أكد وزير الحج والعمرة السعودي الدكتور توفيق الربيعة أن توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، والمتابعة الحثيثة والقيادة المباشرة من الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء، اقتضت اتخاذ كافة الاستعدادات لرفع سقف أعداد الحجاج إلى ما كانت عليه قبل جائحة كورونا (كوفيد 19).
وقال الربيعة - في مؤتمرٍ صحفي عقده اليوم الخميس بالعاصمة الرياض، وفقًا لوكالة الأنباء السعودية "واس" : "سنعود بإذن الله في موسم حج هذا العام إلى الأعداد الطبيعية التي كانت قبل مع إتاحة المنافسة هذه السنة بين شركات مقدمي خدمات الحج، لتحفيزهم على تقديم أفضل خدماتهم لضيوف الرحمن"، مؤكدًا أن المملكة تجاوزت ولله الحمد جميع التحديات التي مرت بها خلال الجائحة وتميزت بتنظيم مواسم حج استثنائية، في ظل تواجد الجائحة وتأثيرها على دول العالم كافة.
ورفع وزير الحج والعمرة، الشكر لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده، على التوجيهات الكريمة التي تقتضي عودة أعداد الحجاج ولله الحمد إلى ما كانت عليه قبل جائحة كورونا، بناءً على نتائج المراجعة الدقيقة للمؤشرات الصحية وتوصيات الجهات الصحية، وجاهزية المملكة لإقامة الحج بأعداد أكبر مما كانت خلال الجائحة.
وأشار إلى أن الوزارة باشرت بالتكامل مع جميع الجهات المعنية من القطاعين الحكومي والخاص، الإعداد لمهامها التنظيمية والتنفيذية في الحج مبكرًا من بداية عام 1444 هـ، لافتًا إلى أن توجيهات خادم الحرمين الشريفين وولي العهد تقتضي بأن تكون "صحة الإنسان أولًا"، إذ تمكنت الوزارة من الإعلان المبكر لموسم حج عام 1444هـ 2023 م قبل قدوم الموسم بعدة أشهر، وأتاحت للحجاج التقديم على الحج خلال كامل الفترة دون حد أعلى للعمر، لإتاحة الفرصة لأكبر عدد ممكن من المسلمين لأداء الفريضة عبر باقات متنوعة تناسب احتياجاتهم.
وأكد الربيعة، استمرار المملكة في جهودها المتواصلة لتسهيل قدوم ضيوف الرحمن لأداء مناسك الحج ضمن منظومة إلكترونية متكاملة بداية من الحجز الإلكتروني واختيار حزم الخدمات المرغوب بها وحتى الحصول على تأشيرة الحج والوصول بيسر وسلام إلى المشاعر المقدسة.
وبين أن الوزارة أطلقت منصة "نسك حج" بـ 7 لغات متنوعة لتكون منصة خاصة بحجاج أوروبا، والأمريكتين ، وأستراليا، والقادمين من أكثر من 58 دولة، لتمكنهم من التقديم المباشر لحج 1444 هـ 2023 م واختيار الحزم المرغوبة من الباقات والخدمات التي توفر تجربة متكاملة لأداء فريضة الحج لحجاج تلك الدول مثل: رحلات الطيران، والسكن، والنقل، وخدمات الإعاشة، وخدمة المرشد المرافق للحجاج، وخدمات الدفع المتعددة، والدعم الفني، إلى جانب بطاقة الحاج الذكية التي تمثل هوية الحاج، حيث تواصل الوزارة جهودها في تطوير التقنيات المتعلقة بها؛ لتسهم بشكل فعال في تنظيم وتسهيل العديد من الخدمات.
ونوّه وزير الحج والعمرة، بتميز المملكة عندما يتعلق الأمر بإدارة الحشود الضخمة، إذ يتم العمل ضمن منظومة محكمة تتكامل فيها البنى التحتية وتقنيات قياس الكثافات البشرية مع برامج التفويج المعدة مسبقا وخطط الجهات الأمنية في إدارة وتنظيم الحشود، لتتكاتف تلك الجهود وتمكن جميع المسلمين من أداء مناسكهم بطمأنينة ويسر، لافتاً إلى أن المملكة تسعى خلال السنوات القادمة إلى أن تكون جميع إجراءات الحج إلكترونية بداية من القدوم وحتى المغادرة سالمين إلى بلدانهم، وأسهمت اليوم بطاقة الحاج الذكية التي تحفظ جميع معلومات الحاج في تسهيل تقديم الخدمات الصحية واللوجستية اللازمة خلال وجود الحاج بالمملكة.
