شهدت مكتبة الإسكندرية ندوة ثقافية عن الكاتب إحسان عبد القدوس بعنوان "إحسان عبد القدوس.. معارك الحب والسياسة"، ألقتها الكاتبة الصحفية زينب عبد الرازق؛ رئيس تحرير مجلة ديوان الأهرام، وأدارتها الكاتبة الصحفية زينب عفيفي؛ وذلك على هامش معرض مكتبة الإسكندرية للكتاب في دورته الثامنة عشر.
وعبرت الكاتبة زينب عفيفي عن سعادتها بتقديم ندوة عن إحسان عبد القدوس، موضحة أنه من أوائل الروائيين الذين بدأت بهم قراءاتها الصحفية والإبداعية، فلازالت رواياته التي شكلت وجدان أجيال وأعماله التي تحولت الى أفلام سنيمائية نشاهدها بكل الشغف والحب وكأنها مكتوبة في زمننا الحالي.
وتحدثت "زينب عبد الرازق" عن الدوافع التي جعلتها تكتب هذا الكتاب "إحسان عبد القدوس.. معارك الحب والسياسة" فقد نشأت الفكرة عام 2018، أثناء رئاستها لتحرير مجلة ديوان الأهرام، عندما لفت انتباهي مئوية إحسان عبد القدوس مع ثورة 1919 فقررت أن أكتب عنه خاصة وأنا من الجيل الذي تربى على كتاباته ورواياته، مضيفة أنه ليس كاتب رواية ولكنه كاتب سياسي من طراز رفيع فقررت عمل ملف كامل عنه.
وقالت: "لقد استعنت بكل الكتب التي تتكلم عن إحسان عبد القدوس وأيضًا أرشيف الأهرام ولكن الإستعانة الكبرى كانت من أسرة الراحل إحسان عبد القدوس فقد زودني الأخوين أحمد ومحمد عبد القدوس بكل ما يتعلق بوالدهما، مشيرة إلى أن أسرة أحسان عبد القدوس من الأسر القليلة التي تحافظ على تراث الأب فهم حافظوا على كل صورة وكل وثيقة وكل جريدة حتى القصاصات والجوابات فكانت كنز حقيقي بالنسبة لي.
وأشارت أنه تربى في بيت جده وكان يحفظ القرآن الكريم ويتعلم الصلاة في مواعيدها وكانت هناك قواعد دينية، وعندما يزور والدته في صالونها الثقافي استطاع أن يشهد على عدة أحداث داخل تلك الصالونات مثل الشعر والثقافة والمسرح والسياسة وكل ما يتعلق بمحاربة الإنجليز ولذلك نجد أن هذا الخليط بين البيئتين جعلوا بداخله نسيج لشخصية محبة للحياة ومتفتحة ومتصالحة مع الذات الأمر الذي انعكس على شخصيته فيما بعد وأعطاه الثبات وجعله يحب الحياة والمرأة.
وأكدت أن تلك الأمور أعطته الثقة وجعلت حياته لها معنى من خلال القلم بأن يكتب عن الحرية وعن مكاشفة الحقيقة والديمقراطية والتي هي سلاح الشعب فقد كان يكتب للناس ومعاناتهم وكيف أنهم يستحقون حياة كريمة مما عرضه لتهديدات كثيرة.
وأوضح المهندس أحمد عبد القدوس نجل الراحل إحسان عبد القدوس - في مداخلة من خلال برنامج "زوم" - بأن والده كان لديه إيمان تام بأفكاره ومبادئه وذلك ما تعلمته منه أنا وشقيقي محمد عبد القدوس "العناد في المبدأ" وأن قيمة الإنسان في نفسه بأخلاقه ومبادئه الأمر الذي نحاول أن ننقله لأحفاده فقد ترك لنا تراثًا عبارة سيرة طيبة.
وأضاف أنه يحب لوالده رواية بعنوان "ثقوب في الثوب الأسود" لأن بها تحليل نفسي عميق جدًا فعندما زار أفريقيا كتب هناك عن مجموعة من المهاجرين اللبنانيين فهو كان مستمع جيد جدًا ولأن كتابات والدي كلها من نسج الواقع فقد كان يحب أن يجلس مع الناس وينصت لهم ولحكاياتهم ومن ثم يحصل على التوليفة المناسبة للإنشاء الرواية الواقعية المناسبة.