تنطلق القمة الثانية للمنتدى الاقتصادي والإنساني ل روسيا – إفريقيا في مدينة سان بطرسبرج الخميس المقبل، بحضور ومشاركة قادة وزعماء ورؤساء حكومات الدول الإفريقية وروسيا، بهدف بحث تعزيز التعاون الروسي – الإفريقي الشامل وكذلك تحديد مسار تطور علاقات روسيا مع الدول الإفريقية على المدى الطويل.
وذكر تقرير لسفارة روسيا بالقاهرة اليوم الأربعاء، أن برنامج القمة التي ستستمر لمدة يومين يتضمن أكثر من 30 جلسة نقاشية وفعاليات حول أهم قضايا التعاون بين روسيا والدول الإفريقية، والتي ترتكز على محاور رئيسية، وهي محور الاقتصاد العالمي الجديد، والذي يتناول مجالات الاقتصاد والتجارة والزراعة والعلوم والتكنولوجيا والطاقة النووية والفضاء، والمحور الاجتماعي والإنساني لحياة أفضل، والذي يتناول التعاون في مجال التعليم العالي ونقل أفضل الخبرات التعليمية في مجال التعليم عن بعد والتعليم المهني ودور المرأة في التنمية المستدامة والتقدم الاجتماعي ودور الرياضة في الصداقة بين روسيا وإفريقيا.
وأضاف أن القمة الثانية ستتضمن عقد المنتدى الإعلامي ومؤتمر عمداء الجامعات ومائدة مستديرة وفعاليات في إطار برنامج الشباب وجلسات من منتدى الأعمال الإبداعية ومنتدى "المجتمع الصحي" مشيرا إلى أن جلسات القمة الثانية للمنتدى ستتطرق لتأثير التهديدات التي يتعرض لها الأمن العالمي على القارة الإفريقية، من النزاعات العسكرية التقليدية ونقص الغذاء وأزمات الطاقة والهجرة غير المنظمة إلى النشاط الإرهابي الإجرامي.
وأوضح أن محور الاقتصاد العالمي الجديد في القمة سيناقش آفاق تعزيز الأعمال التجارية في إفريقيا لرجال الأعمال الروس، ودراسة مخاطر وظروف السوق والفرص المتاحة في ضوء النمو السريع ل إفريقيا التي تبرز كمنطقة تحمل الآمال لحدوث انتعاش اقتصادي عالمي، مضيفاً أن الشركات الروسية تنفذ بالفعل عدداً كبيراً من المشروعات الرائدة التي تسهم في التنمية المستدامة للمنطقة الإفريقية.
وأفاد التقرير بأن نصيب روسيا في التجارة الخارجية مع الدول الإفريقية يزيد قليلاً عن 2 في المائة، مما لا يعكس الإمكانيات الكاملة للتعاون الثنائي، لافتاً إلى أن القمة ستبحث آفاق زيادة التجارة الثنائية في ضوء التحديات الجديدة التي ظهرت في أعقاب وباء (كوفيد -19) في عام 2019، مضيفاً أن المنتدى سيناقش المعايير الجديدة للشراكة بين الشركات الصغيرة الروسية والإفريقية والتعاون متبادل المنفعة التي يمكن أن تصبح مصدراً للدخل وأسواق جديدة للسلع والخدمات، فضلاً عن المساهمة في تنمية الاقتصاد الإفريقي وخلق فرص عمل جديدة وتحسين مستوى المعيشة لسكان القارة.
وأوضحت السفارة أن روسيا تسعى إلى دعم التعاون مع الدول الإفريقية في المجال الزراعي، حيث تحتل مكانة مميزة بين أفضل 20 دولة رائدة في هذا المجال، ووفرت المنتجات الزراعية إلى ما يقرب من 160 دولة، وتجاوزت صادراتها الزراعية 41 مليار دولار، مؤكدة وجود إمكانيات كبيرة لتطوير البنية التحتية للنقل في إفريقيا لزيادة التجارة وتنفيذ مشروعات زراعية مشتركة.
وأكد التقرير استعداد الشركات الروسية نقل التكنولوجيا الزراعية الحديثة إلى إفريقيا، بهدف تحقيق الأمن الغذائي والقضاء على الفقر، لافتاً إلى أن القارة الإفريقية تعد أكثر منطقة تعاني من انعدام الأمن الغذائي في العالم، حيث يوجد 278 مليون شخص في إفريقيا يعانون من الجوع المزمع أي 20 في المائة من سكان القارة، مشيراً إلى وجود آفاق كبيرة للتعاون بين الاتحاد الاقتصادي الأوراسي الاقتصادي و إفريقيا في ضوء أن القارة اليوم تعد واحدة من المراكز الناشئة للتنمية العالمية، مشدداً على ضرورة تحديد مجالات الأولوية للتعاون بين الجانبين والتعرف على تأثير التكامل الاقتصادي على الهيكل الحالي للاقتصاد العالمي وتحديد الخطوات لإيجاد رؤية مشتركة لمستقبل بناء التكامل في منطقة الأوراسي وإفريقيا.
