يهتم صعيد مصر اهتماما خاصا، برسومات الحج والتي تعتبر بمثابة فن فطري في مصر، وتجسد هذه النقوش والرسومات مراسم أداء فريضة الحج ، وتجسد فى نفس الوقت عشق خاص للشعب المصرى.
ويحرص أهل الصعيد عامة و قنا خاصة، على الاحتفال بعودة حجاج بيت الله الحرام، بعد أداء فريضة الحج، باعتبارها مناسبة و فريضة دينية كبرى، وذلك بالتزامن مع سفر وعودة حجاج بيت الله الحرام، ويتمثل ذلك من خلال تزيين جدران منزل الشخص المسافر لأداء فريضة الحج برسومات المناسك، و احتفالاً بقدوم الحجاج.
وتعد رسومات الحج، فن تشكيلي يزين جدران المنازل، ويكون شاهدا على زيارة صاحب المنزل لأداء العمرة أو فريضة الحج، خاصة في منازل قرى الصعيد، ومع اقتراب الانتهاء الحجاج من مناسك الحج يستعد أهل الحاج أو الحاجة، بالاتفاق مع رسام لتزيين المنزل، قبل عودة الحاج أو الحاجة من الحج بأيام، واستقباله بالمزمار والزغاريد.
وتعبر الكلمات المكتوبة على جدران منزل الحاج، عن ذهاب صاحب المنزل لأداء فريضة الحج، بالإضافة إلى الأدعية، و الآيات القرآنية منها "ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلًا"، و"حج مبرور وذنب مغفور، ومن زار قبري وجبت له شفاعتي".
ويحتفل أهالي قنا، بالحاج الذى يسافر إلى الحج، خلال أيام سفره وأثناء عودته عقب أداء مناسك الحج، وخلال هذه الفترة يتم تزيين جدران منزله بالرسومات والتى تعتبر إشارة إلى أن صاحب هذا المنزل هو من حجاج بيت الله الحرام هذا العام، وهى عادة اشتهر بها أهل الصعيد قبل فترة طويلة.
وتمثل الرسومات رحلة الحاج، بداية من ركوبه الطائرة أو السفينة، والطواف بالبيت الحرام، و السعى بين الصفا والمروة، والوقوف بجبل عرفات، وزيارة قبر المصطفى عليه السلام، مدعومة ببعض الآيات القرآنية والكتابات الشهيرة لتهنئة الحجيج، و تشمل مظاهر احتفال أهالى العديد من القري بعودة الحاج، وهي من العادات القديمة والتي لا تزال قائمة حتي وقتنا الحالي، علي تخصيص حصان أو جمل للحاج يركبه ويطوف به شوارع القرية، وسط حضور من الناس وتقديم المباركات له وتوزيع الحلوى على الأطفال، وذبح الذبائح.
وتزينت بيوت الحجيج برسومات لرحلة الحج مثل ركوب الطائرة والطواف بالبيت الحرام والسعي بين الصفا والمروة والوقوف بجبل عرفات وزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم، مدعومة ببعض الآيات القرآنية والكتابات الشهيرة لتهنئة الحجيج.