مصر بمدنها ومياهها المعدنية والكبريتية، وجوها الجاف الخالى من الرطوبة، وما تحتويه تربتها من رمال وطمى، صالح لعلاج الأمراض العديدة، وتـميز شواطئها ومياه بحارها، كل هذا وضع مصر فى المرتبة الـ 14 دوليا، مع تميزها بوجود الواحات وأسوان وجراحات التجميل كأشهر المقاصد، وهو ما أكده تقرير المجلس الوطني الألماني للسياحة، حول انتعاشة حركة السياحة العلاجية حول العالم، وتحقيقها أرباحا فاقت 82 مليار دولار عالميا.
وحول مكانة مصر في سوق السياحة العلاجية والاستشفائية، ومدى جاهزية مصرلاستقبال لهذا النوع من السائحين، يقول محمود القيسوني، المستشار الصحي لوزير السياحة سابقا، إن عندما يتعلق الأمر بالسياحة العلاجية، فإن مصر هي واحدة من أغنى دول العالم في هذا المجال، فهي واحة للعلاج الطبيعي، الذي يساهم بشكل كبير في سوق السياحة الصحية، وتتمتع بالعديد من مقومات العلاج الطبيعي، الذي يعتمد على الموارد الطبيعية، مثل المناخ المناسب وينابيع المياه المعدنية، وحمامات المياه الكبريتية والطين والرمال الساخنة، وتحتل مصر المرتبة 14 من بين 46 وجهة عالمية في صناعة السياحة العلاجية.
وحول أشهر أماكن السياحة العلاجية الطبيعية والاستشفائية في مصر قال القيسوني، إن الواحات البحرية، وهي مجموعة من الواحات الواقعة في الصحراء الغربية، تبلغ مساحتها حوالي 2000كيلومتر مربع، وتحيط بها الجبال والعديد من الينابيع المائية، كما تضم "جبل الدكرور"، وهي البقعة الأكثر شعبية هناك للشفاء لاحتوائها على حوالي 400 متر من الكبريت والمياه معدنية، وتعالج أمراض الروماتيزم وأمراض الجلد والتهاب المعدة.
مشيرا إلى أن واحة الخارجة: تقع في الصحراء الغربية بالقرب من جنوب أسيوط، وتحتوي على آبار عميقة مثل آبار بولاق وآبار ناصر مع الكثير من الفوائد العلاجية، وبحسب التحاليل المخبرية فقد ثبت أن هذه الآبار تحتوي على مياه معدنية، تفيد في علاج حصوات الكلى والأمراض الجلدية و أمراض الروماتيزم واضطرابات الجهاز الهضمي وغيرها. كما تعد أسوان عاصمة إفريقيا سياحيا وواحة السياحة والحضارة العالمية، وتوفر أماكن مناسبة لعلاج مرضى الكلى والجهاز التنفسي وأمراض الروماتيزم، حيث تضم مركزين للمعالجة بالرمل والمياه، يستخدمان لعلاج الروماتويد باستخدام الملح من مياه البحر والأشعة فوق البنفسجية، بجانب استخدام الرمال السوداء الطبيعية. وتعد واحة سيوة هي أكثر بقعة معالجة طبيعية لإحتوائها علي230 ينبوع مياه عذبة طبيعية، و 1000بئر.
وفي عام 2017، أطلقت وزارة الصحة المصرية حملة لعلاج مرضى التهاب الكبد فيرس سي، كما أعلنت مصر في عام 2019 أنها ستوفر اختبار التهاب الكبد وعلاجه لمليون شخص في 14 دوله فى إفريقيا بالإشتراك مع منظمة الصحه العالمية، مشيرا أن مصر لديها ما يزيد على 1300 موقع للسياحة العلاجية فقط، تعتمد على الموارد الطبيعية والبيئية إلى جانب الكفاءات.
فيما أكد اللواء خالد فودة، محافظ جنوب سيناء، على دعم الدولة لمنتج السياحة الصحية والاستشفائية، ورعايتها للجهود المبذولة من أجل وضع اسم مصر على خريطة السياحة العلاجية العالمية، مشيرا إلى أن شرم الشيخ محافظة تتمتع بالعديد من المقومات الطبيعية التي تؤهلها لقيادة مشروع السياحة الصحية والاستشفائية. وأعلن اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء، أنه يتم الإعداد للمؤتمر الدولي المصري الثاني للسياحة العلاجية، ومناقشة توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، الخاصة بهذا الشأن، لوضعها على قائمة التنفيذ.
وسيكون المؤتمر التنفيذي الثالث يوم السبت الموافق 15 يوليو المقبل، ثم المؤتمر الصحفي الرئيسي يوم السبت الموافق 26 أغسطس المقبل.
