الزواج رباط مقدس قوامه المودة والرحمة و الحب والتفاهم والاحتواء بين الطرفين ويجب أن يكون هناك توافق اجتماعي وثقافي بين الطرفين، حيث جرى العرف أن يكون الزوج أكبر سنا من الزوجة إلا أن هناك حالات كثيرة يحدث فيها العكس وتكون المرأة أكبر من الرجل فنظرة المجتمع اختلفت وأصبح أن يكون الزوج أصغر سنا طالما وجد تفاهم فكرى وروحي وربطهما بينهم الحب المقدس وذابت بينهم فوارق السن
وأشارت د. منه إبراهيم، استشارى نفسي وتربوي، إلى أن الحياة الزوجية من أهم العلاقات التي أوجدها الله في الأرض وهي تتميز بالمودة والرحمة وهي أساس تكوين الأسر والمجتمعات لذلك يجب أن نحسن اختيار شريك الحياة للحفاظ على استقرار وتكوين حياة أسرية سعيدة، حيث يفضل الكثير من المقبلين على الزواج من شخص مقارب معهم في السن ومتوافق في المستوى الاجتماعي والثقافي لكن هنا الزواج لا يتعلق بسن معين فنظرة المجتمع تغيرت إلى حد ما وأصبح الزوج اصغر سنا ف المرأة الأكبر سنا تستطيع أن تتحمل المسئولية مع الزوج وبصفة عامة المرأة تنضج أسرع من الرجل
وأوضحت د. منة أن من أهم العوامل التى تلعب دورًا مهمًا فى بناء علاقة وثيقة بين الزوجين (فرق السن) فقد يعتقد البعض أنه كلما كان الفرق كبير كان أفضل للطرفين؛ ويعتقد البعض الآخر أن الفرق المتقارب يكون للسهولة فى التواصل والفهم بين الطرفين .
فرق السن بين الزوجين من أهم الموضوعات التى تشغل بال المقبلين على الزواج وهى من الأمور التى تؤثر على العلاقة بين الزوجين، حيث يؤثر فرق السن بين الأزواج بشكل كبير فى التفاهم والانسجام بينهما ويؤثر أيضًا على طريقة التواصل الفكرى والعاطفى بينهما، ويلعب دورًا مهمًا فى استمرار العلاقة الزوجية .
ففى نظر الرجل أن المرأة التي تكبره سنا قادرة على التعامل معه بإيجابية، حيث تمتلك عقلا راجحا يمكنها من مساعدتة في حل المشاكل التي تواجههم.
وأفادت د. منة بأن المرأة الأكبر سنا هي زوجة ناجحة وتتعامل مع زوجها بعقلانية وعقل ناضج دون ازعاجه.
وتنصح د. منة أن بأن يكون فارق السن بين الزوجين لا يزيد على عشر سنوات والأفضل من عامين على خمسة أعوام حتى يكونوا من نفس الفئة العمرية حتى يزداد التفاهم حيث
ينتقد مجتمعنا النساء بشكل ظالم خاصًا عند زواج المرأة لرجل أصغر منها وما يُصاحب هذا الشعور بالخجل، لكن يجب أن يكون هناك مرونة فى تقبل ظروف الحياة فقد تكون المرأة أكبر من الرجل حيثُ إن الرجل فى أوقات كثيرة يحتاج إلى الحنان والاحتواء فتكون الحياة الأسرية سعيدة لكن تبدأ المشكلة عندما تبدأ الزوجة تعامل زوجها بأنه أصغر منها أو أقل منها خبرة وكفاءة فتبدأ الخلافات الزوجية.
