طويلة، فضلا عن سرعة الاستجابة لطلبات العملاء.
وأعتقد أن "نجاح" أغلب المصريين الذين هاجروا أو يعملون فى الخارج – بشكل مؤقت – يثبت ويؤكد تلك النتائج، ويبقي فقط "تغيير" مناخ العمل فى السوق المحلي.
والأخبار الجيدة فى هذا المجال أن هناك حوالى 600 فرصة عمل فني متاحة فى دولة ألمانيا، وأن وزارة الاتصالات تقوم بمجهود جبار ومستمر فى مجال تدريب الشباب المصرى فى دورات متتالية مع التركيز على الأصغر سنا.
الله عليك يا مصر.. وعلى شبابك المجتهد المكافح.