عندما تمر من أمامه تشعر بأنك أمام معمار عظيم يفوح برائحة عبق التاريخ .. ورغم كل الأساطير التى تقال عنه إلا أنه ينتابك الفضول للإطلاع عليه وعن ما يحويه بداخله .. نصحبكم في السطور التالية فى جولة داخل " قصر البارون" أروع التحف المعمارية.
قصر البارون موجود في شارع العروبة في منطقة مصر الجديدة، وهو من أرقى شوارع القاهرة، وهذا المكان اختاره البارون حتى يبني هذا ال قصر التاريخي وبناه على مساحة 12 ألف متر ونصف.
بالتأكيد تدارج في عقلك الآن تساؤل عن من هو "البارون"؟
بعد افتتاح قناة السويس وفي آواخر القرن التاسع عشر جاء إلى مصر المليونير البلجيكي "إدوارد لويس جوزيف إمبان" الذي حصل على لقب "البارون" من ملك فرنسا بسبب مجهوده في بناء مترو باريس، وعندما جاء "البارون" مصر أحبها كثيراً وسُحر بجمالها وقرر الاستقرار في مصر، بل وأوصى بأن يدفن بها.
عندما استقر "البارون" في مصر قرر أن يبني قصر يعيش فيه وكانت وقتها هذه المنطقة "صحراء" وطلب من المهندس المعماري الفرنسي "ألكسندر مارسيل" أن يبني ال قصر على الطراز الهندي، حيث أخذ فكرة تصميمه من بعض المعابد في الهند، والذي زين ال قصر بعد ذلك هو "جورج لويس كلود"، والذي أظهر الطابع الهندى على التصميم وتزيين القصر، فنجده من الخارج مزين بتماثيل الفيلة الهندية وتزينت النوافذ بالتماثيل البوذية والهندية.
ال قصر على الرغم أن من يراه يقول إنه كبير إلا أنه صغير من الداخل وهو مكون من دورين فقط و7 غرف، الدور الأول به صالة كبيرة و3 غرف، إثنين منهم للضيوف، والثالثة للبلياردو، والدور الثاني به 4 غرف وبه حمام في كل غرفه، البدرون مخصص للخدم والمطابخ، أرضية ال قصر من الرخام والباركية وهناك برج في ال قصر من يقف به يرى مصر كلها بوضوح "وقتها بالطبع"، ويقال أن ال قصر يلف لفة كاملة كل ساعة لكن هناك من يكذب هذا الأمر.
لكن الأكيد أن ال قصر تم تصميمه بطريقة معينة لا تجعل الشمس تغيب عنه بمعنى أن الشمس تدخله من كل الجوانب.
وبنى البارون أيضا كنيسية كاثوليكية بالقرب من قصره وهي كنيسة البازيليك، وربط الكنيسة بال قصر عن طريق نفق، وبعد وفاة البارون ورث ابنه لويس الكنيسة، وبعد هذا تبرعت عائلة لويس بالكنيسة للكاثوليك.
إلى هنا، لابد أن نتعرف على الأساطير التى تقال عن قصر البارون
بعد وفاة البارون عام 1929 بسبب إصابته بمرض السرطان، ال قصر أصبح مهجورا ولم يبق أحد يهتم به، وعلى الرغم من إنه ورثه أحفاد البارون إلا أنهم أيضا لم يهتموا به حتى تم انضمامه للآثار المصرية، وأصبح قصرا مهجورا ليس فقط لسنوات؛ بل لعقود كاملة. وهذا الأمر كان سبب في إطلاق العديد من الأساطير والخرافات عن هذا القصر.
وهناك من يقول إنه في نصف الليل إذا وقفت بجوار ال قصر ستسمع صوت تحريك العفش في ال قصر وأيضا الفناء الخلفي يضىء فجأة.
وقالوا أيضا، أنه في عام 1982 وجد دخان يخرج من أحد غرف ال قصر واختفى فجأة.
ويقال أن شقيقة البارون وقعت من شرفة غرفتها وماتت وأن غرفتها مسكونة بالأشباح والعفاريت، ويتردد أن البارون حاول أن يستحضر روح شقيقته حتى يعتذر منها لأنه لم يستطيع انقاذها، ومن وقتها البرج وقف عن الدوران.
وأخيرًا بعد قضية "عبدة الشياطين" الذين كانوا يتجمعون ليلا في قصر البارون والجميع صدق بالفعل أنه قصر الأشباح والعفاريت.
ورغم جميع الأساطير إلا أنه بعد تجديد الدولة المصرية ل قصر البارون وفتحه كمزار للسياح والمصريين أصبح أحد أهم المزارات السياحية المصرية من حيث عراقة المعمار فضلا على أنه فريد من نوعه في كل شئ.