أكد الدكتور شوقى علام - مفتى الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء فى العالم: أن الإسلام لا يعترف أبدًا بالدولة الدينية التى تعنى الحكم بناءً على تفويض إلهى والتسلط على الناس باسم الدين، بل إن الإسلام عرف الدولة المدنية الحديثة الحاضنة للجميع.
وأشار فضيلته أن النبى صلى الله عليه وسلم عمل على تأسيس مقومات الدولة وبناء كيانها وهيكلها الأساسى عقب إعلانه لوثيقة المدينة لِما للدولة من أهمية فى النهوض الحضاري، وتحقيق مصالح الفرد والمجتمع، وفى ذلك دلالة واضحة على أهمية بناء الدولة على أسس متينة من السمو الروحى والرقى الأخلاقى والتطور الحضاري.
وأضاف فضيلته أنَّ الإسلام يحبِّذ الدولة المدنية الحديثة القائمة على العدل والمساواة، كما أنَّ الإسلام لم يسعَ يومًا لترسيخ المفاهيم والنظم التى تبيح التسلط على رقاب الناس، فلم يُعرف فى تشريعاته ولا فى حضارته عبر تاريخه العظيم شيء من هذه المفاهيم أو تلك النظم؛ ولا يوجد فى الحضارة الإسلامية ما يسمى بالدولة الدينية أو الثيوقراطية كما عرفها الغرب، ف الإسلام يؤمن بقضية الاختصاص ووضع حدود للسلطات، ودساتير وقوانين للمحاسبة وَفق المؤسسية التى هى عنوان الدولة المدنية الحديثة؛ فاحترام ولى الأمر هو احترام لكلِّ السلطات والمؤسسات الرسمية.
وأكد مفتى الجمهورية أن الذى يريد الإقصاء ونشر فكر التبديع والتكفير ويستغل الدين لصالح مصالحه الحزبية والشخصية لم ينجح على مر التاريخ، بداية من الخوارج وحتى الإخوان وأمثالهم، لافتًا النظر إلى أن ثورة يونيو لم تكن فقط ثورة على نظام حكم أراد أن يفرق هذه الأمة ويستغلها من أجل مصالحه الشخصية والحزبية، وإنما كانت ثورة من الشعب المصرى الذكى لتصحيح المسار واستعادة الخطاب الدينى المختطف.
وأشار فضيلته إلى أن قضية التنوع هى قضية حتمية فى الوجود؛ ولذلك ف الإسلام لما جاء تعامل مع هذا الواقع الذى فيه المسلم وغير المسلم والثقافات المتعددة. كما أن مجتمع المدينة المنورة كان فيه التعددية، ومع ذلك لم يكن النبى صلى الله عليه وآله وسلم فى خطابه يومًا مُقصيًا غير المسلمين، بل وضع وثيقة المدينة التى احتوت الجميع واعترفت بأنهم جميعًا أبناء هذا الوطن، ف الإسلام لا يعرف قضية التفريق.
وختم فضيلة مفتى الجمهورية قائلًا: "لا بد من تحية الجيش المصرى لوقفته الشجاعة فى صف الشعب والوطن لحماية الإرادة الشعبية، فإن الشعب على الحق والجيش على الحق، وسيذكر التاريخ شجاعة فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى وعمله الصالح لصالح الوطن بإخلاص شديد".