ممتلئة ونحيفة ورياضية| «عارضات الأزياء» مهنة لها تقاليد تاريخية

ممتلئة ونحيفة ورياضية| «عارضات الأزياء» مهنة لها تقاليد تاريخيةصورة أرشيفية

شهدت مهنة عرض الأزياء تطوراً كبيراً عبر العصور، حيث بدأت من مكان متواضع وتطورت لتصبح أحد أبرز المهن والأعلى أجراً، ومرت بالعديد من المتغيرات واللحظات المحورية، ومن الحضارات القديمة مروراً بعشرينيات القرن الماضي، وحقبة السوبر مودلز وصولاً إلى أبرز عارضات أزياء العصر مثل "الأخوات حديد وكيندال جينر"، مهنة عرض الأزياء كيف ظهرت وماهي أبرز محطاتها؟

إليك كل ما عليك معرفته عن هذه المهنة:

يمكن إرجاع فكرة عارضات الأزياء أو الـ"Models" إلى الحضارات القديمة مثل مصر واليونان، لكن المفهوم كان مختلفاً بعض الشيء حيث كانت التماثيل واللوحات تصوّر شخصيات بشرية ذات قوام ممشوق ومتناسق وكان يحتفل بالجمال من خلال نقله إلى لوحة أو تمثال، ومع ذلك فإن مفهوم عرض الأزياء بشكله القريب من الحالي لم يبدأ في الظهور حتى أوائل القرن العشرين مع بداية مهنة تصميم الأزياء وحاجة المصممين لنماذج بشرية لعرض تصاميمهم على الزبائن ولو على نطاق ضيق.

لكن في الحقيقة أن الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي شكلت نقطة تحول مهمة في تاريخ عرض الأزياء، حيث لعبت دور الأزياء الراقية مثل (شانيل، وكريستيان ديور، وجيفنشي) دوراً محورياً في تعزيز هذه المهنة، ولاسيما أنهم بدأو بإقامة عروض أزياء لزبائنهم في الدور الخاصة بهم وبشكل خاص في مدينة باريس، وإزداد الطلب على عارضات الأزياء، وفي هذه الفترة بدأت الفتيات الشابات بالالتحاق في مدارس أزياء خاصة لتعلم المشي والتموضع أمام عدسات الكاميرات بشكل احترافي.

وجسدت شخصيات بارزة في حقبة الستينيات، مثل (تويجي، وجين شريمبتون، وفيروشكا) معايير الجمالية المثالية لذلك العصر واعتبرن أيقونات في الموضة والجمال وما زلن إلى اليوم يلهمن العديد من الفنانين.

طوال تاريخ الموضة كان التركيز على قياسات العارضات والسعي وراء نوع معين من الجسم مثار جدل دائم، تبنت صناعة الأزياء ولاسيما في السنوات الأولى تعريفاَ خاصاً للجمال.

الجسم النحيف
أصبح الشكل النحيف نموذجاً للقوام المثالي، حيث اعتبر أن الجسم النحيف الخالي من التضاريس، مثل اللوحة الفارغة أو التمثال مما يسمح بتعليق الملابس دون عناء وبشكل حيادي.

وأدى هذا التركيز على النحافة إلى إثارة الجدل، ولاسيما أن معظم العارضات من المقاس (0) وهذا ما أدى إلى الترويج لصورة غير صحيحة، وتأثرت الكثير من الشابات المراهقات بهذه الصورة في محاولاتهن للتشبه بعارضات الأزياء وأصيبت بعضهن بمرض فقدان الشهية، وكان لهذا الأمر تداعيات كبيرة.

الجسم الرياضي
أدركت صناعة الأزياء خطر التركيز على النحافة وتأثر الكثير من الشابات المراهقات بها، وفي حقبة التسعينات ظهرت حقبة الـ"Supermodels" اللواتي تمتعن بقوام رياضي وصحي، واعتبرت هذه الفترة الأبرز في مجال مهنة عرض الأزياء.

صاحبة بشرة بيضاء
شهدت حقبة التسعينات تحولاً جذرياً في مجال مهنة عرض الأزياء غيرت المفاهيم إلى الأبد، حيث بدأ الطلب على التنوع يزداد، حيث في السابق وإلى جانب النحافة كانت الطلب فقط على النساء صاحبات البشرة البيضاء، لكن هذه الصورة بدأت بالتغير بعد دخول نساء من البشرة الداكنة إلى مجال عرض الأزياء.

الـ"Supermodels"
وبدأت المعايير الجمالية تتجه نحو الجمال الطبيعي والقوام الرياضي والصحي، وبرزت أشهر الأسماء في تلك الفترة مثل (سيندي كراوفورد، ونعومي كامبل، وليندا ايفانجليستا، وكريستي تورلينغتون) وهؤلاء كن الـ"Supermodels" اللواتى سيطرن على منصات العروض، وعلى حملات الموضة، وأغلفة المجلات، وتأثيرهن كان كبيراً جداً ومازال إلى اليوم، واعتبرن أيقونات في الموضة والجمال وظاهرة لا تتكرر.

في نهاية حقبة التسعينات، وبداية العام 2000 استمر مشهد الموضة العالمي بالتغير وبرزت أسماء جديدة من عارضات الأزياء مثل (جيزيل باندنشن، وأدريانا ليما، وكاندس سوانوبول) وقد حافظن بشكل أو بآخر على مفهوم الـ"Supermodels"، حيث تمتعن أيضاً بقوام صحي ورشيق، وأصبحن مثالاً يحتذى به في الجمال، وشاركن في عدد كبير من أبرز العروض بما في ذلك عروض فيكتوريا سيكريتس الأيقونية.

الجسم الممتلئ
وفي السنوات الأخيرة شهدت صناعة الأزياء دفعة من أجل الشمولية وكسر الحواجز وتحدي الأعراف التقليدية، وتم دعم التمازج من جميع المقاسات والأعراق للاحتفال بالفردية وتعزيز إيجابية الجسم، ونالت العديد من عارضات الأزياء ذوات الجسم الممتلئ شهرة كبيرة وشاركن في عروض أزياء كبرى العلامات التجارية مثل "آشلي جراهام".

المحجبات
وكذلك شاهدنا عارضات الأزياء المحجبات على منصات العروض مثل حليمة عدن، التي أحدث ثورة في مهنة عرض الأزياء.

وجدير بالذكر أن انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، تسبب في أن نالت العديد من عارضات الأزياء شهرة واسعة وأصبحن من المشاهير والأعلى أجراً، مثل (جيجي وبيلا حديد، وكيندال جينر، وهايلي بيبر)، والقائمة تطول.

أضف تعليق

تدمير المجتمعات من الداخل

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2