"السودان" ليس رجل إفريقيا المريض

"السودان" ليس رجل إفريقيا المريضسعيد صلاح

الرأى18-7-2023 | 13:58

أمر غريب حقًا ما نراه من بعض الاقتراحات أو الأحاديث على إخلاء السودان "الخرطوم" من السلاح والتدخل بشكل أو بآخر من أجل دعم طرف فى مواجهة طرف آخر..

هذه اقتراحات لا تليق بحجم ومكانة وأهمية دولة مثل السودان، ف السودان ليس رجل المنطقة المريض كما يحاول البعض أن يصور أو يرسم هذه الصورة الذهنية من أجل أن يصل إلى أغراض خاصة هى فى الواقع مفضوحة ومكشوفة. السودان دولة لها كيانها وسيادتها ومؤسساتها وجيشها الوطنى الذى يتحمل مسئولية الدفاع عن شعبه وهو الطرف أو الجهة الرسمية التى يجب أن يتم التعامل معها فيما يتعلق بأمن وسلامة السودان وشعبه، كما أن هناك مجلس السيادة الانتقالى الذى يدير شئون البلاد منذ أن تمكن الشعب السودانى الشقيق من إنهاء حقبة زمنية عانى فيها الأمرين جراء وجود نظام حكم ظالم وفاشل تملكه هواة الإخوانى لسنوات، فبغى وتكبر حتى كان مصيره المعلوم لنا جميعا.

لا شك أن السودان الشقيق يعيش منذ اندلاع الاشتباكات بين قوات الجيش وميليشيات الدعم السريع، مأساة إنسانية بكل المقاييس، وكانت كافة التحركات التى جرت على الأرض أو التى لم تتعد مجرد سطور فى أوراق دبلوماسية أو أحاديث إعلامية هنا وهناك من أجل إثبات الحضور، إلا تلك التحركات التى بدأتها مصر منذ الساعات الأولى لاندلاع الأزمة، فقد أخذت مصر على عاتقها بذل كل الجهود من أجل الحفاظ على الدولة السودانية ومؤسساتها وحماية شعبها الشقيق وثرواته ومقدراته التى بدت مطمعًا لكل ذئاب العالم "المفضوحة".

أعلنت مصر موقفها الثابت من دعم الدولة السودانية وعدم التدخل فى الشأن الداخلى السودانى وتحركت الخارجية المصرية على كافة المستويات الإقليمية والدولة بتوجيهات من القيادة السياسية وفتحت مصر أبوابها لاستقبال أشقائنا الفارين من ويلات الاشتباكات، وسهلت لهم كافة الإجراءات وقدمت كل أنواع الدعم الإنسانى لتقلل من روعهم وتذهب خوفهم.

ودعمت ورحبت مصر بكل المبادرات التى دعت إلى وقف إطلاق النار، أملاً فى أن تحقق هذه المبادرات الدماء السودانية ودعت إلى دعم اللاجئين السودانيين على أرضها وفى كل دول الجوار، حتى تنقشع الغمة وتزول، وظلت خلال هذه الفترة تقوم بدورها على أكمل وجه حتى تتحسن الأوضاع، ولكن مع صعوبة الحالة السودانية وتأزمها يوما بعد الآخر قررت مصر أن تدعو إلى قمة دول جوار السودان من أجل أن تصل إلى حل عاجل وفاعل لهذه الأزمة، وبالفعل لبت كل دول الجوار السودانى الدعوة المصرية وانعقدت القمة فى القاهرة – الخميس الماضى – وأعلنت فيها مصر عن رؤيتها للحل ولخصتها فى 4 إجراءات، تمحورت فى وقف التصعيد دون إبطاء للوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار وتسهيل دخول المساعدات وإطلاق حوار جامع للأطراف المعنية فى السودان، ثم تشكيل آلية اتصال وزارية للمتابعة، ثم أعلنت القمة فى بيانها الختامى الذى جاء داعما للرؤية المصرية التى جاءت تترجم ما قاله الرئيس السيسي فى رسالته التى وجهها للأشقاء السودانيين خلال كلمته بالقمة "نشعر بمعاناة أشقائنا فى السودان.. ونتألم لآلامهم وندعو الله العلى القدير أن يزيل هذه المحنة فى أقرب وقت".

أضف تعليق