انتهت مشاركة منتخب الفراعنة في نهائيات كأس العالم روسيا ٢٠١٨ ، وكما هو منطق كرة القدم وبعيدا عن العواطف الجياشة والآمال المعقودة علي أوهام لا تمت للحقيقة المؤلمة بصلة ، ظهرت هشاشة قوام هذا الفريق وعدم صلاحية معظم أفراده، ففلسفة الساحرة المستديرة تختلف عن حساباتنا الهلامية، إن تعطيها تعطيك ، والعطاء هنا جماعي وليس فردي ، أو بمعني آخر فمنتخب الأرجنتين ليس ميسي كما أن منتخب مصر ليس صلاح .
وبزاوية تحليلية تحاول أن تفترش أعماق الحقيقة ، سنجد أن اللعبة الشعبية الأولي في العالم مثلها مثل أي لعبة جماعية أخري، هي عبارة عن فكر مدرب وإصرار وتركيز وسرعة رد فعل ومرونة في التفكير ودقة في التنفيذ وثقة بالنفس عند اللاعبين ... إلخ من القدرات البدنية والذهنية والنفسية ل ١١ لاعبا يمثلون كيان فريق جماعي متكامل وصولا لتحقيق إنجازات مستهدفة ، وبكل تأكيد فإن طموح أفضل ٣٢ فريق وصلوا للمحفل العالمي يتخطي حاجز التمثيل المشرف .
وبإلقاء الضوء علي المشاركة الأولي لوصيف بطل إفريقيا بعد ٢٨ عام ، أجد من وجهه نظري أن المشكلة الحقيقية للتمثيل غير المشرف لمنتخب الساجدين لم يكن لقلة خبرة لاعبية بالمحفل العالمي كما أشيع حتي من بعض اللاعبين أنفسهم وبأن معظمهم سنه أولي مونديال ، بل هناك عده أمور تشير بأصابع الإتهام نحو المسئولين عن إختيار المدرب الأرجنتيني هيكتور كوبر والإصرار علي قيادتة الدفاعية البحتة للفراعنة منذ تصفيات ونهائيات البطولة القارية وصولا للنكسة المونديالية الأخيرة ، فالرجل بات مقتنعا تماما بأن الدفاع بتلك المجموعة هو خير وسيلة لتفادي الهزيمة ، ما أدي إلي تصدير وتأصيل الشعور بالرجفة والرهبة الفنية لاسيما عند خطي دفاع ووسط المنتخب تحديدا واللذين اتسقا تماما مع فكر المدرب بالدفاع البحت دون الإهتمام والإصرار علي المساهمة الفعالة لزيارة مرمى الخصوم ، وتلك الروح الإنهزامية زعزعت بطبيعتها الثقة لدي كل أفراد الفريق بالتبعية، عطفا علي ضرورة تفادي الهزيمة أولا ثم السعي للتسجيل كلما أمكن ، وربما كان الخطأ الأكبر للمدرب العجوز هو دفاعة الشرس عن طريقته التي تشبة طريقة الطرائد المرتعدة للنجاة من الإفتراس ، متشدقا بأنها الأنسب لإمكانيات لاعبية ، ما دفع اللاعبين أنفسهم للوصول لملاعب روسيا كالتلميذ الذي يصل مدرستة أو حضانتة لأول يوم ولا يعلم ماذا يجب علية أن يفعل .
في النهاية أري أن ثمة بعض التعديلات الواجب تفعيلها ، كي نستطيع النجاح في معاودة الكرة بقطر ٢٠٢٢ ولكن بقدرات مختلفة، ولن يحدث ذلك إلا بمجهود شاق متكامل لكل عناصر اللعبة التي تدار بعشوائية واضحة داخل أروقة الإتحاد المصري، فلابد أولا من تغيير المدرب بآخر من نوعية الفرنسي هيرفي رينارد مدرب المغرب، والذي يحظي بذكاء فني وإداري كبير، يستطيع من خلاله انتقاء عناصر واعدة من اللاعبين تمتلك ثقافة الفوز والإيمان بالذات والثقة في القدرات الفردية والجماعية ، وتبني فكر هجومي مناسب للمباريات الدولية الكبري، حتي نستطيع أن نجاري قارات العالم بمدارسها المختلفة في قادم اللقاءات .