رفع مجزر البساتين بالقاهرة حالة الطوارئ، استعدادًا لاستقبال عيد الأضحي المبارك، حيث يقوم العاملون بالمجزر بتجهيز وتطهير العنابر الخاصة بالذبح للقضاء على أي ميكروبات، قد تصيب صحة الإنسان من اللحوم .. تجولت عدسة «أكتوبر وبوابة دار المعارف» داخل المجزر وشاهدنا بوابة الكورنتين التى تستقبل العجول وتحتوي علي ٦ خطوط آلية و٤ صالات وقسم مخصص لاستقبال الحيوانات الحية، ثم المعمل المركزي ومعمل تجهيز المادة الملونة، التي يتم استخدامها في ختم المذبوحات وتكون غالبا؛ إما باللون الأحمر أو البنفسجي، وهو المعمل الوحيد الموجود على مستوى الجمهورية، ويقوم بتوزيع اللون على جميع المحافظات.
تستخدم الخطوط الموجودة بالمجزر لذبح اللحوم البتلو والعجالي، بالإضافة إلى وجود محرقة للحيوانات النافقة واللحوم الفاسدة، ولا يمكن بيع اللحوم فى مصر إلا بعد ختمها داخل المجزر. ولذلك رصدت عدسة «أكتوبر وبوابة دار المعارف» أعمال التطهير والتعقيم ضمن الإجراءات الاحترازية للوقاية من أي أمراض قد تصيب صحة الإنسان من اللحوم، حيث تم إجراء أعمال التطهير داخل عنابر المجزر تحت إشراف مسئولي المجزر، حيث يتم رش جميع العنابر بالمياه والمطهرات والكلور، والتأكد من أنها خالية تماما من أي فيروسات أو أمراض وأيضا يتم إجراء عملية تطهير شامل فى جميع صالات المجزر يوم الأثنين من كل أسبوع، فضلا عن تنفيذ تطهير يومي للعنابر العشرة الموجودة فى المجزر بعد انتهاء الأعمال وأيضا يتم رش المباني الإدارية والشوارع المحيطة بالمجزر ضمن الإجراءات الوقائية لمواجهة أي أمراض قد تصيب الحيوان قبل وبعد عملية الذبح بهدف المحافظة على صحة الإنسان وتقديم أفضل خدمة له.
ويزداد الإقبال على المجزر قبل وخلال عيد الأضحى المبارك، وذلك بعد قرار محافظة القاهرة بمنع الذبح فى الشوارع للحفاظ علي البيئة وأيضا للتأكد من سلامة وصحة الحيوان والكشف عليه قبل الذبح.
وشاهدنا أن المجزر يعمل على مدار ٢٤ ساعة يقوم خلالها الأطباء بالكشف على الحيوانات قبل الذبح، سواء للمجزر أو للمواطنين للاطمئنان على سلامة الحيوان. ويقوم الختامون بوضع ختم أحمر اللون من ألوان الطعام الصالحة للأكل تحتوي على علامة المجزر (الختم الدائري للحيوان صغير السن، والختم المربع للحيوان كبير السن) وذلك لضمان أن الحيوان تم الكشف عليه، وأنه سليم وصحيح ١٠٠% ويتميز المجزر بأنه أحد أكبر المجازر الآلية، والذي يحتوي على صالات كبيرة كل صالة مخصصة لذبح كل نوع علي حدة، سواء الضاني و البتلو والعجالي والبقري والجاموسى.
وكشف الدكتور مصطفي رمضان، مدير عام المجزر عن تفاصيل الاستعداد لاستقبال أضاحى عيد الأضحى المبارك إلى أنه تم اتخاذ مجموعة من الإجراءات للقضاء علي أي ميكروبات قد تصيب اللحوم، وتؤثر على صحة الإنسان منها تم إجراء عملية مراجعة البنية التحتية للمجزر من تنظيف الخزانات وتسليكها وتطهير مجرى الصرف الصحي من أي شوائب وأيضا تم تنظيف وتطهير ٢ خزان سعة كل واحد منهما ١٠٠ متر مكعب يتم دفعها لعملية دخول الذبح ويوجد ١١ عنبرا لذبح جميع أنواع الحيوانات، سواء كانت (أبقارـ ضاني- جاموسي- جمال)، بعد إجراء عملية نظافة دورية، ولا يتم الذبح إلا بعد كشفين على الذبيحة قبل وبعد الذبح للتأكد من سلامة الحيوان.