وأشارت د. منة إلى أنه لا يوجد أسباب تمنع علاقة زواج بين امرأة ورجل يصغرها عمرًا وهى بالمثل تشبه علاقة زواج رجل أكبر سنًا من المرأة وهى الحالة الأكثر شيوعًا، لكن يجب أن نشير إلى بعض الضوابط التى يجب أن تكون قائمة بين الزوج والزوجة فى حالة زواج السيدة لرجل أصغر منها وهى:
لا تعاملى زوجك على أنه أقل خبرة منك
يجب أن تثقى فى أن زوجك يمتلك سمات الرجولة
لا تتصرفى معه وكأنك أحد والديه
يجب أن تثقى فى حبه لكى
يجب أن تشعرى تجاهه بالأمان والالتزام بعلاقتكما
يجب ألا تتأثرى بخبرات الطفولة فى اختيار زوجك
توافر لغة التفاهم والتواصل بينكما
تقبل عائلتك وعائلته لعلاقتكما
الاحترام المتبادل
تشابه الأهداف التى تسعون الى تحقيقها
وأشارت د. منة إلى أن هناك أسبابا عديدة تدفع الرجال للزواج بنساء أصغر منهم سنًا
فتنجذب النساء الأكبر سنا إلى الشباب لأنهم متفتحون وحاضرون دائما وكلهم حيوية وهذا لا تجده كثير من النساء في الرجال الأكبر سنا كما أن المرأة تبحث عن
النضج فى العلاقة بحيث لا يكون هناك شجار بين الزوجين على أبسط الأمور، كما أن السيدة الأكبر سنًا توفر حياة زوجية أكثر هدوئا وثباتًا انفعاليًا فى تربية الأطفال وحل المشكلات الأسرية وتحمل المسئوليات .
وأفادت د. منة بأن الزوجة الأكبر سنًا حققت تقدمًا فى حياتها المهنية وبهذا يكون المستوى الاقتصادى للأسرة أفضل واستطاعتها فى تقديم المشورة المهنية لزوجها .
لكن كل شيء له مميزات وعيوب
وتكمن مشكلة زواج المرأة برجل أصغر منها فى موضوع الإنجاب حيث تقل فرص المرأة كلما زاد بها العمر وهذا موضوع خاص بالزوجين وعليهما أن يتفقا بشأنه قبل الاقدام على الزواج وخاصة إذا كان عمر السيدة أكثر من 40 عامًا، كما تكمن سلبيات زواج المرأة بزوج أصغر منها فى ظهور علامات الشيخوخة عليها حيث إن الإناث تكبر فى وقت مبكر عن الذكور من نفس العمر وتبدو الزوجة فى سن أكبر مما على الزوج وهى من المشكلات التى تؤثر على الزوجة وتسبب لها الكثير من المشكلات النفسية والاجتماعية .
ويجب أن نشير إلى أنه كلما زاد فرق السن بين الزوجة والزوج زادت المشكلات بسبب غياب التفاهم وعدم وجود آراء مشتركة، وعندما تصل المرأة لمرحلة سنية معينة يُصبح التفاهم صعبًا لأنها تشعر بمخاوف من أن يتركها أو أن ينجذب لفتيات أصغر منها .
التوقعات العالية من أهم أسباب فشل العلاقة وتدمير العلاقة الزوجية لان كل طرف يعتقد أنه سيحظى بعلاقة غير تقليدية وأن أبسط الأمور ستكون مختلفة وبعيدة عن النمطية ولكن الحقيقة أنها علاقة زوجية تشبه غيرها بشكل طبيعى وأن فارق العمر لن يجعلها ميزة.
وأكدت د. منة أن مجتمعنا الشرقي لا يتقبل بسهولة أن يكون الزوج أصغر من الزوجة
وعندما تكون المرأة أكبر من زوجها فهذا ليس سهلا على الاطلاق فتظل دائمًا محط انتقاد الاخرين فهى فى نظرهم المتصابية أو أنانية لا تفكر فى سعادته وتبدو وكأنها تحاول تبرر مشاعرها وقد يظهر الزوج كأنه الضحية للحب الذى جعله لا يهتم بفارق السن و أمر صعب التعامل معه .
كما أضافت د. منة أن زواج المرأة من رجل يصغرها موضوع خاص وشخصى فكل ما يحدد ذلك هو التفكير وقرب الطرفين من الله ومعرفة حقوق كل طرف وواجباته فان عوامل السعادة الزوجية ليس لها علاقة بفروق السن .
اى علاقة يُكتب لها الاستمرار والاستقرار والسعادة من المهم أن يتأكدوا الشريكين أنهم على توافق وكل ما يتعلق بالمبادئ والاخلاقيات والرغبات والنواحى المادية والقدرة على التفاهم والاحتواء وأن يكون لدى الزوجين القدرة على الالتزام والتقبل
ويجب أن يكون لديهم القوة في عدم السماح لأى أحد بالتدخل فلكل انسان له رؤية غير الآخر
واختتمت د. منة أن هناك الكثير من حالات الزواج من المرأة التي تكبر زوجها في السن يشهد لها بالنجاح مثلها مثل العديد من العلاقات الأخرى.