وأفاد التقرير بأن المنتدى سيناقش أيضاً سبل تعزيز التعاون في مجال الطاقة في إفريقيا التي تعتبر واحدة من أسرع أسواق الطاقة نمواً في العالم، وتولي روسيا اهتماماً كبيراً بدعم الدول الإفريقية، لتحقيق الهدف السابع للتنمية المستدامة للأمم المتحدة، وهو ضمان وصول الجميع إلى مصادر الطاقة الحديثة والموثوقة والمستدامة والميسورة التكلفة، مشيراً إلى أن شركات الطاقة الروسية تنفذ عدداً من المشروعات الطموحة في القارة بمجالي الطاقة النووية والطاقة الكهرومائية.
وأكد أهمية دعم التعاون في مجال اللوجستيات التي تلعب دوراً مهماً في تعزيز التجارة بين روسيا والدول الإفريقية، حيث أصبح إقامة نظام مسار لوجستي بين روسيا و إفريقيا يكون عمليًا ومفيدًا لجميع الأطراف المعنية يشكل قضية أكثر إلحاحاً في السنوات الأخيرة في ظل التحديات المرتبطة بوباء (كوفيد -19) وإعادة التشكيل العالمي لتدفقات الصادرات والواردات.
ونوه إلى أن جلسات المنتدى ستتناول فرصا للتعاون في مجال التحول الرقمي العالمي والاعتماد المتزايد على تكنولوجيا الاتصالات التي أدت إلى دفع أمن المعلومات في موقع الصدارة، مشدداً على ضرورة تعاون المجتمع الدولي للتصدي التهديدات من الإرهاب والجرائم العابرة للحدود واستخدام الطائرات بدون طيار لأغراض غير قانونية، إلى نشاط الإنترنت غير القانوني.
وأوضح أن موسكو تولي اهتماماً كبيراً بتعزيز التعاون في مجال العلوم والتكنولوجيا النووية مع الدول الإفريقية، حيث تسعى مؤسسة (روس اتوم) الروسية إلى دعم الدول لاستخدام التكنولوجيات التي تضمن أمن الطاقة وتضمن التنمية المستدامة لمختلف القطاعات الاقتصادية وتزيد من القدرات العلمية والبشرية، وقد بدأت بعض الدول الإفريقية في التركيز على التكنولوجيا النووية التي لها آثار اجتماعية واقتصادية إيجابية على العديد من مجالات الحياة، وإزالة الكربون من الاقتصاد وتسهيل تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وأفاد التقرير بأن المنتدى سيبحث التعاون في العلوم والتكنولوجيا، والتعاون الفعال في مجال الرعاية الصحية، حيث يشمل الأدوية والابتكار والتكنولوجيا في سياق التحول الحالي ويمكن للجهود الموحدة في تطوير سياسة الرعاية الصحية والأدوية من جانب روسيا و إفريقيا أن تكون بمثابة وسيلة مستدامة أساس الشراكة متبادلة المنفعة.
وعن محور التعاون الإنساني، أفاد التقرير بأن الجلسات ستناقش تعزيز التعاون في مجال التعليم العالي بين روسيا والدول الإفريقية ومشاركة الجامعات الروسية الرائدة في مشروعات تعليمية مشتركة وكذلك الاهتمام بدعم التعليم المهني وتنفيذ مبادرات في مجال التعليم وجذب الطلاب للدراسة في الجامعات الروسية، فضلاً عن فرص التعاون في مجالي الثقافة والفنون ودعم الروابط الثقافية بين روسيا والدول الإفريقية ودور الصناعات الإبداعية كمحرك مهم للنمو.
ولفت إلى أن المنتدى سيسلط الضوء علي دور المرأة في روسيا و إفريقيا من أجل التنمية المستدامة والتقدم الاجتماعي وتنفيذ الرؤية الحالية للتنمية في إفريقيا وأجندة 2063 للاتحاد الإفريقي خاصة، وأن التنمية في إفريقيا ستعتمد في الخمسين عاماً المقبلة على تمكين المرأة، مضيفاً أن المرأة في روسيا و إفريقيا تلعب دوراً نشطاً في مجال الأعمال.