المعجزة والمعضلة !

الرأى23-6-2023 | 15:56

كثيرًا ما يدهشنا المجتمع المصرى بحيويته وذكاء شعبه، واهتمامه بالمصلحة العليا للبلاد وأمنها القومى..

فإذا حدث تراجع فى دور بعض مؤسساته لأسباب مختلفة، نجد المجتمع يسارع بإيجاد البديل المناسب والعملى.. وهنا أقصد "الحوار العام" فى الإعلام، حيث ظهرت مؤخرًا العديد من الصالونات الثقافية والجروبات الحوارية فى المنتديات الثقافية أو النوادى، وأحيانًا على الواتس آب!

ومؤخرًا دُعيت وزميلى مصباح قطب لإحدى جلسات "الصالون الثقافى" للدكتور أحمد جمال موسى، وزير التعليم الأسبق، وهو رجل علم وثقافة ومؤخرًا انضم لكُتّاب الروايات.

وكانت الدعوة فى منزله بالقاهرة الجديدة.. حيث هالنا حجم ومستوى الحضور، رؤساء وزراء، ووزراء ورؤساء جامعات، وسفراء، ومستشارون، وقيادات سابقة فى الجيش والشرطة، والمهنيون (أطباء ومحامون وإعلاميون.. إلخ) ولم يبق للصالون سوى أن يضم الف لاحين والعمال!!

وكان موضوع اللقاء "ما يحدث فى السودان وتأثيره على الأمن القومى"، وكان المتحدثون وزير الخارجية الأسبق السفير نبيل فهمى، والمفكر د.مصطفى الفقى، والباحثة المتخصصة د. أمانى الطويل، وكانت النتيجة "وجبة دسمة" من التحليل والمعلومات والتوقعات المستقبلية.

ومؤخرًا تلقى "الصالون" دعوة من نقابة التجاريين لعقد لقائه الشهرى، تحت عنوان "المعجزة والمعضلة" لمناقشة ما جاء بكتاب وزير التخطيط الأسبق د. عثمان محمد عثمان "تفكيك معضلة التنمية فى مصر.. من يصنع النمو وكيف؟"، حيث يقارن بين المعجزة الصينية والمعضلة المصرية، ولماذا نجح الصينيون وفشلنا نحن؟!قياسًاعلى معدل الدخل 3.700 دولار للمصرى، و12 ألفًا للصينى، ومعدل الاستثمار 40% هناك، و20% عندنا، وتحديد الإنجاب فى الصين بطفل واحد، وعندنا اختلال بين السكان والموارد، والفرق الشاسع بين إنتاج الأفراد فى كلا البلدين، ونجاح الصين فى انتشال أكثر من 700 مليون مواطن من تحت خط الفقر.

ودارت المناقشات حول الأسباب والملابسات والظروف؛ وشارك فيها د. عصام شرف والوزراء مختار خطاب وأبو بكر الجندى وأشرف العربى وآخرون، وقيل إن الصين اعتمدت على نموذج تنموى واضح ومحدد، واتبعت قاعدة "حرية المناقشات وديكتاتورية التنفيذ"، فالحزب الشيوعى يضم 9 منابر تعبر عن الاتجاهات المختلفة لكن عند الانتهاء لتوجه محدد فعلى الكل الالتزام به مع جدية التنفيذ الحازم، مع كفاءة استخدام الموارد وتنوع الاستثمارات.

وانتهى اللقاء بضرورة العمل على تنافسية الاقتصاد المصرى وزيادة معدلات النمو وتعميق الصناعة، ثم تناولنا "السحور" الذى أكرمنا به ثلاثى النقابة المحترمين الدكاترة حافظ الغندور وحاتم قابيل وشريف قاسم.

أضف تعليق