مع اقتراب دخول شهر ذي الحجة، واستطلاع دار الإفتاء المصرية والمملكة العربية السعودية هلال الشهر الحرام مع غروب شمس اليوم الأحد أسئلة تشغل ذهن الكثيرين خاصة متى يبدأ صيام ذي الحجة وهل يجوز الجمع مع نية القضاء ؟
وفلكياً فإن صيام ذي الحجة يبدأ غداً الاثنين حيث غرة الشهر الكريم وينتهي بغروب شمس الثلاثاء بعد المقبل، مع زوال شمس يوم عرفة ودخول أول أيام عيد الأضحى المبارك.
و صيام ذي الحجة هو صيام يعرف بـ صيام العشر الأوائل من ذي الحجة، وصيام عشر ذي الحجة، وهي مسميات تصح في الليالي الأول من شهر ذي الحجة التي وصفها القرآن الكريم بقوله:"وَلَيَالٍ عَشْرٍ"، وهي ليالي تعدل ليلة القدر من حيث منزلتها.
وفي فضل صيام العشر الأول من شهر ذي الحجة، قالت دار الإفتاء المصرية، عبر موقعها الرسمي، إن لها فضل عظيم، فهي التي قال الله في حقها «وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ»
وأضافت «الإفتاء»: روى ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ» يَعْنِي أَيَّامَ الْعَشْرِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ؟ قَالَ: «وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ» أخرجه أبو داود وابن ماجه وغيرهما.
حثّ النبي صلى الله عليه وسلم على بذل الأعمال الصالحة في الأيام العشر من ذي الحجة؛ فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَا العَمَلُ فِي أَيَّامٍ أَفْضَلَ مِنْهَا فِي هَذِهِ؟» قَالُوا: وَلاَ الجِهَادُ؟ قَالَ: «وَلاَ الجِهَادُ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ بِشَيْءٍ» رواه البخاري.
فالحديث أطلق هذه الأعمال الصالحة ولم يقيدها بعمل صالح معين، فتشمل قراءة القرآن والذكر والتسبيح وصلة الرحم والصيام؛ قال الحافظ ابن حجر: «والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يتأتّى ذلك في غيره».
ويستدل من حديث ابن عباس السابق أيضًا ورود لفظة الأيام، واليوم من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، ومعلوم أن أفضل عمل النهار الصوم، كما أن أفضل عمل الليل القيام، ولذلك سن قيام الليل في العشر الأواخر من رمضان، فيكون صيام العشر الأوائل من ذي الحجة مندوباً قياساً على ذلك.
أجابت دار الإفتاء المصرية على سؤال: هل يجوز للمسلم أن يصوم ما عليه من قضاء من أيام شهر رمضان وفي الوقت نفسه يصوم العشر الأول من شهر ذي الحجة فيأخذ الأجرين؟، عبر موقعها الرسمي، وأوضحت أنه يكون للمسلم الجمع بين صيام القضاء والعشر من ذي الحجة، فله أن ينوي نية صوم النافلة مع الفرض، فيحصل بهاتين النيتين على الأجرين كاملين.
وأشارت إلى أنه يجوز إدراج صوم النافلة تحت صوم الفرض، ولكن لا يجوز العكس، فلا يجوز للمسلم أن يدرج نية الفرض تحت النافلة.