وأضاف مصطفى أن يوم الإثنين من كل أسبوع هو يوم عمل صيانة دورية ونظافة لكل العنابر بمعني صيانة عامة للمجزر. مؤكدًا أنه تم تزويد العنابر بالإضاءة الخارجية والداخلية، نظرا لتأخير الذبح حتى صلاة الفجر. وقال تم رفع الراحات والإجازات لجميع العاملين بالمجزر؛ بسبب رفع حالة الطوارئ ل عيد الأضحى المبارك كما يتم الاستعانة ببعض الأطباء من الإدارات الأخرى لسد العجز حتى لا تؤثر على حركة المجزر أو وقت المواطنين، ولا يتم انتداب أي طبيب بيطري من خارج المجزر إلا بمواصفات معينة.
وأكد أنهم ملتزمون بالشروط الصحية من خلال تطبيق قرار ٥١٧ لسنة ٨٦ وفق آخر تعديل القرار ٧٢ لسنة ٢٠١٧ وبالتالى لا يجوز ذبح العجول والجاموس، إلا بعد بلوغ سن سنتين أو استبدال زوج القواطع الأمامية الموجودة فى الفك السفلي. وأضاف قبل الذبح شرط أن يتم راحة الحيوان قبلها بـ ١٢ ساعة، ويتم دخوله إلى العنبر المخصص له ويتم الذبح طبقا للشريعة الإسلامية.
وأكد أن المجزر شهد تنظيف كل العنابر والتخلص من المخلفات واستمرار العمل علي قدم وساق.
مضيفًا أن المجزر يقوم بالذبح مجاني بدون أي رسوم خلال أيام العيد؛ بهدف المحافظة على مظهر الشوارع وتجنب التلوث والمحافظة على البيئة. وأضاف لدينا طبيب يحدد صلاحية اللحم وفى الأيام العادية يقف دورنا على الكشف بعد الذبح، ولكن فى أيام عيد الأضحى نقوم بعملية التشفيه وفصل العظام عن اللحوم وتعبئتها بأكياس.
فيما أشار الدكتور صبري زينهم، مدير مديرية الطب البيطري إلى أنه تم تفعيل غرفة العمليات والطوارئ بمديرية الطب البيطري والإدارات البيطرية، بالتنسيق مع غرفة عمليات المحافظة لتلقي أي شكاوى من المواطنين لحل أي مشكلة. وقال إن الطاقة الاستيعابية للمجزر الآلي بالبساتين كبيرة تمكن من ذبح جميع أنواع الحيوانات نظرا لوجود ٦ خطوط، بالإضافة إلى 4 صالات لاستيعاب الأضاحي، مشيرا لوجود أختام بالمجزر تحوي أرقاما سرية غير قابلة للتزوير، إضافة إلى أن الصيانة تبدأ فى المجزر من ٢٠ مايو حتي آخر يوم عمل رابع يوم العيد.
وأشار إلى أن مساحة مجزر البساتين ٢٨ فدانا من بينها ٧ أفدنة حدائق وجناين بجانب وحدة المعالجة التي تم افتتاحها بمجزر البساتين، يتم استخراج أسمدة منها، بالإضافة إلى مياه ري عضوية.
وقال: يوجد ٤٦٠ مجزرا على مستوى الجمهورية، ولكن أكبرها مجزر البساتين، الذي يوجد به أكبر فريق طب بيطري لفحص اللحوم، نظرا للكثافة المترددة عليه يوميا، وفى حالة اكتشاف أمراض بعد الذبح يتم إحراقها فورا وتعويض صاحبها من خلال صندوق التأمين على الحيوانات، مشيرا إلى أن الأمراض التي تصيب الحيوان الدرن والصفرا والوباء الكبدي والتشحم الغذائي والدودة الكبدية، وغيرها من الأمراض، يتم إعدامها من خلال عنبر المحروقات الموجودة بالمجزر، والتي يتم حرق جميع اللحوم الفاسدة على مستوى الجمهورية بها. مؤگدا أن الختم الدائري يتم وضعه على لحوم الأعمار الصغيرة أما الختم المربع يتم وضعه على الأعمار الكبيرة، وأيضا معظم الجمعيات الخيرية تقوم بذبح الأضحية فى مجزر البساتين.