وفي إطار حرص الوزارة على مواكبة التغييرات في حج هذا العام خصوصا مع عودة أعداد الحجاج لما كانت قبل الجائحة، جرى زيادة أعداد القوى البشرية العاملة خلال الموسم، حرصًا على تقديم أفضل الخدمات والتسهيلات لحجاج بيت الله الحرام.
وعن الاستعدادات المتعلقة بالنقل والتفويج، أكد "الربيعة" أن الوزارة عملت قبل بدء الموسم على مجموعة من التجارب الفرضية لنقل الحجاج التي كانت ناجحة وبلغت وسائل النقل المصرحة والمخصصة للحجاج حتى الآن 18.277 حافلة.
وفيما يخص العمرة، أوضح "الربيعة" أن الوزارة بدأت استعداداتها لاستقبال معتمري بيت الله الحرام مباشرة بعد انتهاء موسم الحج، مُعلنًا عن بدء عمرة هذا العام بعد موسم الحج مباشرة واستقبال التأشيرات الخاصة بالعمرة، داعياً الراغبين في أداء العمرة، إلى زيارة منصة “نسك” المتوفرة بـ 9 لغات متنوعة لتسهم في تسهيل إصدار التأشيرات إلكترونيا خلال أقل من 24 ساعة، وتيسير إجراءات زيارة مكة المكرمة والمدينة المنورة، مع إتاحة اختيار خدمات السكن والإقامة والتنقل المناسبة لرغبة الزائر.
وأفاد وزير الحج والعمرة بأن المملكة سهلت قدوم المعتمرين عبر إتاحة مجموعة متنوعة من التأشيرات بلغت 7 تأشيرات مختلفة تسمح بأداء مناسك العمرة، فكان آخرها تأشيرة "الترانزيت"، التي تتيح الدخول إلى المملكة لمدة 4 أيام وأداء العمرة، وتوفير التسهيلات وسبل الراحة للمعتمرين، فكانت أبرز التسهيلات المقدمة: خفض قيمة التأمين الشامل الخاص بتأشيرة العمرة من 235 ريالًا إلى 88 ريالًا بنسبة تخفيض تصل إلى 63%.
وفيما يتعلق بإثراء رحلة معتمري بيت الله الحرام إيمانيًّا وثقافيًّا، أفاد "الربيعة" بأن منظومة العمل قامت بتطوير وتفعيل المواقع التاريخية الإسلامية المرتبطة بالسيرة النبوية، لتكون متاحة ومجهزة وفق أعلى المعايير لاستقبال زوار المملكة من مختلف أنحاء العالم. كما بدأ العمل على تجهيز أكثر من20 معرضا وأكثر من 100 موقع تاريخي إسلامي.
وأشار إلى الزيارات الدولية التي عمدت إليها الوزارة بالتعاون مع شركائها في المنظومة من القطاعين الحكومي والخاص، بهدف تسهيل إجراءات قدوم المعتمرين إلى مكة المكرمة، مبينا أن هذه الزيارات أسهمت في توضيح الإجراءات المتعلقة بالحج والعمرة لكل دولة مع الخروج بنتائج واتفاقيات متعددة تُسهم في تحسين تجربة ضيوف الرحمن وترفع من مستويات الرضا لدى ضيوف الرحمن.
وفي هذا الصدد، قال الربيعة: "إحدى القرارات التي تم الإعلان عنها خلال الزيارات السابقة، تمديد تأشيرة العمرة من 30 إلى 90 يومًا، وإمكانية الدخول إلى المملكة بتأشيرات متنوعة لأداء العمرة، وأخيرا استحداث منصة "نسك" لتسهيل إجراءات القدوم إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة، كما حرصنا خلال الزيارات الدولية على رفع مستوى التوعية لدى ضيوف الرحمن عبر مشاركة الدول المستهدفة مجموعة من المواد التوعوية الاستثنائية، كدليل العمرة الشامل الذي يعرّف المعتمر بأبرز المحطات التي يمر من خلالها حتى يكون مستعدًّا لخوض تجربته الإيمانية بكل يسر وأمان.