وأوضح المحافظ، أنه سيجري عقد المؤتمر الثاني للسياحة العلاجية بمدينة شرم الشيخ، تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى، بعنوان "تطبيقات السياحة الصحية المصرية"، بالرئاسة الشرفية لمحافظ جنوب سيناء، ورئيس المؤتمر مستشار رئيس الجمهورية للصحة والوقاية، خلال الفترة من 28 حتى 29 سبتمبر المقبل . حيت توقع أرباح تتجاوز 2 مليار 300 مليون دولار لهذا النمط.
أرخص الوجهات السياحية
فيما يقول الدكتور عمرو صدقي، رئيس لجنة السياحة السابق، أن مصر تمتلك جميع مكونات السياحة العلاجية، ولهذا السبب يسافر الكثير من الناس لتلقي العلاج الطبي كل عام في الواحات وجنوب الصعيد. وترجع أهم أسباب ترجيح مصر كمقصد لتلقي العلاج والسياحة، إلى كونها الأقل تكلفة، فأحد الأشياء الأساسية التي يأخذها كل سائح طبي في الاعتبار قبل السفر إلى أي بلد هو تكلفة العلاج، ويعد السبب الرئيسي وراء سفر الناس إلى مصر هو أنها من بين أرخص الوجهات للسياحة العلاجية، مقارنة بالمملكة المتحدة، وأوروبا، وأمريكا الشمالية.
وهو ما أكدته التقارير الدولية المنشورة حول ملف السياحة العلاجية، فإن مصر تحظى بشعبية منذ العصور القديمة؛ بسبب تربتها التي تحتوي على العديد من المواد لعلاج العلاج بنوابض الكبريت، العلاج بالرمل الأسود، وغيرهما، وهي خيارات علاجية بديلة شائعة.وعلى نطاق واسع تخفف من التوتر وتقلل من الأوجاع والآلام.
وتسمح الحكومة المصرية لشركات السياحة العلاجية بتقديم خطط تأمين صحي تظل سارية طوال مدة الإقامة، ويتم ذلك لجذب السياح المحتملين للاستعانة بمرافق وخدمات الرعاية الصحية المناسبة، بأسعار متوسطة غير مبالغ فيها، حيث تبلغ تكلفة جراحة القلب المفتوح 123 ألف دولار، في الولايات المتحدة، بينما تبلغ تكلفتها في مصر حوالي 6 آلاف دولار غير شاملة الإقامة والطيران وفترة الاستشفاء بأحد المنتجعات .
وتبلغ تكلفة استبدال مفصل الورك في الولايات المتحدة 40 ألف دولار أمريكي، وفي مصر 9 آلاف دولار، كما تبلغ تكلفة جراحة استبدال صمام القلب في مصر 9 آلاف دولار فقط، مقابل 170 ألف دولار في الولايات المتحدة، وهكذا تطرح الشركات برامجها للسياحة العلاجية ليظهر أمام السائح الدولي أن هناك فرقا كبيرا في تكاليف العمليات الجراحية الكبرى بين مصر والمقاصد الأخرى، وهذا هو أحد الأسباب التي تجعل الناس يفضلون مصر للعلاج الطبي، وفيما يخص جودة الرعاية الصحية، فمن بين 22 دولة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تحتل مصر مرتبة متقدمة فيما يتعلق بجودة الرعاية الصحية، بسبب معاييرها العلاجية الاستثنائية، كما لدينا 11 مستشفى معتمدة من مجلس الصحة العالمي، وتقدم علاجا عالي الجودة على مدار الساعة.
ومن بين أهم مميزات مصر هو العلاج البديل، حيث طورت مصر أيضًا مجموعة واسعة من العلاجات البديلة للسياح المرضى، ويمكنهم العثور على العديد من المنتجعات ومراكز الشفاء والمنتجعات الصحية، التي توفر العلاج، ذلك بخلاف كون مصر وجهة سياحية مفضلة لملايين السائحين حول العالم.
كما برزت جراحة التجميل كأحد أهم نقاط الجذب للسائحين الدوليين، حيث يمكن الجمع بين الرحلة السياحية والجراحة التجميلية في مصر بسعر ليس له مثيل، مقارنة بالجراحة فقط في المملكة المتحدة، وهناك العديد من العيادات في الدولة، التي تقدم حزمًا للعلاج والرعاية اللاحقة وترتيبات السفر بأسعار في متناول الجميع، حيث ستكلف عملية تجميل الأنف 2000 يورو، وتغيير حجم الثدي 1500 يورو، وشد الوجه 2500يورو، وذلك لدى أكبر وأشهر جراحي التجميل المصريينوكذلك زراعة الأسنان ، التي تعتبر أرخص البلدان من حيث التكلفة.
وطالب الدكتور عمرو صدقي، بضرورة الموافقة على قانون السياحة العلاجية فى البرلمان، ومن المقرر إنشاء الهيئة العليا للسياحة الصحية التابعة لرئاسة الجمهورية مباشرة، وهى التي ستتولى تنظيم العلاقة بين الصحة والسياحة والجهات ذات الصلة بنشاط السياحة الصحية التي تندرج تحتها كافة أشكال العلاج والاستشفاء.