عاطف عبد الغنى يكتب: اللاعب الـ13 الذى تخلف عن السفر مع المنتخب إلى روسيا !

عاطف عبد الغنى يكتب: اللاعب الـ13 الذى تخلف عن السفر مع المنتخب إلى روسيا !عاطف عبد الغنى يكتب: اللاعب الـ13 الذى تخلف عن السفر مع المنتخب إلى روسيا !

الرأى21-6-2018 | 21:15

وكأننا كنا ننتظر أن نهزم  أوراجواى  ونهزم روسيا أو نتعادل معها، وبعد ذلك "ربنا يحلها" لما نوصل للسعودية ونلاعبها.

.. كان هذا طموح أكثر المصريين فى المشاركة الحالية للفريق القومى فى كأس العالم.

.. أما كاتب هذه السطور فكان واقعيًا جدا، وسقف طموحه لا يزيد عن النتائج التالية :

التعادل مع أوراجواى، والهزيمة أمام صاحب الأرض والجمهور روسيا، ومحاولة الفوز على السعودية للمنافسة على المركز الثانى فى المجموعة.

وكنت أرى أن هذه النتائج متفائلة، لكنها تقترب مع إمكانيات الخصوم، وكذا أمكانيات الجيل الحالى من اللاعبين، ومدربهم الذى غطت نتائجه فى بطولة الأمم الأفريقية الأخيرة (التى نلنا فيها لقب الوصيف)،على المستوى المتواضع له، وغطت على فقر فكره الفنى وقلة إبداعه، لكننا تغافلنا عن هذا، وراهنَّا على الجنرال حظ، وتصورنا أنه سوف يسافر مع الفريق إلى روسيا ليصبح اللاعب الـ 13 (لى اعتبار أن الجمهور هو اللاعب الـ12)، لكن للأسف تخلف الجنرال حظ عن السفر، ولم يعوض غيابه زحف الجمهور المصرى الوفى الذى تحمّل الكثير، وساند بأكثر مما يستطيع، ووقف خلف فريقه الوطنى حتى النهاية.

وبقدر محبة المصريين للعبة، والشحن الزائد، الذى ولّد طموحات مبالغًا فيها، انعكست النتائج بالسلب، وسقطت فوق رؤوس الجميع كالبلوى، وفجأة تذكرنا جميعاً أننا محللون ليس فقط فى كرة القدم ولكن فى المنظومة الكلية المرتبطة بها، إدارة اللعبة، والاقتصاد، والإعلام، والجمهور المتعلق بالكرة.

..وبدأ معزوفة جلد الذات الجماعية، يتخللها العزف الفردى حين يلقى الواحد منا باللائمة على أخيه، أو من يرد ذكره على قريحته فى محاولة لتبرئة ذاته، وفجأة أيضاً اكتشفنا أننا نعوم فى بحر الفساد، أو أننا غرقنا فيه بالفعل، وأنه لابد أن نحارب طواحين الهواء، حتى نغادر أعماقه السحيقة، لعلنا نطفو مرة أخرى إلى سطح الماء.

..والحقيقة أن الذى أثار شجونى، ودفعنى للكتابة فى هذا الموضوع، رسالة وصلتنى من صديق على " الواتس آب " أتصور أنها منقولة عن مصدر ثالث.

والرسالة تقدم " أيسلندا " كمثال للمقارنة والقياس (بمصر طبعا)، وأن كانت لا تذكر هذا بشكل مباشر، وتترك فهمه للقارىء.  أيسلندا - كما تقول الرسالة - الجزيرة الصغيرة التى تقع على المحيط الأطلنطى ولا تزيد مساحتها على نصف مساحة سيناء، ولا يزيد عدد سكانها عن سكان حى شبرا أو الهرم، ترتيبها يزيد كثيرا عنا، هى الـ (14) فى تصنيف الدول المتقدمة على مستوى العالم، والرابعة فى إنتاجية الفرد - أيضا - على مستوى العالم، وهذا بسبب جودة التعليم والصحة والعدالة والحرية والاستقرار إلخ إلخ.

وخذ القادم :

أيسلندا هذه الدولة الصغيرة استطاعت دخول كأس العالم وتنافس فيه بقوة، هذا ما تقوله الرسالة، وتضيف: والغريب أنها تنافس فى المسابقة العالمية بلاعبين غير محترفين، خمسة منهم أطباء، ومخرج سينمائى، وعازف موسيقى، ومحامٍ، وسمسار عقارات، وكأنهم يوصلون رسالة للعالم، وخصوصاً الدول الفقيرة، أن كرة القدم مجرد لعبة، وأنها لا تستحق التفرغ لها، وإنفاق الأموال الطائلة من أجلها، وصرف ثلاثة ملايين ونصف شهريا لمدرب معوق وطاعن فى السن وفاشل (حسب الرسالة) ومرتبات خرافية لرجال أعمال تركوا أعمالهم وتفرغوا للعب الكرة وأصبحوا فى صدارة المجتمع وقدوة للشباب والأطفال، الذين اقتنعوا أن اللعب أجدى لهم من الاجتهاد والعمل"، (بالطبع المقصود نحن).

حسنا هذا الجزء من الرسالة هو الذى يراد تمريره، ودسّه من كاتبها "اللئيم" الذى يردف بعد ذلك إلى القول :

"ما أريد أن أقوله إن الوصول لمسابقة كأس العالم أمر لا يستحق كل هذا الفخر، وأن الخروج منها لا يستحق كل هذا الحزن"

وينتهى كاتب الرسالة فيقول: "ما يستحق الفخر فعلاً هو مستوى تعليمك وصحتك ورفاهية المواطن ودرجة العدالة القانونية والمساواة والفرص، ووزنك بين الأمم".

والرسالة مجهول المصدر مكتوبة بحرفية إلى درجة استقطاب عددًا من المثقفين لتبنيها، ومنهم صديقى الكاتب الصحفى، الذى أرسله الى عبر "الواتس".

أما فحوى الرسالة، فهو مجرد عينة (سقطت فى طريقى) من اللعبة الذى يمارسها البعض، ويستهدف بها أعصاب المصريين والطرق على "بيبان" أدمغتهم، لعلها تستجيب.

ولو أردنا المحاسبة، فكلنا مدانون، حتى صاحب الرسالة المجهول الذى أرد عليه مقتبسا بعض الكلمات التى وردت فى إعلان ظريف للغاية، تمت إذاعته مئات المرات خلال الأسابيع الماضية وتقول جملة من كلماته المغناة بشكل ظريف:

"كلنا فى الكورة مدربين ..طب مين هيشجع البلد ؟!.. ومدد مدد ."

أضف تعليق

وكلاء الخراب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2