قصة «ولا يزال أغسطس مستمرا» للأديبة الفلسطينية إيمان ناطور

قصة «ولا يزال أغسطس مستمرا» للأديبة الفلسطينية إيمان ناطور إيمان ناطور

ثقافة وفنون11-6-2023 | 20:29

لاتزال الأديبة الفلسطينية "إيمان الناطور"، تطل علينا كل حين بقصص جديدة تحكيها لنا في أمسيات القاهرة الجميلة.. قصة "ولا يزال أغسطس مستمراً"، هي إحدى قصص مجموعة رسائل الخريف الضائعة، والتي اختارت الأديبة أن تقرأها من بين مجموعتها عبر حفل توقيع جميل ليلة أمس توجت بحضور مجموعة من الأدباء والكتاب والمثقفين والمبدعين المصريين منهم الأديب و الناقد المصري حمدي عبد الهادي عضو اتحاد كتاب مصر الذي صرح أن الأديبة الفلسطينية "إيمان الناطور" قد استطاعت بقلمها أن تصل إلى العالمية بروايتها هي و كورونا وكان هذا التصريح خلال الحفل وقد شبه الأديب حمدي عبد الهادي الأديبة "إيمان الناطور"، بالأديبة الراحلة "مي زيادة" في عمق إبداعاتها مع اختلاف الأديبة الناطور، بأنها استطاعت أن تتجاوز دائرة الذات الفكرية إلى العقل الجمعي العالمي تواتراً مع الأحداث العالمية والثقافات المستجدة، وعن مجموعة رسائل الخريف الضائعة قال الأستاذ الدكتور محمود بطوش عضو اتحاد كتاب مصر عبر الحفل بأن المجموعة قد عبرت بصدق عن الواقع الفلسطيني ومدى أهمية هذا الواقع بالنسبة للعرب والعالم الإنساني .. وأضاف الدكتور "بطوش"، أن الأديبة الفلسطينية تكتب بطريقة حداثية عصرية تواكب الاحتياج الإنساني القائم على الساحة العالمية والإقليمية، وأوضح أن القضية الفلسطينية وخاصة قضية الأسرى الفلسطينيين هي قضية العرب والإنسانية وفي طرفة لطيفة ذكر الدكتور بطوش أن الأديب حمدي عبد الهادي كان قد حدثه عن الأديبة الفلسطينية "إيمان الناطور"، سابقا وأنه عندما قرأ مجموعتها رسائل الخريف اتصل به هاتفيا و قال له بالحرف الواحد: أنا مندهش.. أنها فعلا كما قلت لي.

وعن الأديبة الناطور التي ظهرت قبل فترة ليست قصيرة على الساحة الثقافية العربية وكانت صاحبة الاسم الأكثر بروزا في بداية أزمة ال كورونا عبر روايتها العربية العالمية المترجمة (هي و كورونا)، التي نالت اهتماما كبيرا وتعرضت للكثير من القراءات، وتمت ترجمتها للإنجليزية، وكتب عنها في عدة صحف عربية وعالمية، كما نالت على أثرها عدة جوائز عربية ودولية منها تكريمها من رواد الأعمال الإنسانية في جامعة الدول العربية، كأفضل شخصية لريادة الأعمال الإنسانية 2020.

وقد تلت الكاتبة نصا من مجموعتها أثناء الحفل، والذي اختارت أن يكون من قصة "ولا يزال أغسطس مستمرا"، وهي القصة التي صرحت بأنها الأقرب إلى قلبها قرأت منها:

(أغمضت عيني ورفرفت فراشاتي إلى سمائه عندما تهاوت أحلامي التائهة على أجنحة الفراشات الملونة، نسمات بعد العصر الباردة تأخذ الرذاذ من موج البحر إلى وسادتي، ثم يجثم الليل على أضلعي بلا هوادة، أغمضت عينيّ وقد يئست من الانتظار ولكن صوت رسالة دق مسامعي، لم أعتد قراءة الرسائل المتأخرة ولكني قررت أن أكسر الروتين هذه الليلة، فوجئت برسالته التي كتب فيها:

"كلما أغمضت عينيّ تستيقظين في داخلي.. وأنا أريد أن أنام". ابتسمت لأغسطس الذي لا يزال مستمرًا رغماً عن شتائي الحزين، وعدني أغسطس أنه لن يرحل وها هو يثبت وفائه بوعده وأنه باقٍ رغماً عن مرور الزمن، ورغماً عن مروري من بين أصابعه كالزئبق في كل مرة ورغماً عن تناثري بين أمواجه في كل اتجاه، ورغما عن إصابتي له باليأس، وهو يحاول أن يجمع أجزائي في كل مرةٍ دون جدوى، لا يزال أغسطس مصمما على البقاء، وما زلت أستيقظ في داخله لأشعل نارًا لا يطفئها الموج ولا رفرفة أجنحة الفراشات، ما زلت أستيقظ في داخله على الرغم من مرور الزمن وتأخر الليل والخطر الذي تحدقه بنا عقارب الساعات.

لا يزال أغسطس يصارع الوقت ليستمر، ولا تزال عاصفتي تهب في داخله كأنها إعصار، يسود الصمت، يخلع قلبي هذا الصمت القاتل، عقارب الساعة تهرب مسرعةً كأن ظلا خفيًا يطاردها، قرص الشمس يسقط معلنًا نهاية هذه الجولة، بقايا النور تلفظ أنفاسها الأخرة على صدر العتمة، عقارب الساعة تتداعى وكأن الظل قد أدركها، وعلى حافة الليل يموت الوقت بين عقربين يتسابقان بقسوة في رسم دائرة الزمن.. تقبل الفراشات مسافرةً مع نسمات الليل تبشرني بانتصار الحب على الجليد، ينبض قلبي من جديد.

أضف تعليق

رسائل الرئيس للمصريين

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2