ليالٍ عمانية

ليالٍ عمانيةسعيد عبده

الرأى9-6-2023 | 16:02

ثلاثة أيام عشناها مع احتفالية السفارة العمانية فى القاهرة بعدة مناسبات تحت بند العلاقات المصرية العمانية، تاريخ راسخ وعلاقات واعدة سبقها زيارة لفخامة السلطان هيثم بن سعيد إلى جمهورية مصر العربية ولقاء مع الرئيس السيسي لدعم العلاقات بين البلدين وكذلك التشاور فى عدد من القضايا العربية المشتركة والقضايا على الساحة الدولية، وكانت بداية جولة السلطان هيثم من القاهرة ضمن جولة فى العديد من البلدان لها دلالاتها بعمق وأهمية هذه العلاقات.

وكان لسعادة عبد الله بن ناصر الرحبى، سفير سلطنة عمان بالقاهرة، دوره الفعال كالمعتاد من رجل يعشق مصر وأهلها وحريص على دعم العلاقات وترسيخ أطر التعاون بين البلدين.

وتحت فعاليات الملتقى والذى أقيم بالقاهرة فى متحف الحضارة بالفسطاط وبرعاية د. نيفين الكيلاني، وزير الثقافة المصرية، وضيف الشرف معالى الدكتور عمرو موسى، وزير الخارجية المصرى والأمين العام لجامعة الدول العربية الأسبق، وحضور العديد من القيادات الصحفية ونقيب الصحفيين المصريين ومجلس النقابة وعدد غفير من مثقفى مصر.

كانت كلمة معالى السفير عبد الله الرحبى فى افتتاح الملتقى والتى عبرت عن مدى عمق العلاقات بين البلدين وجذورها الممتدة عبر التاريخ، حيث إن البلدين أصحاب حضارة قديمة منذ عهد الفراعنة وكيف كان يقدم اللبان العمانى قربانًا للآلهة والعديد من العلاقات الأخوية والتجارية بين البلدين وكذلك أثر كل من المدرس والطبيب والمهندس المصرى فى بناء وتعليم جيل من أبناء السلطنة إبان حكم السلطان قابوس بن سعيد، وكذلك وقفة السلطان مع مصر فى حرب 73 وحضور السلطان قابوس للقاء الرئيس الراحل أنور السادات وكانت كلمة معالى السفير شاهدة على العصر والعلاقات المتنامية بين البلدين.

أعقبها كلمة الدكتور عمرو موسى والتى أشاد من خلالها بعمق العلاقات وأيضًا وقفة سلطنة عمان مع مصر والتى لم تتغير ولم تنقطع بل كانت داعمًا فى وقت الأزمات للشقيقة الكبرى مصر، ودور المصريين فى بناء النهضة الحديثة فى عمان من خلال أجيال تعلمت على أيديهم وبصفة خاصة الصحافة العمانية.. وكيف عانى المدرس والطبيب المصرى بل المصرى فى كل مجالات الحياة فى بداية بناء الدولة الحديثة بالسلطنة.

كان لكلمة عمرو موسى أثر طيب لدى الحضور سواء من مصر أو عمان أو الدول العربية، وكيف كانت العلاقات بين البلدين نموذج يحتذى به فى العلاقات بين الأشقاء؟!

بروتوكول تعاون

تم خلال الملتقى توقيع بروتوكول تعاون بين جمعية الصحفيين بالسلطنة ونقابة الصحفيين المصريين للتعاون فى عدة مجالات منها، التدريب والتطوير وغيرها من الزيارات المتبادلة بين البلدين.

عمان فى السماء

تم عرض فيلم تحت هذا العنوان أثناء فعاليات الملتقى والذى يوضح التطور الحديث فى المجتمع العمانى والنهضة فى هذا البلد الشقيق.

وكان قبلها وفى إطار الاحتفالية تم افتتاح معرض الصور الذى أقيم فى بهو المتحف والذى يعطى صورة جميلة عن المجتمع العماني، والحرف التى تمثل تاريخ عمان وقد أعجب ضيوف الحفل بما يحتويه المعرض من صور.

تكريم مستحق

وفى إطار العلاقات المتميزة بين الصحافة المصرية والعمانية وأثرها فى الصحافة العمانية تم تكريم جيل الرواد الذين كان لهم أكبر الأثر فى إرساء قواعد وتعليم أجيال من الشباب العمانى للعمل فى بلاط صاحبة الجلالة.

وكان من بين المكرمين الأستاذ عبد الله حسن وفتحى سند ومجدى العفيفى ومحيى عبد الغفار ومحمد الهوارى والراحل عبد القادر محمد على سكرتير عام التحرير بأخبار اليوم وممتاز القط ومحمد القصبى وعدد كبير من الصحفيين وكان معظمهم من أبناء أخبار اليوم المدرسة الصحفية العريقة، وقدم معالى السفير مع د. هشام عزمى، ممثل وزير الثقافة المصرية، دروع التميز لهؤلاء الصحفيين الذين أسسوا الصحافة العمانية الحديثة.

كانت الفقرات تبدأ الواحدة تلو الأخرى ومنها حلقات النقاش لعدد من الموضوعات التى كان يضيق الوقت عن إتاحة الفرصة للمتحدثين للإدلاء بآرائهم المتميزة.. تحية تقدير وعرفان لسعادة سفير السلطنة بالقاهرة السفير عبد الله الرحبى، وصدره الرحب الذى يتسع للجميع.

دعوة مستجابة

كانت رحلة دعوت الله أن يمن علىّ بها خاصة بعد شوق طويل لزيارة الأماكن المقدسة فى عمرة آمل أن تكون فى ميزان حسناتى، فقد بدأت الرحلة من مطار القاهرة إلى مطار جدة.. ثم إلى مكة المكرمة حيث بدأت مناسك العمرة أنا وزوجتى بعد فترة غياب عن أداء هذه الفريضة.

وكم كان الزحام شديدًا فى هذا الوقت من العام خاصة ونحن على أبواب موسم الحج.. الحقيقة وجدت تغيرًا إلى الأفضل فى الخدمات وتسهيل مهمة ضيوف الرحمن وكانت لى أيام فى مكة اعتمرنا فيها وكانت مختلفة بعد أن دب الشيب فى رأسى وراحت مرحلة الشباب وكنا نستعين بعربات مخصصة لتسهيل مهمة كبار السن وسهلت المهمة، وكان الأهم لى الدعاء لأولادى ووالدى وكل صاحب حق على بالمغفرة والقبول من الله سبحانه وتعالى بعفوه وليس بعملنا.

وذهبنا إلى المدينة من خلال القطار السريع والذى لا يتسع المجال للحديث عن أهميته وانتظامه والراحة التى يشعر بها كل من يستخدمه.

لكن كانت هناك وقفة لى أثناء قراءة القرآن فى المدينة ب المسجد النبوى وأثناء دعوتى لزميل سافر إلى الحج بشوق أن ينعم الله عليه بالمغفرة والرحمة، وفجأة أجد هذا الزميل بجوارى فى المسجد وكانت دهشتى ودهشته فى نفس اللحظة من ندائى عليه، كيف جئت يا جمال إلى هنا وبجوارى وأنا أدعو لك؟! واحتضنته ودعونا معًا.. هى علامات من علامات رأيتها فى هذه الرحلة.

أضف تعليق