إذا كان التعليم.. هو الطريق الرسمى والمشروع للصعود الطبقى، وتحسين الأوضاع المجتمعية للطامحين من المواطنين.. فالتعليم إيضًا سيظل هو القوة الناعمة المصرية التى تركت أثرًا "وبصمة مازالت تتحدث عن نفسها" لدى الأشقاء العمانيين.
فقد قرأت مؤخرًا مقالًا للأكاديمى العمانى د. رجب العيسوى حول دور المعلمين المصريين فى نهضة التعليم بالسلطنة، حيث يقول: كان العمانيون متعطشين للخروج من ظلام الجهل إلى نور العلم والمعرفة، وقد لعب المصريون دورًا ملحوظًا ومشكورًا فى هذا الانتقال وتلك النهضة، حيث أعطوا بلا حدود، وانجزوا بلا توقف، وتحملوا مشقة كبيرة فى ظل ضعف الإمكانيات؛ ليحققوا رغبة السلطان الراحل عندما أعلن "سنعلم أبناءنا ولو تحت ظل شجرة"!
مناسبة هذا "الوفاء" هو انعقاد الملتقى الإعلامى العمانى – المصرى لمدة ثلاثة أيام بمتحف الحضارة بالقاهرة.
وأصل الحكاية أن جمعية الصحفيين العمانية تبنت فكرة الملتقيات الإعلامية مع نظرائها باعتبارها مشروع وطنى لنقل ما يحدث على أرض السلطنة لكل شعوب ودول العالم.
ونجحوا فى الأعوام الماضية فى تنظيم هذا "الملتقى" فى كل من باريس ولندن وبكين و واشنطن ومؤخرًا بالقاهرة ولمدة ثلاثة أيام عرضوا وقدموا كل ما استطاعوا من خلال فريق متجانس يضم جمعية الصحفيين، وجمعية الكتاب، وسفارة السلطنة بالقاهرة، وبعض الرموز العمانية من الأدباء والفنانين.
بدأوا بمعرض صور ضم 200 صورة لتفاصيل الحياة العمانية وخصائصها، ثم جلسات حوارية عن الفرص المتاحة للتعاون بين البلدين فى كل المجالات.
ثم أمسية ثقافية فنية مشتركة، برز فيها كل من العازفة طاهرة البلوشية والمطرب زياد الرحبى والشاعر د. خالد العلوى من الجانب العمانى، ومن مصر المطرب والملحن أحمد إسماعيل والشاعر أحمد عبادى الصحفى بالأهرام.
وبالطبع شمل الملتقى توقيع مذكرة تعاون بين جمعية الصحفيين العمانية ونقابة الصحفيين المصرية.
كما ألقى الدبلوماسى المصرى المرموق عمرو موسى كلمة الافتتاح فى الملتقى.
وبرز فى الجلسة الحوارية عن العلاقات بين البلدين كل من د. صابر عرب ود. أحمد غنيم ود. محمد سعد الحجرى، ود. عبد المنعم الحسنى والزملاء عاصم رشوان وحسين عبد الغنى.
لقد نجح الأشقاء العمانيون من خلال فريق مشترك يقوده السفير النشط عبد الله بن ناصر الرحبى، الذى حرص مع رئيس الجمعية على تكريم الصحفيين المصريين الذى أسسوا الصحافة العمانية ولايزال البعض منهم يساهم فى تطويرها وتقدمها.
الجدير بالذكر أن السفير عبد الله كاتب صحفى وخريج جامعة الإسكندرية ولذلك يوصف بأنه عمانى الجنسية مصرى الهوى.